أو النَّاسُ لبعضِها أو لبعضِهم، وهي عبارةٌ جَميلة فيها شَمِيمٌ من إِنسانيَّةٍ رَاقية، فما عليكَ أيُّها الإنسان إلا أن تكونَ مُستَعِدَّاً وجَاهزاً لخدمة ونَجدة وإعانة وإغاثة ورَفدِ الآخر أينما كُنت وحيثما حَللت وفي أيِّ زمانٍ صِرت، والاستعدادُ والجاهزية: تهيئةٌ تقومُ على رُكنين: القُوَّةُ المادِّية اللازمة والقوَّة الرُّوحية الدَّافعة لذلك فتجعل من قيامك بما تقوم به حِيالَ الآخرين سَعادة ولذَّة حقيقية وحينها تتحوَّلُ من مُستَعدٍّ وجَاهزٍ إلى مُبادِر وبَاحث وكأنِّي بك تنطلقُ كلَّ يومٍ باحثاً عن فعلِ خيرٍ يتعلَّق بالآخرين، والفعلُ: عَمَلٌ وكَلِمة فقُمْ بهما معاً إن استطعت وإلا فلا تُقَصِّر بما يُسِّر لكَ منهما، وما أروَعَه من مجتمعٍ عُنوانُه: "النَّاسُ للنَّاسِ" وكُلُّنا لِكُلِّنا، وإذا اشتَكى مِنَّا عُضوٌ تَدَاعَى له سَائرُ الجَسَدِ بالسَّهرِ والحُمَّى كَمَا وَرَدَ عن سَيِّدِ مَنْ قَدَّم للنَّاسِ الخيرَ والإحسان صَلَواتُ الله وسَلاماتُه عليه، ويَرحَمُ اللهُ القَائل:
النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ ومِنْ حَضَر بَعْضٌ لِبَعْضٍ وإِنْ لم يَشعُرُوا خَدَمُ
حلب
17/5/2020
محمود عكام
التعليقات