أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون
نعم لقد سمعوا القولَ ولكنهم لم يعُووا ولم يُتبعوا الاستماع أو السَّماع الاستيعاب، وكان الأولى بهم أن يستمعوا ويتابعوا تمحيصَ ما استمعوا من حيث الدلالات والمعاني وبلاغتها، فهم أهل الفصاحة والبلاغة ولو أنهم فعلوا ذلك لسلَّموا وآمنوا وأيقنوا، ولكنهم وللأسف جحدوا وعاندوا...
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: فإن الذي جاءهم (الرسول والقرآن) ليس أمراً غريباً ولا جديداً عليهم، وإنهم بمجرد التطلُّع والنظر إلى سيرة آبائهم السابقين سيرون ما يماثل هذا الذي جاءهم (رسول وكتاب)، وزيادة على ذلك فهذا الرسول الذي أوحي إليه معروف عندهم، بل هو الأكثر شهرة لديهم صدقاً وأمانة ومكانة وأرومة، ولو أنه لم يكن كذلك لكان ثمة بعض عذر في نكرانه وعدم إيمانهم به.
ولهذا كله ومن باب عموم اللفظ نقول للناس اليوم: تدبَّروا القول وأمعنوا النظر فيه قبل رفضه أو قبوله، وأيضاً لا تحكموا على إنسان ما من خلال الحسد والنقمة، بل أنزلوا – بدراسة واعية – الناس منازلهم، وأعطوهم حقهم بموضوعية وصدقية، وصدق الله القائل: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم).
حلب
14/6/2019
محمود عكام
التعليقات