وهنا تحضُرني الآيةُ الكريمة: (كُلَّما أوقَدُوا نَاراً للحربِ أطفأها الله)، ثمة نار توقد في مختلف مجالات الحياة (اقتصادياً وسياسياً ودينياً) فإن هي أُجِّجَت أَتَت على الأخضر واليابس فأحرقته، وصارَ الأمرُ كَمَن فرَّ من المطر إلى (تحت المزراب)، وإن هي أُخمِدت وأُطفِئت درس الأمرُ من مختلف جوانبه بأناةٍ وتُؤدة وموضوعية وخبرة ووُضِعت فيه النقاطُ على الحروف وطُولِبَ كُلٌّ بواجبه بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن استجابَ فَبِهَا ونِعْمَت، وإلا اتُّخذت تدابيرُ العزلِ أو الصَّرف حِيالَه، وربَّما وَصَلَ الإجراءُ إلى احتجازٍ أو اعتقال وهكذا، والمهمُّ في النهايةِ أن يكونَ الوفاءُ للوطن دافعَنا، والعدلُ رائدَنا، وتحسينُ وضعِ المواطنِ غايتَنا، وبناءُ الوطنِ مادَّةً ومعنىً هدفَنا وهكذا...
يا أيها الناس: لا يُجدِي صوتٌ مُرتفع، بل كَمَا قالَ جلالُ الدِّين الرُّومي: "اخفِضْ صوتَك فالزَّهرُ يُنبِتُه المطرُ لا الرَّعد"، ولكَمْ تضايقتُ يوماً ما حين أُطلِقَ على العربِ اصطلاحُ (الظَّاهرة الصَّوتية)، فباللهِ عليكُم كُونوا الحقيقةَ العمليَّة الواقعية. والله وليُّ الأوفياء الأمناء المخلصين.
حلب
31/5/2020
محمود عكام
التعليقات