حينَ تزورُ أو تعودُ مريضاً فلن تجدَ ثمَّةَ كلمةً أحبَّ إلى الجوِّ العام آنئذٍ من كلمةِ "الشِّفاء"، يتمنَّاها المريضُ لنفسِه، ويتلفَّظُ بها مُغرَماً هائماً مُشتاقاً، ويقدِّمها الزائرُ هديةً من أجملِ الهدايا، ودعاءً من أقدسِ الأدعية. فيا ربِّ: اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا. لكنَّنا إذ نزورُ الأصحَّاء فما الكلمةُ التي تعدِلُ كلمةَ الشِّفاء لدى المريض هنا عند الأصحَّاء ؟! ويحتارُ الأصحَّاءُ، أتُراهم يطلبون ويتمنَّون السَّعادة ذاتَ المفهوم والدَّلالة الواسعة الفضفاضة، أم المال حتى ولو كان من كسبٍ غيرِ مَشروع، أم المنصب، أم أم ... واذكُر ما شئتَ. وما أريدُ قولَه هنا: أَنْ يا أيُّها الصَّحيح: كُنْ كالسَّقيمِ في تحديد مُرادك واشتَغِل بوفاءٍ على ذلك، فإن استعنتَ بي في ذلك فإنَّ قولي وإجابتي كامِنٌ في دعائي: ربِّ: إن لم يكُن بك غضبٌ عليَّ فلا أُبالي، ولكنَّ عافيتكَ أوسعُ لي. وبعدَها: يا دُنيا غُرِّي غيري، غُرِّي غيري.
حلب
6/4/2020
محمود عكام
التعليقات