عَجيبٌ أمرُ الإنسانِ اليومَ، يشكُو كَثيراً ويحمَدُ قَليلاً، ويجحَدُ أحياناً ويشكُرُ حِيناً، يضجَرُ ولا يَرضَى. يلهَجُ لسَانُه بالتذمُّر ويتَلَجْلَجُ بالتَّعقل، فباللهِ عليكَ يا هذا: كُنْ حَمَّاداً شكَّاراً ذَكَّاراً رَضِيَّاً صَابِرَاً مُحتَسِبَاً وتَطلَّع إلى أُسْوتِكَ التي اختَارَها لكَ رَبُّكَ جَلَّ وعَلَا في مُختَلفِ مَيادِينِ حَياتك، والأُسوةُ هُوَ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، فقَدْ كَانَ إذا حَزَبَهُ أمرٌ فَزَعَ إلى الصَّلاة، وكانَ دَائمَ البِشْرِ، يقولُ صَبَاحَ مَسَاء: "يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلبي عَلَى دِينِك". فالمهمُّ دينُه وعَلاقته بِربِّه وصِلته به، وهَا هُو ذا صَلَّى الله عليه وسَلَّم يقولُ: (مَا عَمِلَ آَدَميٌّ قَطُّ أنجَى لهُ مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ ذِكرِ الله). فاذكُرُوا اللهَ واجعَلُوا الآخرةَ همَّكم وسيُفرَّجُ عنكُم وستنتهي هُمومكم، ومَنْ كانت الآخرة هَمّه جعلَ اللهُ غِناهُ في قلبه وجَمَعَ شَملَه وأَتَتْهُ الدُّنيا وهي رَاغِمة، ومَنْ كَانت الدُّنيا همّه جعلَ اللهُ فقرَهُ بينَ عينيه وفَرَّقَ عليه شَمْلَه ولم يَأْتِه من الدُّنيا إلا مَا قُدِّرَ لَه) كما جاءَ عَنْ سيِّدِ المتفائلين مُحمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم.
حلب
6/2/2021
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات