حُريَّة التَّعبير حقٌّ مَصونٌ شرعاً وقانوناً وعرفاً، وحرية التعبير لا تعني الشَّتم أو السبَّ أو التَّعيير أو التَّعييب أو التَّشهير أو التَّسميع، حرية التَّعبير: أن تُعبِّر عما يجولُ في صدرك بلغةٍ راقية وأسلوبٍ نظيف، بحكمة تُراعي الظَّرف الزَّمني والمكاني، وليس كل ما يُعرَفُ يُقال، وكفى بالمرءِ إثماً أن يُحدِّث بكلِّ ما سمع، وحدِّثوا الناسَ بما يعرفون، وأنزلوا الناس منازلهم، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم، وكل هذه القواعد ضوابط لحرية التعبير.
ولطالما أُسيءَ فهمُ الحريَّة فاعتُبرت فوضى أحياناً أو إيذاءً أو حتى انتهاكاً، وحرية التعبير ليست نصيحة أو تصويباً فقط، بل هي اعتراف ومدح وتشجيع قائم على أمانة ووفاء وصدق. أهمُّ ما في حرية التعبير: التَّجلي الإنساني فيها، وترتقي ليكونَ التجلي الرَّحموي منبثقاً عنها.
يا ناس: حرية التعبير ذات حَدَّين، فأحسِنوا فيها التَّطبيق، ولا يَجرِمنَّكم ابتعادُ بعضِ الناس عنكم على أن لا تَصدُقوا في تَعبيركم عنهم وتوصيفكم لهم، ورحمَ الله مَنْ قال: "أنا لستُ معك في الرَّأي، ولكنِّي مُستعدٌّ للدِّفاع عن حقِّك في أن تُعارضني"، ومَنْ قال: "لسنا أحراراً إلا إذا كان الآخر كذلك".
حلب
7/9/2019
محمود عكام
التعليقات