وبعدَ هذه الآية لا عليكَ من بحث الدُّعاء والقضاء، وهل يردُّ الدُّعاءُ القضاء، فالقضية المبحوثة جَدَليَّة عقيمة لأنَّ القضاءَ والقدر أمرُهما إلى الله جلَّ شأنه وحده علماً وخلقاً وتنفيذاً وتحقيقاً، أما الدُّعاء فإلينا وقد أُمِرنا به ووُعِدنا بالاستجابة والإجابة وانتهى الأمر، فيا أخي دَعْ عنكَ ما لا تعرف والتزم الذي تعرف، فإن وقعتَ في هَمٍّ أو غَمٍّ أو كربٍ أو مُصيبة أو كنتَ تبغي أمراً ما مشروعاً في مسيرتك وحياتك، أو توجَّهتَ إلى أولادك وطُلابك ومَنْ حولك تريدُ لهم توفيقاً ونجاحاً، أو حضرتَ في بلدٍ ابتلاهُ الله بغلاءٍ ووباءٍ وبلاءٍ، فما عليكَ في كلِّ هذه الأحوال إلا أن تدعو ربَّكَ مُوقناً بالإجابةِ المرغوبة المنشودة من رحيمٍ عليمٍ حكيمٍ عظيمٍ رؤوفٍ، بعدَ أو معَ اتِّخاذِ الأسباب اللازمة المطلوبة المشروعة، ولا تفكِّر – إطلاقاً – في الكيفيةِ ما دامَ كلُّ شيءٍ قد كُتب وبُتَّ، فهذا التفكيرُ وسوسةٌ لا يحبُّها الله عزَّ وجَلَّ: (فمن ذا الذي دعاني فلم أُجِبْه) كما ورد في الأثر القُدسي عن ربِّ العزَّة. فاللهمَّ اكفِنا الهمَّ والغمَّ وارزقنا الأمنَ والأمانَ والاستقرارَ يا كريم.
حلب
17/7/2020
محمود عكام
التعليقات