هكذا قال لي مُحدِّثي، وقصدُه بالمصالحة الهرولةُ للتَّطبيع مع إسرائيل المعتدية، ويعني بالقوي أمريكا وأوروبا، وتابع: ولِمَ "نحمِلُ السُلَّم بالعَرْضِ" كما يقال ؟! فأجبتُه: حدِّثني عن مُنطلقك في هذا الكلام، فإنْ كانَ دينياً فأْتِني بدليل، وإن كانَ إنسانياً فقدِّم البُرهان، وإن كانَ سياسياً فهاتِ ما يقولُه أفذاذُ السِّياسة في هذا الشَّأن؛ إنَّ مُنطلقك – يا صاحبي – اليأسُ والتَّعبُ (الموهوم) والقلقُ والخوفُ والجُبنُ وما شابَه، وقد حاربَتْ الأديانُ والمبادئُ الإنسانيةُ كلَّ هذه الصِّفات والسِّمات. يا صاحبي فَكِّر – وأنتَ تتَّخذ موقفاً ما حِيالَ قضيَّةٍ ما صَغُرت أو كَبُرت – في المنطلَق والغاية والمسار، وابحث عن المشروعية التي تعتَقِدها وتؤمِن بها وعَن مَقولاتها في هذا الأمر أو ذاك.
أما أنا يا صاحبي فلَنْ أُصالح مُعتَدياً أثيماً حتى ولو بقيتُ بمفردي في مُواجهةِ هذا الكيانِ الغَاصِب الأثيم، وأَستَدرِكُ هنا لأقولَ لك: (ونُريدُ أنْ نَمُنَّ على الذين استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعَلَهم أئمةً ونجعَلَهم الوارثين). صدق الله العظيم.
حلب
15/9/2020
محمود عكام
التعليقات