آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

خطبة الجمعة

   
مصطلح الأمة

مصطلح الأمة

تاريخ الإضافة: 2024/12/12 | عدد المشاهدات: 4238

أمَّا بعد ، أيُّها الإخوة المسلمون :
في وقتٍ كثرت فيه المصطلحات ، وتزاحمت على الشِّفاه ، وراح الناس يُضمِّنونها ماشاؤوا من المعاني ، ويُعطونها ما يريدون ، وما تملي عليهم أهواؤُهم منْ دلالات . في هذا الوقت وجدتُني مضطرا ً لبيان بعض المصطلحات منْ منظورٍ أسأل الله أنْ يكون مسلماً ، والمصطلحات ، كما تعلمون ، منفذٌ يعبِّر عن العقيدة ، ولذلك ينبغي ضبطه ومعايرتُـه على شريعة الله ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حتى يعبِّر التعبيرَ الصادق عنْ هذه العقيدة بحق ، وعن صفائها ونقائها . ويومَ اتخذَ اليهودُ بعض المصطلحات وسائلَ للإساءةِ إلى المؤمنين ؛ جاء القرآنُ الكريم ليمنع استخدامَ هذه المصطلحات منعاً حاسماً واضحاً ، فقال :
(
لا تقولوا راعِـنا ) لأنَّ اليهود كانوا يستخدمون هذا المصطلح للإساءة إلى المسلمين وإلى رسول المسلمين صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تقولوا راعِنا وقولوا انظرنا ) . ونحن أمامَ ركام من المصطلحات ، لا يعدو أن يكون موقفُـنا أحدَ أمرين : إمَّا التصحيح ، وإمَّا الرفض . ومن المصطلحات التي تقتضي تصحيحاً : مصطلح الأمة . 
فما هو هذا المصطلح ؟ وما هو مدلوله ؟ وما الدلالة التي ينبغي أنْ نعنيها منْ هذه الكلمة - ونحن نتكلم أمام الناس عنها - أو نرسلها أمام أشخاص أو أمام مناقشين ومحاورين ؟ 
الأمَّـة : ولاء وانتماء قائم على الفكرة والمبدأ ، ولا علاقةَ له بالجنس والدَّم والقربى . 
مصطلح الأمة يختلف عن كلمة القوم ، لأنَّ القوم جماعة تصل بينهم وشائج القربى ، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم : " وكان كلُّ نبيٍ يبعث إلى قومه خاصَّة، وبُعثت للناس كافة " . وقد ميَّز الله عزَّ وجلَّ الأمة بمبادئِها ، وميَّز عن هذه الأمم أمة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بمبادئها العقَـديَّـة والدَعويَّـة ، فقال تعالى :
( كنتم خيـرَ أمـةٍ أُخرجت للـناسِ تـأمرونَ بالمعروفِ وتَـنْهونَ عن المنكر ) . ولأنَّ المسلمين ارتبطوا بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ارتباطَ ولاءٍ قائم على الفكرة والمبدأ ؛ سُـمّوا بـ " أمَّـة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يُسمَـوا بـ " قوم محمَّد " عليه وآله الصلاة والسلام . وبناءً على هذا لا بد منْ ذكرِ هذه المقومات للأمة التي نمتلكها في ذهننا والتي نسعى إلى إيجادها :
أولاً: عقيدةٌ تجمع بين أفرادها : عقيدةٌ بالنسبة إلى أمتنا الإسلامية تتجلَّى في أنْ يقول الواحد منَّا : أشهدُ أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدا ًرسول الله ، آمنتُ بالله ربا ً، بالإسلام دينا ً، بالقرآن دستورا ً، بيوم القيامة موعداً من أجل الحساب . 

ثانياً : عبادةٌ محدَّدة الأشكال : تُدلل على العقيدة الصافية الراسخة في قلوب الناس . فالعقيدة التي ينبغي أنْ تظهر على الجوارح ينبغي أن تظهر عبادة ً تُجسِّد وتمثل هذه العقيدة النابعةَ من القلب ، والراسخة في الوقت نفسه في الفؤاد ، في داخل الإنسان . عبادةٌ تربط بين أفراد أمتنا محددةٌ بأشكالها ، جاء توصيفها منْ ربِّ العالمين ، وجاءَ تشكيلُـها منْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فكمْ من مرةٍ قال صلى الله عليه وآله وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " . وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً وهو يقوم بالحج : " خذوا عني مناسككم " ، وبيَّن للناس كيفية الصيام ، وكيفية الزكاة ، وكيفية الحج ، وكيفية الصلاة . 
ثالثاً : سلوكٌ عامٌ ينبثق عن اللفظة القرآنية : وبين هذا السلوك وبين اللفظةِ القرآنية أو اللفظة الحديثية صلةٌ واضحة قائمة على فهم صحيح ، فما من مسلمٍ ينبغي أنْ تخرج أفعاله عن الارتباط باللفظة القرآنية ، أو اللفظة الحديثية ، ولهذا كان علماءُ الأصول يتحدَّثون عن الأحكام التكليفية ، فلا يعدو أنْ يكون تصرف من تصرفاته تحت إحدى هذه الأحكام ، فإمَّا أنْ يكون مباحاً ،وإمَّا أنْ يكون حراماً ، وإمَّا أنْ يكون واجـباً ، وإمَّا أنْ يكون فرضاً ، وإمَّا أنْ يكون مكروهاً ، وإمَّا أنْ يكون مندوباً وحين تحدَّث الأصوليون أيضاً عن خطاب الله عزَّ وجلَّ ، وعن الحكم قالوا : الحكم : خطابُ الله تعالى المتعلِّـق بأفعال العباد . الأمُّة يجمعها سلوك موحَّد منبثق عن اللفظة التشريعية التي يُـجسدها القرآن الكريم والسُّـنة الشريفة . 
رابعاً : منهل تاريخي واحد : منهل تاريخي واحد نتـفق وصنَّاعه في الأصول التي تحدَّثنا عنها . فتاريخنا إنما هو تاريخ أولئك الذين يؤمنون بالعقيدة ، ويقومون بالعبادة ، وتَـنتظمْ سلوكيَّاتهم تحت قنطرة القرآن الكريم والسُّـنة المشرَّفة . هؤلاء هم الذين ننتسب إليهم ، وهم الذين ننتمي إليهم ، وهم الذين تربطنا وإيَّاهم وشائج قويَّـة ، ولا ضيرَ أبدا ً في أنْ نفصِّل في هذه النقطة لنقول : إنَّ تاريخنا يبتدئ من اللحظة التي خلَّفناها إلى آدم عليه السلام ، مادام صنَّاع هذا التاريخ يؤمنون بالأصول التي نؤمن بها ، بالعقيدة التي نَدين بها ، وقاموا بالعبادة التي حُددِّت من قِبَل ربِّنا عزَّ وجلَّ ، وسلكوا بأفعالهم ما أمرهم الله تعالى أنْ يسلكوا . وعلى سبيل المثال فإننا نذكر ما يلي ونقول : إنَّ إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام منْ تاريخنا ، لكنَّ أباه ليس منْ تاريخنا . إنَّ امرأةَ فرعون منْ تاريخنا ، لكنَّ فرعون ليس منْ تاريخنا . إنَّ لوطا ً منْ تاريخنا ، لكنَّ امرأتَه ليست منْ تاريخنا . إنَّ نوحاً عليه السلام منْ تاريخنا ، لكنَّ ابنَه ليس منْ تاريخنا .
( قال يا نوح إنَّه ليس مِنْ أهلكَ إنَّه عَمَلٌ غيرُ صالح ٍ فلا تسألنِ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ، ( وإذ ابتلَى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ فأتَمَّهنَّ قال إنِّي جاعلكَ للناسِ إماماً قالَ ومِنْ ذريَّـتي ) أولئك الذين تربطني وإيَّاهم وشائجُ الدَّم والقُـربى - ( قالَ لا ينالُ عهدي الظالمين ) . 
إنَّ الخنسـاء - وبكلِّ بسـاطةٍ أقول هذا - يومَ بكتْ صخراً بكاء جاهلياً لم تكنْ في تلك اللحظة من تاريخِنا ، يوم بكَـته وأبْـكَت الناس عليه فقالت :
يُـذكِّرني طـلوعُ الشمس صخراً وأذكرهُ لـكلِّ غـروبِ شمـسِ
ولولا كثرةُ الباكين حـــوْلي على إخوانِهمْ لـقـتلتُ نفسي
إنَّ الخنساء - لحظتَها هذه - لن يمتدَّ إليها تاريخنا ، تاريخ أمتنا ، ولكنْ حينما عَدلتْ الخنساء عن هذا الموقف إلى دخول صريح تحت قنطرة الإسلام ، فرفعت يدها لتقولَ أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله ، ولتقوم بعبادات الإسلام ، ولتجعل أفعالَها مغطاةً بتشريع هذا الدين، عندها انقلبت إلى مُـفردة من تاريخِنا ، صنعت تاريخنا ، فقالت كلمةً سجَّلناها في صحائف تاريخنا يوم قِـيل لها : إنَّ أولادك استشهدوا في سبيل الله . فقالت : الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم ، وأرجو الله أنْ يجعلني معهم في مستقرِّ رحمته . إنَّها منْ تاريخنا ؛ يوم أعلنت الولاءَ القائم على أساس الفكرة والمبدأ لهذه الأمة . لقد سمعتم شعرَ الخنساء وهي تبكي صخراً ، فاسمعوها وقد أضحت واحدةً من تاريخنا ، من صنّاع تاريخنا ، اسمعوها وهي توصي أولادها وقد غدَوا إلى الجهاد ، وهي التي استقبلت نبأ استشهادهم بالكلمة التي ذكرناها ، لقد أوصتْهم قبل أن يذهبوا فقالت : إنكم والله أسلمتمْ طائعين ، وهاجرتم مختارين ، وَوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأةٍ واحدة، ما خُنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجَّنت حسبَكم ، ولا خَتَرت نسبَكم ، وأنتم تعلمون ما أعدَّ الله من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أنَّ الدارَ الباقية خيرٌ منَ الدار الفانية ،
(
اصبروا وصابروا ورابطوا واتَّـقوا الله ) فإنْ أصبحتم إنْ شاء الله غدا ًسالمين ؛ فاغدوا إلى عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب شمَّرت عن ساقها ، وحلَّت ناراً على أرواقها ، فيمِّموا وطيسَها ، وجالدوا رئـيسها عند احتدام خميسها ؛ تـظفروا بالغُـنم والكرامة في دار الخلود والمقامة . 
إنَّها منْ تاريخنا وهي تقول مثل هذه الكلمات . مبدؤ تاريخِـنا محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم ، ومبدؤه الأنبياء قبله ، لكنَّ أبا لهب وأبا جهل ليسا منْ تاريخنا ؛ ما دمنا نريد أنْ يكون التاريخ فاعلاً فينا ، لذا يجب أنْ نضع قاسماً مشتركاً بيننا وبين صنَّـاع التاريخ الأوائل . 
خامساً : اللغة الإسلامية : و دعوني أسمِّيها هكذا ، أقول اللغة الإسلامية وأعني بها اللغة العربية يوم تبنَّاها القرآن الكريم لغةً للتشريع الإسلامي ، يوم تبنَّـاها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منْ أجل أنْ يوصل المضامينَ والمعاني للناس . وخذوا على سبيل المثال رجلاً تجمعنا وإيَّاه اللغة العربية - لا اللغة الإسلامية - إنَّه حينما يقرأ القرآن الكريم ، ويفسِّره لا على أساس المصطلحات الإسلامية ، وإنَّما على أساس المصطلحات العربية ، فإنَّه ربما فسَّر الصلاةَ بالدعاء ، وفسَّر الزكاة بالطهارة ، لكنه حينما يعود إلى اللغة العربية على أنَّها اللغة الإسلامية ، على أنَّها لغة القرآن الكريم ، على أنَّ مصطلحات القرآن الكريم مصطلحاتُه ، على أنَّ مصطلحات الإسلام مصطلحاته ؛ سيفسِّر الصلاةَ بالعبادة التي نقوم بها في اليوم خمسَ مرات ، وسيفسِّر الزكاةَ بالعبادة التي يدفعها الأغنياء من أموالهم طائعين مختارين للفقراء . فمَنْ فسَّر اعتمادا ًعلى اللغة العربية فقط كلماتِ القرآن الكريم ؛ فقال عن الصلاة هي دعاءٌ فقط ، وقال عن الزكاة هي طهارةٌ فقط ، واكتفى بهذا لا يمكن أنْ يدخل في إطار الأمة ؛ لأنَّه لم يمتلك المقوِّم الخامس مِنْ مقومات أمتنا التي نسعى إلى بيان حدودها ، وإلى تبيان إطارها ، وإلى وضعها في المكان اللائق مِنْ حيث الدلالة ومنْ حيث المفهوم . 
هذه أمَّـتنا بمقوماتها ، وهذا هو تعريف الأمة ·
ومن هذه الأمة التي ذكرتُ مقوماتها ؛ نستمدُّ جنسيَّتَنا ، فجنسيَّتُنا مسلمة ، جنسيتُنا تعتمد على الانتماء والولاء لأمَّـة الإسلام ، لأمَّـة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم . جنسيَّتُنا مستمدةٌ مِنْ أمةٍ جمعتْ بين أفرادها مقوِّماتُ العقيدةِ والعبادةِ والسلوكِ والمنهلِ التاريخي الواحد ولغة القرآن الكريم . هذه الأمَّـة هي التي لا تجتمع على ضلالة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورواه الطبراني : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " . هذه الأمة هي التي يكون أفرادها في حالةِ تشاورٍ مستمر :
(
وأمرهمْ شُـورى بينهم ) .
أيُّها الإخوة : ونحن نعيش صراعاً - وما أظن الصراعَ بخافٍ عليكم - نعيش صراع المصطلحات ، ونحن ندرك تماماً أنَّ هناك أشخاصاً يريدون من خلال النفاذ إلى تغيير المضامين لهذه المصطلحات ؛ أنْ يُـغيِّروا لشبابنا وجهتَهم ، أنْ يُـغيِّروا ويلبِسوا على مفكرينا أبعادَ مقوِّمات أمَّـتِهم.
نحن نعلم أنَّ أشخاصاً كثيرين ينادون بالرجوع إلى قواعد العقل الأولى ، إلى معالم العقل الكليَّـة ، يقولون هذا على سبيل الإجمال ، وحينما نطلب منهم أنْ يُـفصِّلوا في تغطيةٍ ما لمفردةٍ سلوكية أو لمفردة اصطلاحية ، لنقول لهم : هاتوا ما عندكم ، قدموا ما لديكم مِنْ تغطيةٍ منبثقةٍ عن العقل ، كما تزعمون ، لقضيةٍ ما ، لمصطلح الأمة مثلاً، فإنَّهم يلزمون الصمت ، أو يقدِّمون مضامين لا تتناسب وعقيدةَ الأمة . ما هذه التفسيرات التي نسمعها لمصطلح الأمة ، والذي نريده أنْ يكون على الشكل الذي شرحناه ؟ حينما نسمع مِنْ غير المسلمين ، أو حينما نسمع أحياناً مِنْ بني جِلدتنا تغييراً لهذا المضمون ، فإنَّهم بلا شك لا يسعون للخير ، ولكنْ لإخراجِ شبابنا منْ دائرة الإسلام الواسعة التي تشمل أفراداً في كل العالم ينتسبون وينتمون لفكرةٍ واحدة ، إنهم يريدون أن يُفتّتوا هذه الأمة من خلال ادعاء سخيف ، أو وهمٍ لا جدوى فيه ، ولا رصيدَ من الصحة له ، منْ خلال تخييل للناس أنَّهم يبحثون في مصطلحات جديدة ، يريدون أنْ يضمِّـنوها ما يعود على المسلمين بالقطيعة بينهم وبين دينهم . اقرؤوا - وسيكون هذا موضوعاً لخطب لاحقة - اقرؤوا ما يتحدَّثون به عن الحداثة ، عن التراث ، كيف أنَّهم يحاولون جاهدين أن يعطوا هذه المصطلحات مضامينَ لا تتناسب و عقيدة الأمة ، بل إنَّهم من خلال الحداثة يريدون أحياناً أنْ يقضوا على عقيدة هذه الأمة . 
أيها الناس : لقد سمعناكم تتحدثون ، ولكنْ لم نرَ لكم عملا ًيسجِّـله التاريخ ، ولن أقول هذا اجترارا ًبالنسبة إلينا ، ولكننا تحدثنا منذ أربعة عشر قرناً وإلى اليوم ، والحديثُ مازال مقبولاً لدى كلِّ العقلاء ، والحديثُ تقبله العقول الصافية، وأكَّدت ذلك وقائع لا تزال الدنيا تشهد على صحَّـتها . وأكَّد على ذلك وجودنا في هذا البلد ، فلولا الإسلام ، ولولا المصطلحات الإسلامية ، و لولا الأطـر الإسلامية ، ولولا المضامين الإسلامية ؛ لم نستطع أنْ نأتيَ إلى هذا البلد . فالذي أتى إلى هذا البلد إسلامٌ من خلال القرآن ، ومن خلال السُّـنة، ومن خلال رجالٍ حملوا القرآن على أنَّه كتاب الله ، وحملوا السُّـنة على أنَّها مواثيقٌ تُـبيِّن المراد من كتاب الله عز وجلَّ ، فكانوا بحق رجالاً . 
إنِّي ما أرى هؤلاء الذين يُـناوؤن مصطلحاتنا ، ما أراهم إلا جماعةً يريدون أن يشدوا البساط منْ تحت أرجلنا ؛ من أجل أن يذهبوا بالبلاد والعباد ، ليرتموا في أحضان شرقٍ يريد أنْ يقضيَ على العقيدة ، أو في أحضان غربٍ يريد أنْ يقضيَ على الأخلاق وعلى الوجود الإنساني .
اللهم إنِّي أسألك بحقِّ القرآن و ألفاظِه ، وبحقِّ القرآن وحروفِه ، وبحقِّ القرآن وآياتِه ، أنْ تـُمتِّع عقولنا بالاهتداءِ إلى شريعتك ، وأنْ تـُمتِّع قلوبَنا بمحبَّـتك و محبَّـةِ نبيِّـك . نِعْمَ مَنْ يُـسأل ربُّـنا ، ونِعْمَ النَّصير إلهنا . أقول هذا القول وأستغفر الله . 

التعليقات

شاركنا بتعليق