الشهادة قيمة القِيم لأنها قيمة عالم الموت في مقابل كلِّ قِيم عالم الحياة، فالموتُ فَنٌّ كالحياة، ومَن لم يختر الشَّهادة النَّبيلة فسيختاره الموت الوضيع، والشَّهادة شَهادةُ إعلان الحق والدفاع عنه والتضحية والفداء من أجله، وهي شهادة "دم"، والدم أنبل الأعضاء لدى الإنسان السَّوي، وها هو ذا يقدمه دليل إثبات وبرهان تأكيد على ثباته ورباطة جأشه وحبسه نفسه في دائرة الحق والعدل والكرامة والإيمان.
أما الشهداء: فهم الذين وفّوا بالعهود مع الحي الرحمن الودود فباعوا دماءهم له وقد عاينوا الموعود (العندية الربانية الرحموية)، وها هو ذا واحد منهم يقول: "إني لأجد ريح الجنة دون أحد" فلله دركم أيها الشهداء فلم تموتوا بل انتقلتم من حياة محدودة إلى حياة مطلقة، ومن حياة فيها موت إلى حياة لا مكان فيها للموت بل سِمتها وصفتها الخلد والخلود.
طبتم يا شهداء الحق والحقيقة في كل زمان وفي كل مكان، وأخصُّ بالذكر شهداء وطني، فاللهم تقبلهم عندك كما وعدتهم يا رب العالمين.
حلب
6 أيار 2023
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات