آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
دُعاءٌ واستغفار نِداءٌ واستنفار شُكرٌ وإِكبار

دُعاءٌ واستغفار نِداءٌ واستنفار شُكرٌ وإِكبار

تاريخ الإضافة: 2023/02/10 | عدد المشاهدات: 325

أمَّا بعد، فيا أيُّها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:

عناوين خطبتنا ثلاثة: دُعاءٌ واستغفار، نِداءٌ واستنفار، شُكرٌ وإِكبار.

الدعاء سلاح المؤمن، هكذا قال سيِّد مَن دَعا صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، أعتقد أننا شعرنا وتأكَّد لنا أنَّ الواحد منا بحاجة إلى دعاء يخرج من قلبه، يخرج من ذراته، يخرج من كينونته، يخرج من أعماقه يتوجه من خلاله إلى الله أن يحفظه، وأن يرعاه، وأن يصونه، وأن يصرف عنه كل فساد وشر، لذلك أوصي نفسي أوصيكم أن لا تتركوا الدعاء

في الرخاء وفي الشِّدة، ولعل الدعاء الذي أطرحه اليوم عليكم يكون لكم ورداً. أولاً قولوا في كل يوم كما علمنا سيدي وقائدي ومعلمي محمد صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة)، (اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عَورتي وآمِن رَوعتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بِعَظَمتك أن أُغتَالَ من تحتي). وقال وكيع وجبير وهما من التابعين: وأعوذ بعظمتك أن أغتال مِن تحتي يعني الخسف، يعني الزلزلة. قولوا هذا في كل يوم على الأقل مرة، اليوم حديث توصية وحديث تواصٍ، كرروا هذا الدعاء في كل يوم، واجعلوا مكان الضمير المفرد ضمير جمع: اسألك أن تحفظنا من بين أيدينا، من خلفنا... الخ. دعاء واستغفار. أما الاستغفار ففي كل يوم قولوا سيد الاستغفار: (اللهمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عَهدِك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). دعاءٌ واستغفار، ومن الدُّعاء الصَّلاة على النبيِّ المختار، قولوا في كل يوم أيضاً إضافة لهذا الدعاء، وهذه الصيغة سيد الاستغفار، قولوا: "اللهم صَلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آله، اللهمَّ يا ربِّ اجعل نوره مُحيطاً بذاتي حارساً لي من جميع جهاتي"، قولوا هذا، أضيفوا هذا إلى الدعاء وإلى سيد الاستغفار، أضيفوا إلى هذه الأمور الثلاثة (فاتحة الكتاب) فهي الشَّافية الواقِية الكافية الحامية الراقية، في كل يوم إضافة إلى ذلك فاتحة الكتاب. أوصي نفسي وأوصيكم، واقرؤوا بالإضافة إلى ذلك آية الكرسي والمعوِّذات، وبذلك نستكمل وِردَ الدُّعاء والاستغفار. وها أنذا قد وضعت هذا وصية عندكم وأسأل الله عز وجل أن يجعلني ممن بلَّغ: (أمَّن يُجيُب المضطَّر اذا دعاه ويكشِفُ السُّوء)، (وقال ربُّكم ادعوني استجِب لكم)، (أنا عند ظَنِّ عبدي بي، فليَظُنَّ بي ما شاء). أوصيكم أيُّها الإخوة، وانقلوا هذا إلى أفراد أسركم، وإلى تلاميذكم، وانقلوا هذا إلى عُمَّالكم، وانقلوا هذا إلى كل مَن ترون فتلك أمانة الدعاء.  لعلَّ بعضكم يقول كنا ندعو، أعتقد أنَّ الدعاء اليوم في هذه الآونة وفي هذه الأيام أصبح له عندنا دلالة أخرى، وأصبحت له نكهة أخرى، لأننا أسقطنا الاعتماد على الناس وفرغنا كل الاعتماد على الله عَزَّ وجَلَّ، نحن نعتمد الأسباب ولكننا لا نعتمد عليها، وقد آن الأوان من أجل أن نعتمد على الله حَقَّ الاعتماد. دعاء واستغفار يا أمة الحبيب المختار.

وأما الشِّقُّ الثاني: فنِدَاءٌ واستنفار.

في هذا النِّداء أضعكم أمام مسئولياتكم تجاه الحديثين التاليين الشريفين، لا أريد أن أكثر الكلام، اضعكم امام مسئولياتكم امام هذين او ارجاء هذين الحديثين الشريفين التاليين. أنتم مسؤولون أمام هذا الكلام الذي صدر عمَّن تدَّعون حُبَّه، وعمَّن تَدَّعون اتباعه، وعمَّن تدَّعون الولاء له.

هذا أول حديث: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام) يا أمة محمد أنتم مسؤولون أمام هذا الحديث الشريف، أمام سيِّدكم وعظيمكم وكبيركم محمد صلى الله عليه وسلم، (وكونوا عباد الله إخواناً).

الحديث الثاني وأضعكم أمام مسؤولياتكم تجاه هذا الحديث: (من نفَّث عن مسلمٍ كُربة من كُرب الدنيا نفَّث الله عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن سَتَر مُسلماً سَتره الله في الدُّنيا والآخرة، ومن فَرَّج عن مُؤمنٍ هَمَّاً فرج الله عنه همَّه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) فهل أنت في عون الناس ?! أضعكم أمام مسؤولياتكم، هذا هو الاستنفار، لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا استُنفرتم فانفروا) وها أنا أدعوكم إلى النُّفرة من أجل إعانة بعضكم، ومن أجل تنفيث كُرب بعضكم، ومن أجل تَفريج هَمِّ بعضكم، ومن أجل العناية ببعضكم: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من بات شبعان وجارُه جائع إلى جنبه وهو يعلم). أضعكم أمام مسؤولياتكم تُجاه هذين الحديثين الشريفين، وما أكثر الأحاديث الأخرى التي تَصُبُّ في نفس المعنى وفي سِياق الدلالة ذاتها، لكنني اقتصرت في الدُّعاء والاستغفار من أجل أن تقتصروا وأن تلتفوا بقلوبكم وألسنتكم حول هذا الذي ذكرت، فمن عدَّد وأكثر ربما تبدَّد ذلك عند المتلقي، لذلك أنا أُحدِّد بعد أن أحدِّد، أحدد ولا أريد أن أبدِّد، لأنني إن لم أحدِّد فسيتبدَّد الأمر لديكم، حددت الدعاء والاستغفار والنداء والاستنفار. هيا إلى المساعدة أيُّها التجار، أيُّها الباعة، أيُّها الصناعيون، أيُّها المسؤولون، إيَّاكم والغلاء، إيَّاكم والتلاعب بالأسعار، إيَّاكم والامتناع عن الصدقات، إيَّاكم وحِرمان مَن هو بحاجةٍ إليكم، إيَّاكم أمام الله عزَّ وجل، وقد جاءنا مما يجب أن نعتبر به ما يكفي للاعتبار وزيادة.

أخيراً الشُّكر والإكبار.

الشكر لكل من أسهم، لكل من ساعد، لكل من أعان، لكل من قدَّم، لكل من تكلم كلمة طيبة، لكل مَن زرع التفاؤل في أرض هذا البلد، لكل من كانت له بسمة أضحكت إنساناً أو جعلت هذا الإنسان الحزين يبتسم أو ينسى بعضَ الشيء أو يتسلَّى، أو زَرعت فيه سُلواناً، الشكر لكل مَن قدَّم سواءٌ أكان هذا الذي قدَّم معنوياً أو مادياً، سواء أكان هذا الذي قدَّمه صغيراً أو كبيراً، الشكر والتقدير لهم، ونحن لا نفرق بين شهيد وشهيد، الكلُّ شهداء، كل مَن مات جَرَّاء هذا الذي أصاب بلادنا والبلاد الأخرى كلهم شهداء، رحمهم الله جميعاً، وشَفى الله المرضى، وشفى الله الجرحى، وأسأل الله عزَّ وجل أن يجعلنا مؤمنين حقاً، لذلك أنا أقول دائماً في بداية الخطبة "المؤمنون إن شاء الله"، وأسأل الله أن نكون مؤمنين حقاً من خلال التمسك الصحيح الصادق بهذه الشريعة الغرَّاء وبمبادئ القرآن الكريم وتعاليم النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام. ألا بارك الله فيمن زرع التشاؤم، ألا لا بارك الله فيمن أشاع الفاحشة،

الخبر الكاذب الذي يُقلق الناس، وحتى الخبر الصادق الذي يُقلق الناس، لا بارك الله فيه من أشاعه أو نشره أو عمل على نشره من أجل أن يكون مُرجفاً بين العباد، نحن بحاجة إلى أن نقول يا ربِّ أمِّنا في أوطاننا، أمِّنا في بلادنا، نعوذُ بك من كل ما يُصيبنا، من مكروه، من كل ما يمكن أن يصيبنا من مكروه، نعوذُ بك من شر الأشرار وسوء السيئين وفجور الفجار، يا خير مَن دعاه الإنسان من قديم الزمان إلى آخر الزمان، يا ربَّ الأرباب بِسِرِّ مُحمَّد وآل بيته اجعل هذا الذي ألمَّ بنا آخرَ ما يمكن أن يكون من أحداث يا ربَّ العالمين، يا مُجيب السائلين، يا رجانا، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.

اللهم العظيم.

ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ 10/2/2023

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/iC4H5qs18_/

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

                                           https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق