جرت العادة أنَّ من سِمات المجتمع المتخلِّف غيابُ الحوار والنَّقد البنَّاء والعَرض الموضوعي، وظُهور الفَرض والرَّفض، فالفارضُ يفرِض من خلال سلطته والرَّافض يرفضُ جزاءً وفاقاً على الفَرض.
فيا ايها المسؤول في بؤرةٍ اجتماعية ما (أسرة – مدرسة – مصنع – مديرية – ثكنة – وزارة....) اعرِض ولا تَفرِض وأحسِن العَرضَ ولا تقهَر بالفَرض، فإن أردتَ أمراً ما فقُل لمن حولك: ما رأيكم بكذا ؟ (اجعَل لهم اعتباراً) ثم تابع العَرضَ بأناةٍ وموضوعية وصدقية، وافسح المجال للنَّقد والنِّقاش، فإذا عزمتَ فتوكَّل على الله. وإياكَ والبدءَ والمبادرة بالفَرض واستخدام صيغة الأمر الجافَّة القاسية المنفِّرة، ولتكُن على يقين أن الفرضَ يستجلبُ الرَّفض، وأن العَرضَ بحكمةٍ ولطفٍ ورفق يستدعي الحوار المبتغَى والنَّقد البنَّاء، والنَّتيجة – لا شكّ – رائعة.
تعالوا - يا بني قومي – إلى الحوار والموضوعية وآدابهما ومستلزماتهما، وليسَ منا من لم يُجِلَّ كبيرنا ويعطف على صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه.
وأخيراً: اعتَبِر تُعتَبر، واغفِر يُغفَر لك، وارحَم تُرحَم، وأَكرم تُكرَم، والله لا يضيعُ عملَ عاملٍ منَّا، والسَّلام عليكم.
حلب
28/8/2019
محمود عكام
التعليقات