أمَّا بعد ، أيُّها
الإخوة المسلمون :
في وقتٍ كثرت فيه المصطلحات ، وتزاحمت على الشِّفاه ، وراح الناس يُضمِّنونها
ماشاؤوا من المعاني ، ويُعطونها ما يريدون ، وما تملي عليهم أهواؤُهم منْ
دلالات . في هذا الوقت وجدتُني مضطرا ً لبيان بعض المصطلحات منْ منظورٍ أسأل
الله أنْ يكون مسلماً ، والمصطلحات ، كما تعلمون ، منفذٌ يعبِّر عن العقيدة ،
ولذلك ينبغي ضبطه ومعايرتُـه على شريعة الله ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله
وسلم حتى يعبِّر التعبيرَ الصادق عنْ هذه العقيدة بحق ، وعن صفائها ونقائها .
ويومَ اتخذَ اليهودُ بعض المصطلحات وسائلَ للإساءةِ إلى المؤمنين ؛ جاء القرآنُ
الكريم ليمنع استخدامَ هذه المصطلحات منعاً حاسماً واضحاً ، فقال : (
لا تقولوا راعِـنا
) لأنَّ اليهود كانوا يستخدمون هذا المصطلح للإساءة إلى
المسلمين وإلى رسول المسلمين صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تقولوا راعِنا
وقولوا انظرنا ) . ونحن أمامَ ركام من المصطلحات ، لا يعدو أن يكون موقفُـنا
أحدَ أمرين : إمَّا التصحيح ، وإمَّا الرفض . ومن المصطلحات التي تقتضي تصحيحاً
: مصطلح الأمة .
فما هو هذا المصطلح ؟ وما هو مدلوله ؟ وما الدلالة التي ينبغي
أنْ نعنيها منْ هذه الكلمة - ونحن نتكلم أمام الناس عنها - أو نرسلها أمام
أشخاص أو أمام مناقشين ومحاورين ؟
الأمَّـة : ولاء وانتماء قائم على الفكرة والمبدأ ، ولا علاقةَ له بالجنس
والدَّم والقربى .
مصطلح الأمة يختلف عن كلمة القوم ، لأنَّ القوم جماعة تصل بينهم وشائج القربى ،
ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم : " وكان كلُّ نبيٍ يبعث إلى قومه خاصَّة،
وبُعثت للناس كافة " . وقد ميَّز الله عزَّ وجلَّ الأمة بمبادئِها ، وميَّز عن
هذه الأمم أمة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بمبادئها العقَـديَّـة
والدَعويَّـة ، فقال تعالى : ( كنتم خيـرَ أمـةٍ أُخرجت للـناسِ
تـأمرونَ بالمعروفِ وتَـنْهونَ عن المنكر ) . ولأنَّ
المسلمين ارتبطوا بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ارتباطَ ولاءٍ قائم
على الفكرة والمبدأ ؛ سُـمّوا بـ " أمَّـة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ،
ولم يُسمَـوا بـ " قوم محمَّد " عليه وآله الصلاة والسلام . وبناءً على هذا لا
بد منْ ذكرِ هذه المقومات للأمة التي نمتلكها في ذهننا والتي نسعى إلى إيجادها
:
أولاً: عقيدةٌ تجمع بين أفرادها : عقيدةٌ بالنسبة إلى أمتنا الإسلامية تتجلَّى
في أنْ يقول الواحد منَّا : أشهدُ أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدا ًرسول
الله ، آمنتُ بالله ربا ً، بالإسلام دينا ً، بالقرآن دستورا ً، بيوم القيامة
موعداً من أجل الحساب .
ثانياً : عبادةٌ محدَّدة الأشكال : تُدلل على العقيدة الصافية
الراسخة في قلوب الناس . فالعقيدة التي ينبغي أنْ تظهر على الجوارح ينبغي أن
تظهر عبادة ً تُجسِّد وتمثل هذه العقيدة النابعةَ من القلب ، والراسخة في الوقت
نفسه في الفؤاد ، في داخل الإنسان . عبادةٌ تربط بين أفراد أمتنا محددةٌ
بأشكالها ، جاء توصيفها منْ ربِّ العالمين ، وجاءَ تشكيلُـها منْ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم . فكمْ من مرةٍ قال صلى الله عليه وآله وسلم : " صلوا كما
رأيتموني أصلي " . وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً وهو يقوم بالحج : " خذوا
عني مناسككم " ، وبيَّن للناس كيفية الصيام ، وكيفية الزكاة ، وكيفية الحج ،
وكيفية الصلاة .
ثالثاً : سلوكٌ عامٌ ينبثق عن اللفظة القرآنية : وبين هذا السلوك وبين اللفظةِ
القرآنية أو اللفظة الحديثية صلةٌ واضحة قائمة على فهم صحيح ، فما من مسلمٍ
ينبغي أنْ تخرج أفعاله عن الارتباط باللفظة القرآنية ، أو اللفظة الحديثية ،
ولهذا كان علماءُ الأصول يتحدَّثون عن الأحكام التكليفية ، فلا يعدو أنْ يكون
تصرف من تصرفاته تحت إحدى هذه الأحكام ، فإمَّا أنْ يكون مباحاً ،وإمَّا أنْ
يكون حراماً ، وإمَّا أنْ يكون واجـباً ، وإمَّا أنْ يكون فرضاً ، وإمَّا أنْ
يكون مكروهاً ، وإمَّا أنْ يكون مندوباً وحين تحدَّث الأصوليون أيضاً عن خطاب
الله عزَّ وجلَّ ، وعن الحكم قالوا : الحكم : خطابُ الله تعالى المتعلِّـق
بأفعال العباد . الأمُّة يجمعها سلوك موحَّد منبثق عن اللفظة التشريعية التي
يُـجسدها القرآن الكريم والسُّـنة الشريفة .
رابعاً : منهل تاريخي واحد : منهل تاريخي واحد نتـفق وصنَّاعه في الأصول التي
تحدَّثنا عنها . فتاريخنا إنما هو تاريخ أولئك الذين يؤمنون بالعقيدة ، ويقومون
بالعبادة ، وتَـنتظمْ سلوكيَّاتهم تحت قنطرة القرآن الكريم والسُّـنة المشرَّفة
. هؤلاء هم الذين ننتسب إليهم ، وهم الذين ننتمي إليهم ، وهم الذين تربطنا
وإيَّاهم وشائج قويَّـة ، ولا ضيرَ أبدا ً في أنْ نفصِّل في هذه النقطة لنقول :
إنَّ تاريخنا يبتدئ من اللحظة التي خلَّفناها إلى آدم عليه السلام ، مادام
صنَّاع هذا التاريخ يؤمنون بالأصول التي نؤمن بها ، بالعقيدة التي نَدين بها ،
وقاموا بالعبادة التي حُددِّت من قِبَل ربِّنا عزَّ وجلَّ ، وسلكوا بأفعالهم ما
أمرهم الله تعالى أنْ يسلكوا . وعلى سبيل المثال فإننا نذكر ما يلي ونقول :
إنَّ إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام منْ تاريخنا ، لكنَّ أباه ليس منْ تاريخنا .
إنَّ امرأةَ فرعون منْ تاريخنا ، لكنَّ فرعون ليس منْ تاريخنا . إنَّ لوطا ً
منْ تاريخنا ، لكنَّ امرأتَه ليست منْ تاريخنا . إنَّ نوحاً عليه السلام منْ
تاريخنا ، لكنَّ ابنَه ليس منْ تاريخنا . ( قال يا نوح إنَّه ليس
مِنْ أهلكَ إنَّه عَمَلٌ غيرُ صالح ٍ فلا تسألنِ ما ليس لك به علم إني أعظك أن
تكون من الجاهلين ) ، ( وإذ ابتلَى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ فأتَمَّهنَّ
قال إنِّي جاعلكَ للناسِ إماماً قالَ ومِنْ ذريَّـتي )
أولئك الذين تربطني وإيَّاهم وشائجُ الدَّم والقُـربى - ( قالَ لا
ينالُ عهدي الظالمين ) .
إنَّ الخنسـاء - وبكلِّ بسـاطةٍ أقول هذا - يومَ بكتْ صخراً
بكاء جاهلياً لم تكنْ في تلك اللحظة من تاريخِنا ، يوم بكَـته وأبْـكَت الناس
عليه فقالت :
يُـذكِّرني طـلوعُ الشمس صخراً وأذكرهُ لـكلِّ غـروبِ شمـسِ
ولولا كثرةُ الباكين حـــوْلي على إخوانِهمْ لـقـتلتُ نفسي
إنَّ الخنساء - لحظتَها هذه - لن يمتدَّ إليها تاريخنا ، تاريخ أمتنا ، ولكنْ
حينما عَدلتْ الخنساء عن هذا الموقف إلى دخول صريح تحت قنطرة الإسلام ، فرفعت
يدها لتقولَ أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله ، ولتقوم
بعبادات الإسلام ، ولتجعل أفعالَها مغطاةً بتشريع هذا الدين، عندها انقلبت إلى
مُـفردة من تاريخِنا ، صنعت تاريخنا ، فقالت كلمةً سجَّلناها في صحائف تاريخنا
يوم قِـيل لها : إنَّ أولادك استشهدوا في سبيل الله . فقالت : الحمد لله الذي
شرَّفني بقتلهم ، وأرجو الله أنْ يجعلني معهم في مستقرِّ رحمته . إنَّها منْ
تاريخنا ؛ يوم أعلنت الولاءَ القائم على أساس الفكرة والمبدأ لهذه الأمة . لقد
سمعتم شعرَ الخنساء وهي تبكي صخراً ، فاسمعوها وقد أضحت واحدةً من تاريخنا ، من
صنّاع تاريخنا ، اسمعوها وهي توصي أولادها وقد غدَوا إلى الجهاد ، وهي التي
استقبلت نبأ استشهادهم بالكلمة التي ذكرناها ، لقد أوصتْهم قبل أن يذهبوا فقالت
: إنكم والله أسلمتمْ طائعين ، وهاجرتم مختارين ، وَوالله الذي لا إله إلا هو
إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأةٍ واحدة، ما خُنت أباكم ، ولا فضحت خالكم
، ولا هجَّنت حسبَكم ، ولا خَتَرت نسبَكم ، وأنتم تعلمون ما أعدَّ الله من
الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أنَّ الدارَ الباقية خيرٌ منَ الدار
الفانية ، (
اصبروا وصابروا ورابطوا
واتَّـقوا الله ) فإنْ أصبحتم إنْ شاء الله غدا ًسالمين ؛
فاغدوا إلى عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب
شمَّرت عن ساقها ، وحلَّت ناراً على أرواقها ، فيمِّموا وطيسَها ، وجالدوا
رئـيسها عند احتدام خميسها ؛ تـظفروا بالغُـنم والكرامة في دار الخلود والمقامة
.
إنَّها منْ تاريخنا وهي تقول مثل هذه الكلمات . مبدؤ تاريخِـنا محمَّد صلى الله
عليه وآله وسلم ، ومبدؤه الأنبياء قبله ، لكنَّ أبا لهب وأبا جهل ليسا منْ
تاريخنا ؛ ما دمنا نريد أنْ يكون التاريخ فاعلاً فينا ، لذا يجب أنْ نضع قاسماً
مشتركاً بيننا وبين صنَّـاع التاريخ الأوائل .
خامساً : اللغة الإسلامية : و دعوني أسمِّيها هكذا ، أقول اللغة الإسلامية
وأعني بها اللغة العربية يوم تبنَّاها القرآن الكريم لغةً للتشريع الإسلامي ،
يوم تبنَّـاها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منْ أجل أنْ يوصل المضامينَ
والمعاني للناس . وخذوا على سبيل المثال رجلاً تجمعنا وإيَّاه اللغة العربية -
لا اللغة الإسلامية - إنَّه حينما يقرأ القرآن الكريم ، ويفسِّره لا على أساس
المصطلحات الإسلامية ، وإنَّما على أساس المصطلحات العربية ، فإنَّه ربما فسَّر
الصلاةَ بالدعاء ، وفسَّر الزكاة بالطهارة ، لكنه حينما يعود إلى اللغة العربية
على أنَّها اللغة الإسلامية ، على أنَّها لغة القرآن الكريم ، على أنَّ مصطلحات
القرآن الكريم مصطلحاتُه ، على أنَّ مصطلحات الإسلام مصطلحاته ؛ سيفسِّر
الصلاةَ بالعبادة التي نقوم بها في اليوم خمسَ مرات ، وسيفسِّر الزكاةَ
بالعبادة التي يدفعها الأغنياء من أموالهم طائعين مختارين للفقراء . فمَنْ
فسَّر اعتمادا ًعلى اللغة العربية فقط كلماتِ القرآن الكريم ؛ فقال عن الصلاة
هي دعاءٌ فقط ، وقال عن الزكاة هي طهارةٌ فقط ، واكتفى بهذا لا يمكن أنْ يدخل
في إطار الأمة ؛ لأنَّه لم يمتلك المقوِّم الخامس مِنْ مقومات أمتنا التي نسعى
إلى بيان حدودها ، وإلى تبيان إطارها ، وإلى وضعها في المكان اللائق مِنْ حيث
الدلالة ومنْ حيث المفهوم .
هذه أمَّـتنا بمقوماتها ، وهذا هو تعريف الأمة ·
ومن هذه الأمة التي ذكرتُ مقوماتها ؛ نستمدُّ جنسيَّتَنا ، فجنسيَّتُنا مسلمة ،
جنسيتُنا تعتمد على الانتماء والولاء لأمَّـة الإسلام ، لأمَّـة الحبيب الأعظم
صلى الله عليه وآله وسلم . جنسيَّتُنا مستمدةٌ مِنْ أمةٍ جمعتْ بين أفرادها
مقوِّماتُ العقيدةِ والعبادةِ والسلوكِ والمنهلِ التاريخي الواحد ولغة القرآن
الكريم . هذه الأمَّـة هي التي لا تجتمع على ضلالة ، كما قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ورواه الطبراني : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " . هذه الأمة
هي التي يكون أفرادها في حالةِ تشاورٍ مستمر : (
وأمرهمْ شُـورى بينهم )
.
أيُّها الإخوة : ونحن نعيش صراعاً - وما أظن الصراعَ بخافٍ عليكم - نعيش صراع
المصطلحات ، ونحن ندرك تماماً أنَّ هناك أشخاصاً يريدون من خلال النفاذ إلى
تغيير المضامين لهذه المصطلحات ؛ أنْ يُـغيِّروا لشبابنا وجهتَهم ، أنْ
يُـغيِّروا ويلبِسوا على مفكرينا أبعادَ مقوِّمات أمَّـتِهم.
نحن نعلم أنَّ أشخاصاً كثيرين ينادون بالرجوع إلى قواعد العقل الأولى ، إلى
معالم العقل الكليَّـة ، يقولون هذا على سبيل الإجمال ، وحينما نطلب منهم أنْ
يُـفصِّلوا في تغطيةٍ ما لمفردةٍ سلوكية أو لمفردة اصطلاحية ، لنقول لهم :
هاتوا ما عندكم ، قدموا ما لديكم مِنْ تغطيةٍ منبثقةٍ عن العقل ، كما تزعمون ،
لقضيةٍ ما ، لمصطلح الأمة مثلاً، فإنَّهم يلزمون الصمت ، أو يقدِّمون مضامين لا
تتناسب وعقيدةَ الأمة . ما هذه التفسيرات التي نسمعها لمصطلح الأمة ، والذي
نريده أنْ يكون على الشكل الذي شرحناه ؟ حينما نسمع مِنْ غير المسلمين ، أو
حينما نسمع أحياناً مِنْ بني جِلدتنا تغييراً لهذا المضمون ، فإنَّهم بلا شك لا
يسعون للخير ، ولكنْ لإخراجِ شبابنا منْ دائرة الإسلام الواسعة التي تشمل
أفراداً في كل العالم ينتسبون وينتمون لفكرةٍ واحدة ، إنهم يريدون أن يُفتّتوا
هذه الأمة من خلال ادعاء سخيف ، أو وهمٍ لا جدوى فيه ، ولا رصيدَ من الصحة له ،
منْ خلال تخييل للناس أنَّهم يبحثون في مصطلحات جديدة ، يريدون أنْ يضمِّـنوها
ما يعود على المسلمين بالقطيعة بينهم وبين دينهم . اقرؤوا - وسيكون هذا موضوعاً
لخطب لاحقة - اقرؤوا ما يتحدَّثون به عن الحداثة ، عن التراث ، كيف أنَّهم
يحاولون جاهدين أن يعطوا هذه المصطلحات مضامينَ لا تتناسب و عقيدة الأمة ، بل
إنَّهم من خلال الحداثة يريدون أحياناً أنْ يقضوا على عقيدة هذه الأمة .
أيها الناس : لقد سمعناكم تتحدثون ، ولكنْ لم نرَ لكم عملا ًيسجِّـله التاريخ ،
ولن أقول هذا اجترارا ًبالنسبة إلينا ، ولكننا تحدثنا منذ أربعة عشر قرناً وإلى
اليوم ، والحديثُ مازال مقبولاً لدى كلِّ العقلاء ، والحديثُ تقبله العقول
الصافية، وأكَّدت ذلك وقائع لا تزال الدنيا تشهد على صحَّـتها . وأكَّد على ذلك
وجودنا في هذا البلد ، فلولا الإسلام ، ولولا المصطلحات الإسلامية ، و لولا
الأطـر الإسلامية ، ولولا المضامين الإسلامية ؛ لم نستطع أنْ نأتيَ إلى هذا
البلد . فالذي أتى إلى هذا البلد إسلامٌ من خلال القرآن ، ومن خلال السُّـنة،
ومن خلال رجالٍ حملوا القرآن على أنَّه كتاب الله ، وحملوا السُّـنة على أنَّها
مواثيقٌ تُـبيِّن المراد من كتاب الله عز وجلَّ ، فكانوا بحق رجالاً .
إنِّي ما أرى هؤلاء الذين يُـناوؤن مصطلحاتنا ، ما أراهم إلا جماعةً يريدون أن
يشدوا البساط منْ تحت أرجلنا ؛ من أجل أن يذهبوا بالبلاد والعباد ، ليرتموا في
أحضان شرقٍ يريد أنْ يقضيَ على العقيدة ، أو في أحضان غربٍ يريد أنْ يقضيَ على
الأخلاق وعلى الوجود الإنساني .
اللهم إنِّي أسألك بحقِّ القرآن و ألفاظِه ، وبحقِّ القرآن وحروفِه ، وبحقِّ
القرآن وآياتِه ، أنْ تـُمتِّع عقولنا بالاهتداءِ إلى شريعتك ، وأنْ تـُمتِّع
قلوبَنا بمحبَّـتك و محبَّـةِ نبيِّـك . نِعْمَ مَنْ يُـسأل ربُّـنا ، ونِعْمَ
النَّصير إلهنا . أقول هذا القول وأستغفر الله .
التعليقات