لله ما أعجبَ هذا الإنسان، يُدرك قبلاً أنه مَبنىً ومَعنىً، وجسمٌ وروح، ويدركُ هنا وهناك أنَّ الاعتبار الأكبر للمعنى والروح، وما الجسم إلا للخدمة ولتجلِّي الأداء المعنوي، لكنه وعلى الرغم من هذا الإدراك يمضي – حالَ الرَّخاء – للعناية والرعاية بالجسم وبالجسم فقط، ويبقى في حدوده غير عابئٍ بالامتدادات الروحية والمعنوية ولا مكترث، إذ لا يهتمُّ بمتابعة وملاحقة القضاء على فيروسات سلبية تصيب تلك الامتدادات ولا يتَّخذ الإجراءات الوقائية ولا العلاجية ويكتفي بالتشخيص العاجل والسَّريع ويقتصر على التَّأنيب والتَّوبيخ و... حتى إذا هجم "فيروس" على الجسوم والرسوم هبَّ الجميع فعملوا واشتغلوا وتعاونوا واحترزوا واحتاطوا وبذلوا ودَعَوا ووعظوا... فتابعوا يا هؤلاء والله معكم، ونحن معكم، ولكن تذكَّروا وتصوَّروا أنكم أمام طاعمٍ وآكلٍ يبذلُ قُصارى جهده للعناية بالوعاء تحسيناً وتنظيفاً وترتيباً مُهمِلاً الطعام الذي فيه ليكون مرتعاً للتلوُّث المضني والمقني، فما أعجبه !!
حلب
11/3/2020
محمود عكام
التعليقات