الاضطرار نوعان: اضطرارٌ خاص يمسُّ أفراداً أو جماعاتٍ محدودة، واضطرارٌ عام يمسُّ الناسَ كافة عامة، وها نحن أولاء أمام النوع الثاني، وها هو ذا "فيروس كورونا" يخيِّم بشَبحِه المرعِب المخيف على الكُرة الأرضية عامة، فيا هؤلاء ويا سكَّانها ويا أهلَها: اتَّخذوا الأسباب الماديَّة واللهُ معكم، ولكن لا تنسَوا أنَّ ثمة مُسبباً من وراء كل الأسباب وهو الفعَّال المطلق، وهو الذي يقفُ حقيقةً وراء الأسباب كلِّها ليجعَلها تُنتِج آثارَها فادعُوه واطلبُوا منه واسألوه وتوبوا إليه ولا سيما أنتم أيها المؤمنون له المتوجِّهون إليه بالصَّلوات والأدعية وسائر العبادات: قولوا بحُرقةٍ وصدقٍ وإخلاص: مسَّنا وأرضَنا الضُّر، وجِئنا بقلوبٍ مُنكسرة، وألسنةٍ مُضطربة مضطرة فارفع عنَّا البلاء وعن سائر بني الإنسان: يا الله أنت العليم الذي لا ينسى مَن ذكره، ولا يخيب مَن دعاه ولا يقطعُ رجاءَ مَن رجاه، اللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين.
حلب
15/3/2020
محمود عكام
التعليقات