آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
فعلاً كن معتدلاً...

فعلاً كن معتدلاً...

تاريخ الإضافة: 2019/12/15 | عدد المشاهدات: 881

كنتُ صعيراً وسمعتُ يومها مقولة: "أحبِبْ حبيبكَ هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما... والعكس" فاستغربتُ وكدتُ أدهش: فهل من المعقول أن يحدُثَ هذا، ودارت عجلةُ الأيام، وأصبحتُ أرى المقولةَ تتبدَّى واقعاً، فالصَّديق الذي كان من الأعزاء والأعزاء جداً ينقلبُ إلى الضفة الأخرى، ضفَّة اللاصديق، ولم أقُل (المعادي)، وتحوَّل حديثه المدحي إلى حديثٍ لم تكُن لتتصوَّر فظاعته بالأمس، فيا أيها القارئ: لا أقولُ ما قلتُ باطراد، فمحبةُ الله ومحبة رسوله ومحبة الأطهار ومحبة الأولياء والأبرار لن تكون أبداً هوناً ما، بل هي مُعمَّقة ومتينة، وتزدادُ وتُجيَّش لها العواطف كلها وبكل أَجيجها وأُوارها لأنها محبةٌ مأمونَةُ العواقب، بل تنيرُ العواقبَ وتختمها بخاتمةِ الحُسنى وزيادة.

وها أنذا أقولُ أخيراً: كُن في حُبِّك الناس بشكلٍ عام معتدلاً، فإن وجدتَ قلبك تغمُره محبةُ الحقِّ وأهلِ الحقِّ الحقيقيون فسلِّم وابذل النَّفس والنَّفيس، وقل دون تردد:

ما لي سِوى رُوحي وباذلُ نفسِه                  في حُبِّ مَنْ يَهواه ليسَ بمُسرِفِ

و: أنتُم فروضي ونَفلي                      أنتم حَديثي وشُغلي

يا قِبلَتي في صَلاتي                            إذا وقفتُ أُصلِّي

حلب

15/12/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق