نعم، هي بلادُ الشَّام عامَّة وسُوريَّة منها خاصَّة، لا تخافوا عليها ولا تقلقوا ولا تضطربوا، فقد تكفَّل المولى بها، وهيَّأ لها ملائكة تبسُطُ أجنحتها عليها، لكنَّها تطلبُ منكم شيئاً واحداً: كونوا أوفياءَ لها ولكم، وحافظوا على ميثاقكم معها الذي واثقتموه، وما الميثاق إلا طاعة الرحمن في قيامكم بالواجبات تجاه الآخر على اختلاف الهوية والدِّين والمذهب والعرق إلا الإنسانية فحقُّها عليكم جميعاً الاحترام وصيانة الدَّم وضمان الحقوق اللازمة عن الإنسانية، وفوقَ تلك الواجبات الإنسانية تأتي واجبات إضافية عليها لتكون أخوَّة في الدِّين وحواراً في المذهب وتآلفاً وتعاوناً في العرق، وتضامناً في الهوية، ووراءَ الأخوَّة والحوار والتآلف والتعاون والتضامن تعميقٌ للواجبات تجاه الإنسان عامة والتي ذكرناها آنفاً. فإن وصلنا إلى بلاد الشَّام ونحن نجدُّ في القيام بواجباتنا نحوها فليكُن مستقراً في أذهاننا وتصوراتنا أن هذه البلاد مباركة، والبركة كثرة الخير والنفع والانسجام، وقوة الحبِّ المتهادي في جَنبات الأماكن المقدسة فيها، والأوابد العريقة في رحابها.

ألا ما أحوج أبناء الشَّام إلى نفحاتِ الإيمان والأمان تصدُرُ عنهم ومنهم وإليهم، فاللهم أمناً وأماناً لبلاد الشام التي باركتها يا رب العالمين.

حلب

25/8/2019