لطَالما دَعَونا إلى المصالحة مع الذَّات، فما هي ؟
والجوابُ: أن تكونَ يا هذا صادقاً في قولِك وفعلِك، فلا تُجامِل على حسابِ الحقيقة، ولا تُنافق لصالح النَّفسِ الأمَّارة، فإذا قُلتَ فقُلْ خَيراً أو فاصمُت، وإذا فعلتَ فافعَلْ صَالحاً أو كُفَّ، وإيَّاكَ والرِّياء وادِّعاء ما ليسَ فيك أو ما ليسَ لك أو ما ليسَ إليك، وبعدَ الصِّدق كُنْ واضحاً في البدايات حتى تسلَم في النِّهايات، وابتعِدْ عن الغُموض و "المغْمَغة" ودَعْ عنكَ مُحاولة إرضاءِ النَّاس وحَصَادِ إعجابهم، واقتصِر على السَّعي لإرضاء الدَّيَّان جلَّ وعلا.
وبينَ هذا وذاك: احترمْ الناسَ لإنسانيَّتهم، وابتعِدْ عن الاتِّهام والاشتغال بعيوبهم وعَوراتهم، وليكُن سُكوتك أكثر وأكبر من كلامك حتى لا تندمَ أو تأسف أو تعتذر، فكُن المعتَذَر منه ولا تكُن المعتَذِر.
وأخيراً: اجتهِدْ في القضاءِ على الفَراغ، فالفَراغُ فتنةٌ ومجلَبَة للهمِّ والغمِّ والكآبة: (فإذا فَرَغتَ فانصَبْ. وإلى ربِّكَ فارغَبْ)، واصِلْ وتابِعْ ولا تُكثِر من الفَوَاصِل. واللهُ معَكَ ويتولَّاك.
حلب
29/12/2020
محمود عكام
التعليقات