آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الدُّعاء والقَدَر

الدُّعاء والقَدَر

تاريخ الإضافة: 2023/03/05 | عدد المشاهدات: 264

وكأنَّي بهذا الذي يدعو لم يَبقَ له مِن سبب يتعلَّق به إلا الدّعاء، وما أظنُّ أن هناك من يعتقد بفاعلية السَّبب بذاته إلا أنه يتَّخذه مؤمِّلاً إنتاج المسبِّب، فهو يأكل ليشبع ويشرب ليروى ويعمل ليكسب و.... وأضف إلى ذلك: هو يدعو ليُستجاب له الذي يدعو به، وهنا نقول: كما أن (الطَّعام) يردُّ ظاهراً قَدَر الجوع، وكما أن (الشراب) يردُّ ظاهراً قدَر العطش فكذلك الدُّعاء يردُّ قدرَ ما تريد ردَّه من نازلةٍ أو كارثةٍ أو ضُر، فلماذا لا نشكِّك بفاعلية (الطعام) ظاهرا بردَّ الجوع من حيث كونه قدراً من الأقدار ونشكَّك بردَّ الدُّعاء قَدَراً من الأقدار (مرضاً - ضراً - زلزالاً) ؟!

فادعوا يا أيها المؤمنون ولا تُقصَّروا وسيُستجابُ لكم بتدخُّل مباشر من الرحمن الرحيم، ويتأكَّدُ هذا التدخل حين تدعونه، أعني مولانا جلَّ شأنه وأنتم مُضطّرون: (أمَّن يُجيب المُضطَّر إذادعاه ويكشفُ السُّوء) وفعلاً لا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ. 

وأخيراً أقدار تكشف أقداراً، ورَحِم اللهُ مَن قال:

إيّاك يا قلبي القنوطَ فإنَّها...... أقدارُ ربَّي تكشفُ الأقدارَ والأكدارَ

حلب

٥/٣/٢٠٢٣

الدكتور محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق