آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
التَّفسير

التَّفسير

تاريخ الإضافة: 2019/09/02 | عدد المشاهدات: 867

إذا كانَ علمُ التَّفسير يعني: بَيانَ مُراداتِ الله في كلامه الكريم (القرآن) بقدرِ الطَّاقة البشرية، والطَّاقة البشرية تختلفُ مُعطياتها وقُدراتها وإمكانياتها من عَصرٍ إلى عصر، ومن مَكانٍ إلى مكان، وما قد يكونُ تفسيراً في عصرٍ ربَّما كانَ إبهاماً في وقتٍ آخر، وليعلم طلابُ العلم أن ليس ثمَّة مفسِّرٌ واحد لكلِّ القرآن الكريم، بل هناك مُفسِّرون كلٌّ حسبَ اختصاصه وأدواته: وعلى الجميعِ توضيح ما يستطيعونَ توضيحه لما كان قد أُجمِل أو خَفِي أو ...، أو ... وأمَّا الواضحُ فما عليكَ أيها المفسِّر من أجلِ تبيانه وبيانه إلا أن تقرأَه قراءةَ تعبيرٍ وبيان، فتُعطِي الاستفهامَ لهجَته وكذلكَ التَّعجب والتَّقرير والاستعلاء وسواها، ولن أنسى يوماً حضرتُ فيه درسَ تفسيرٍ لأُستاذ (مدرس تربية إسلامية) وكان يفسِّر على - حَدِّ زعمِه – سورةَ "عَمَّ" فقال: (عَمَّ يَتساءلون) ثمَّ شَرحَها وفَسَّرها بقوله: "عن أيِّ شيءٍ يسألُ بعضُهم بعضاً"، ثمَّ قال: (عن النَّبأ العظيم) ففسَّر ذلك بالخَبَر الكبير، قاطعتُه وقلتُ له: هل هذا هو التَّفسير المقصودُ بعلمِ التَّفسير ؟! يا صاحبي: عَمَّ يَتساءلون لا تحتاجُ إلى تفسيرٍ، بل تحتاجُ إلى أداءٍ وتعبير، أو بالأحرى إلى حُسنِ أداء وتَصوير تعبير، أما التَّفسيرُ فينصبُّ على منطقية الحسابِ والبعثِ والنُّشور، وعلى إدراكِ سِرِّ تكرار: (كلا سيعلمون. ثمَّ كلا سيعلمون) وهكذا...

حلب

2/9/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق