ألم يأنِ لنا أن نعودَ إلى فرائضَ هامَّة لنعيدَ النَّظر في حُكمها وفي ضَرورةِ تَنفيذها وتَطبيقها، ولعلَّ أهمَّ هذه الفرائض: الوَحدةُ الجامعة والمستوحَاة من قول الله عز وجل: (واعتَصِمُوا بحبلِ الله جميعاً)، ومن قوله تعالى: (إنَّما المؤمنونَ إخوة)، ومن قوله تعالى: (وتَعاونوا على البِرِّ والتَّقوى)، ومن قوله تعالى: (ولا تَنَازَعُوا فتفشَلُوا وتذهبَ ريحُكم) فهَلْ مِن مُدَّكر ؟! لقد وقَعنا في فَخِّ الفُرقة والتَّشتُّت أزماناً وأزماناً، فمَا حَصَدنا إلا الدِّماء التي سَحَّت منا علينا، فأعمَت عُيوناً لدينا وغَلَّفت قُلوباً في صدورنا، وها نحنُ سَادِرونَ في غَيِّ وهمِ تمحيصِ مُعتقداتنا التي نُريدُ لها في النِّهايةِ تَفريقاً وتَمزيقاً لجَمعِنا، فلا واللهِ لا يَرضى القرآنُ الكريمُ أن تكونَ الصُّوفيةُ عُنصرَ نُفْرةٍ قَلبيَّةٍ وفِكريةٍ وعَقليةٍ لدى السَّلَفي، ولا يقبلُ كتابُ ربِّنا أنْ تكونَ السَّلفيةُ حَجَرَ عَثَرةٍ في إِقامةِ فَريضةِ الأُخوَّة معَ مَن يَتَّصفُ بها، وهيهاتَ أن يلقانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَسروراً مِنَّا وَبِنا ونحنُ نُدَمِّرُ أَوَاصِرَ اللقاء على الإسلام والإيمان بِقذائف السِّياسات المؤذية التي نَسَجَتها أَيادٍ غَادرة آَثمة لم يَرُقْ لِذويها دينٌ يَتَماسَكُ أفرادُه كالجسدِ الوَاحد إذا اشتكى منه عُضوٌ تَدَاعى له سَائرٌ الجَسَد بالحُمَّى والسَّهر.
حلب
9/5/2020
محمود عكام
التعليقات