وماذا لو أنَّ هذا الذي يُريدُ إقامةَ حفلِ زواجٍ أو خُطوبة أو ميلادٍ، عَمِلَ على تخفيضِ الكلفة إلى حَدِّها الأدنى وأنفقَ ما زادَ على ذلك إلى الحَدِّ الذي كانَ يبغي الوصولَ إليه، فأعطاهُ لمحتاجي الوطن (الفقراء والمرضى وذوي الحاجات...) فإنَّه إن فعلَ ذلك حَقَّق نفعاً لعبادِ الله الذينَ هُم عياله، ومَرضاةً للمولى جَلَّ شأنُه، وليَقُل بينه وبينَ نفسِه وبينَه وبينَ أهله وأصدقائه: كأنِّي فعلتُ وأقمتُ أكبرَ الحَفلات، فما فعلتَهُ باقٍ، وما كنتَ تَنوي فِعلَه (الهالات والبهرجات) فَانٍ وربما أَعْقَبتْهُ حَسرةً.
فاللهَ اللهَ يا هؤلاء، ألم تسمعُوا بمن وفَّر كلفةَ حَجِّه أو عُمرته وأعطاها مُحتاجاً فمنحَه اللهُ أجرَ حَجَّات وحَجَّات وعُمرات وعُمرات، وكُتِبَ عندَ الله حاجَّاً ومُعتَمِراً، وهذا في عِبادةٍ صِرفة، فما بَالُكم بمباحٍ يكادُ يقتربُ من الحرام ويحومُ حولَه، أذكِّركُم إخوانكم ومواطنيكم الذين لا يَسألونَ النَّاسَ إلحافاً: وفِّروا من تحسيناتكم لصالحِ ضَروراتهم وحاجيَّاتهم، والله يَتولاكم ويُسعدكم ويُسعدُ ذرِّياتكم.
حلب
3/11/2020
محمود عكام
التعليقات