إذا أردتَ أن تعرف مَن أنت فحدِّث نفسَك عن نفسِك أينَ كنت قبل سِنِيِّ عُمرك ؟ نعم، لم تكُن قبلَ سِنِيِّ عُمرك شيئاً مذكوراً، فمن ذا الذي شيَّأك وذَكَرك ؟! أفلا يجدُرُ البحث عنه مِنْ قِبَلك لتُقِرَّ له بالفضلِ والإحسان، فما بالُك وهو الذي تقدَّم منكَ وكَفاكَ عَناءَ البحثِ وأخبركَ على لسانِ صادقين أوفياء قائلاً: (إنَّا خلقنَا الإنسانَ من نُطفةٍ أَمشاجٍ نَبتليه فجعلناهُ سَميعاً بَصيراً)، هَيَّا وصَدِّق ووحِّد وأَطِع واسجُد واقترب، وثابر واستمرّ لأنَّ مَنْ أوجدَ لم يَكتفِ بالإيجادِ بل تابعَ الفضلَ والإحسانَ بالإمداد والإنعام على الدَّوام، واعلَمْ – وأنتَ إن صدقتَ تعلمُ – أَنَّ أنفاسَكَ بجعلهِ وعطائه وحكمته يُطلقها وفقَ مشيئتِه ويَقبِضُها ويوفقها وفقَ مشيئته وحِكمته، والعاقبةُ في الأخير لمن شَكَر، وأما مَنْ كَفَر فيا بُؤسَه.
حلب
28/8/2020
محمود عكام
التعليقات