آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

خطبة الجمعة

   
نَجْوَى وشَكْوَى وأَمَل

نَجْوَى وشَكْوَى وأَمَل

تاريخ الإضافة: 2024/09/26 | عدد المشاهدات: 99

أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:

منذ خمسةَ عَشَر قرناً في مثلِ هذه الأيام نادى مُنادٍ: يا أرضُ تزيَّني، ويا سماءُ زَغرِدي، ويا جِبالُ هَلَّلي، ويا بِحارُ كَبِّري، فلقَد وُلِدَ مُحمَّد  صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم.

وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضِياءُ               وَفَمُ الزَّمانِ تَبَسُّمٌ وثَناءُ

الصَّلاةُ والسَّلامُ عليكَ يا سَيِّدي، يا سَندي، يا قُرَّةَ عَيني، أيُّها المصطفى المجتبى، الصَّلاةُ والسَّلامُ عليك أيها الرحمة، الصلاة والسلام عليك يا سيدَ الناس، يا حبيبَ الحق، يا خيرَ الخَلق.

أمَامَكم - أيها الإخوة - أرفعُ نجوى وشَكوى وأملاً مِلؤُه التَّفاؤل.

أمَّا النجوى، فأتوجَّه إلى سيِّدي وقُرةِ عيني محمد عليه الصَّلاةُ والسَّلام قائلاً: يا صَاحِبَ الجَوْهَرِ المطَهَّر، يا صاحبَ البَاطنِ المكَمَّل، يا صاحبَ الظَّاهِرِ المجمَّل، يا مَن بِيدهِ لِواءُ الحَمْدِ يومَ القِيامة، وهو أرفعُ لِواءٍ على الإطلاق، يا مَن إليه الشَّفاعَةُ العُظمى، يا من كانَ وسيبقى سَيِّدَ النَاس في الدُّنيا والآخرة: أتوجَّهُ إليكَ سَيِّدي وحَبيبي لأقول: طبتَ حياً وميتاً،وموتك ليس كموتنا، لأنك تحيا في قبرك حياةً لها نَكهَتُها الخاصَّة، ولها وُجودها المختلِف عن وجودِ حياةِ الشهداء الأبرار، (حَيَاتي خَيرٌ لكُم، مماتي خير لكم). هذه بعضُ نجوى.

أما الشَّكوى، فأشكُو إليك يا سيدي، أرفعُ شكوى إليك لأخبرك وأنت الأعلم عن وضعنا، فهؤلاء الذين يُحبُّونك، ويقولون ذلك بألسنتهم، ويُصَلُّون عليك، هؤلاء الذين هم أُمَّتُك أضحوا الآن متفرقين، مُبعثرين، مُشتَّتين، مُتشرذمين، يَعدُو بعضُهم على بعض، ويقتُل بَعضُهم بعضاً، ويَتَّهِمُ بعضُهم بعضاً بالفِسق والكُفر والعصيان، أشكو إليك يا سيدي يا رسولَ الله حَالَ أمة لم تَعُدْ تَتمسَّكُ بما وَجَّهتَها إليه، لم تَعُد أفرادُها إخواناً كما أمرتَهم أن يكونوا عندما قلت: (وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخواناً)، عندما قلت لهم: (المسلم أخو المسلم، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه ولا يَحقِرُه، كُلُّ المسلمِ عَلى المسلمِ حَرَام)، أما الحالُ فكُلُّ المسلمِ على المسلمِ حَلال، يَنتَهِكُ عِرضه، يَستبيحُ مالَه، يَستبيحُ أرضَه، هذه هي حَالُنا يا سيدي يا رسولَ الله. نرفع إليك الشَّكوى وكُلُّ الرَّجاء أن تدعو اللهَ لنا، وأن تكونَ ألحَاظُكَ علينا من أجل أن نعودَ وأن نُرَدَّ إلى ديننا رَدَّاً جَميلاً، لِنكونَ مُتعاونين مُتضامنين مُتباذلين، يا أيُّها النَّبيُّ الأميُّ الصَّفيُّ النَّجِيُّ الأعظم، صَلواتُ اللهِ وسَلاماتُه عليك.

أما الأمل، وأنتَ الذي عَلَّمتَنا ووجَّهتنا فقُلت لنا: (بَشِّرُوا ولا تُنّفِّرُوا)، أما الأمل فَلا تَزالُ تلك الطَّائفة التي تحدَّثتَ عَنها بخيرٍ يا سيدي يا رسولَ الله عندما قُلت: (لا تَزالُ طائفةٌ من أمتي على الحقِّ ظاهرين، ولِعَدُوِّهم قاهرين، لا يَضُرُّهم مَن خَالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيَ أمرُ الله وهم كذلك)، قال لك صحابتك الكرام رضي الله عنهم: وأينَ هُم يا رسولَ الله ? قلت: (في بيتِ المقدس، وأكنافِ بيت المقدس)، يا سيدي يا رسولَ الله تلك الطائفة على ما عهدتها عليه، تُقاتِلُ من أجل رِفعةِ الكلمة، تُقاتلُ من أجل أن تُخَلِّصَ بيتَ المقدس من براثن المجرمين الصهاينة، تُقاتلُ في بيتِ المقدس من أجل إعلاء كلمة الله عَزَّ وجَلَّ، هذه الطائفة بخير يا سيدي يا رسول الله وأنت الأعلم، وأنت الأدرى، وأنت الأعرف.

سيدي رسولَ الله صلى الله عليكَ وعلى آلك، ورضي الله عن أصحابك: أتوجَّهُ إلى أمتك لأكرر تلك التوجيهات التي توجَّهت بها إلى هذه الأمة، أيتها الأمة المحمدية وهكذا تُحِبُّون أن تُوصَفوا، هل تُريدون أكثر من محمد من أجل أن تجتمعوا ? لو سألتُ كُلَّ واحدٍ من أفراد هذه الأمة: أتحبُّ مُحمداً ? إني على يقين بأنه سيجيب بقلبه ولسانه بأنه يُحبُّ محمداً، أقول له صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، أفلا يكفينا أن يكون محمدٌ جامعَنا، أن يكون محمد عليه الصَّلاةُ والسَّلام الراية التي نستظل بظلها جميعاً من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، أفلا يكفي أن يكون محمد هو الذي نلتقي في ساحة اتِّباعه ومحبته ? لماذا الاختلاف وأنت أيها الصوفي تحبُّ محمداً ? لماذا الاختلاف وهذا السَّلفي يحبُّ محمداً كما تحبُّ محمداً، لماذا الاختلاف والتعادي أيها السُّني وأنت تحب محمداً، لماذا الاختلاف أيها الشِّيعي وأنت تحب محمداً، أفلا يكفي محمد من أجل أن تلتقوا في ساحة الأخوة الإيمانية، (إنَّما المؤمنون إخوة)، ولا سيما أنَّ عدوَّكم والذي بَعَثَ محمداً بالحق، إن عدوكم لن يستثني منكم أحداً على الإطلاق، هو الان يفترس بعضَكم ويقول لهذا البعض الذي يفترس: إن الفئة الأخرى لن أفترسها، لكنه كذاب ومخادع، سيفترسكم واحداً بعد الآخر إن بقيتُم متشرذمين متعادين مُتناطحين مُتنافرين. أدعو اللهَ عَزَّ وجَلَّ بِسِرِّ ربيع الأول أن يَرُدَّنا إلى ديننا ردَّاً جميلاً، اللهم ردنا إلى حقيقة الحبِّ المحمدي، إلى حقيقة الاتباع المحمدي، إلى حقيقة الحب الذي يَقبَعُ في قلوبنا تُجاهَ سيِّد الإنسانية على الإطلاق محمد عليه الصَّلاةُ والسَّلام. اللهمَّ صَلِّ على محمد وعلى آله، اللهم يا ربِّ اجعَل نُورَه مُحيطاً بذاتي، حارساً لي من جميع جهاتي، نِعْمَ مَنْ يُسْأَلُ أَنتَ، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق