آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الوصال والوصل

الوصال والوصل

تاريخ الإضافة: 2020/01/24 | عدد المشاهدات: 1112

الوصل بعد القطع، والوصال استمرار الوصل، فيا أيها الإنسان: صِل من قطعك من العباد، وصِل من قطعتَ نفسك عنه وهو ربُّ العباد، وبعبارةٍ أخرى: تخلَّق بأخلاق الله في الوصل: فالله يصل من قطع ذاته عنها بمجرد أن يقرر وينوي القاطع الوصل، وكن أنت مع من قطع حاله عنك من العباد كذلك.

فإذا وصلك الله وقد عُدتَ إليه فعليك – بعدَها – مهمَّة استمرار ومتابعة الوصل وهو الوصال: بالذكر والعبادة: (فاذكروني أذكركم)، و: "وما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به..." والمحبة غاية الوصال، وإذا أحبَّك من واصلته وضعَ لك القبول في الأرض بعد السَّماء فطوبى لك، وقد حصلَ الوصل ثم الوصال. والوصل فضل، والوصال وفاء - عِش ألفَ عام للوفاء وقلَّما – سادَ امرؤ إلا بحفظ وفائه، على أن الوفاء ليس ادِّعاء، بل هو سلوك وحال ومقام، والوفاء له رجاله، وسيد رجاله على الإطلاق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فهو سيد أهل الوصل والوصال والمودة والاتِّصال ولا فخر أعظم من هذا الفخر. فاللهم لا تحرمنا وصله ووفِّقنا لوصاله دنيا وأخرى، يقظةً ومناماً يا عظيم يا رحمن يا رحيم.

حلب

24/1/2020

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق