لطالما سمعتُ من الناس على اختلاف أوضاعهم ومناصبهم ومكاناتهم أنهم نصحوا وأجادوا في النصح وتوجهوا إلى هذا وذاك بهذا الذي توجهوا به إليه وما كان توجُّههم إلا لمصلحة المنصوح والله على ذلك من الشَّاهدين، وهذا ما يقولونه، لكنَّك لن ترى أبداً من يقول: فعلاً لقد نَصَحني فلان فكنتُ المنصوح المستجيب الشَّاكر، فاللهم اجزه – أعني الناصح – عني كل خير.
يا ناس: النصيحة ناصح ومنصوح، فإن كنتم جميعاً ناصحين إذاً فمن الذي سيكون المنصوح ؟! ألا ترونَ أنَّ شعار النصيحة نرفعه خدمة لاستعلائنا وفوقيَّتنا وشيءٍ من استكبارنا، ولا نمارسه امتثالاً لأمر وطلب ديننا الحنيف إذ جاء على لسان الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولعلنا نرفض أن نكون منصوحين بسبب استعلاءِ الناصح، ولو أن الناصح نصح برفق ورحمة وصدق وأمانة متَّبعاً كل آداب النصح لرأيتنا غير ذلك. (وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره...).
حلب
19/6/2021
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات