آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


بحوث و مقولات

   
المرأة في منظور إسلامي

المرأة في منظور إسلامي

تاريخ الإضافة: 1970/01/01 | عدد المشاهدات: 4770

أيتها المرأة
الأمر كل الأمر جواب نسمعه منك أنت فالفضل فيك لكِ
والحكم عليك لا يكون إلا منك

أ - هل تجد المرأة نفسها في الشريعة أم في القانون ؟
هذا هو السؤال الذي يلح على مساحات الاستفهام في تفكيرنا, ويطغى عليها أحياناً ولعله من مفترقات الطرق التي يقف عليها الإنسان ليحدد اختياره ويرسم مساره ؛ أإلى الشريعة يلتجئ ؟ أم إلي القانون يولي وجهه ؟!هل الحل هناك ؟ أم هنا ؟ أعني هل الشريعة أقدر من القانون على استيعاب الإنسان وصفاً وتوظيفاً , أم العكس هو الصحيح ؟!
أسئلة ترتادنا , وحيرة تمسك بعِصَمِنا ولا تكاد تفارقنا , والمرأة لهذه الأسئلة أكثر تعرضاً وهي في حيرتها أشد تأرجحاً فالويلات التي عانت منها جدُ كثيرة ، والتجاذبات التي مستها وفيرة ، وهي اليوم كالأمس هذا يطالبها بالهمود وآخر لا يريدها رهينة الجمود , وثالث يسعى ليباهي بها - عفواً بشكلها وصورتها فقط - القريب والبعيد , ورابع يناديها لتدخل كل مجال وميدان فهو يأبى لها القعود , وخامس يُمَنِّيها بمستقبل قادم يكون أفضل عليها من سالف العهود , وسادس يظلمها بتبرير يزعم أنه من بعض احتمالات دلالات نصوص ديننا المجيد , وسابع يغمرها بالروايات الموضوعة موهماً أنها - أي الروايات - الدين وثامن وتاسع ... ولا يكاد العد ينتهي .
والأمر كل الأمر جواب نسمعه منك أنت أيتها المرأة فالفضل فيك لك والحكم عليك لا يكون إلا منك وما نحن في مثل هذه المحاضرات والكتابات إلا عارضون . فاختاري بنفسك لنفسك ولراحتك براحتك واعلمي معي أن الحياة اختيار قائم على اختيار ، فالله اختارك للحياة فاختاري نفسك لما اختارك له ربك أي لحياة كريمة بها تسعدين و تُسَرِّين .
وها أنا ذا أقدم بين يديك ملامح الشريعة عنك استوحيتها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهل تسمحين ؟
ولكن :
ب - قبل الشروع .. عقل يجب أن يتحرر :
لقد أنعم خالقنا علينا بالعقل وجعله أساساً في تكوين علاقتنا مع الله ذاته ، ومع كل من سواه ، ولا بد لهذا العقل من أن يكون حراً حتى ينتج . وحرية العقل تعني انعتاقاً من عادات معادية وعواطف جامحة ضارة وأهواء ضاربة وأثقال كونتها الأوهام وأساطير نسجتها الخرافات والخيالات . فإلى متى ستظل عقولنا مكبلة بأحكام الرواية الأسطورية والأفكار المغلوطة والسلطة المرعبة والشهوة الغادرة والنزوة الفاجرة ؟!
إلى متى سنظل نشكو من ضعف تفكيرنا وقلة إنتاجنا وهزالة عطائنا ، جراء لهثنا وراء سراب غير ممحص ، وفراغ لا يحوي حقيقة ولا يلم شعثاً ؟
إلي متى سنظل نرفض الفعل ونتبنى ردة الفعل ، ونعز الشكليات ونذل المضامين ، ونخضع للصورة ونأبى الحقيقة ؟
إن أي قضية يجب التأكد قبل معالجتها من صحة وحرية وسيلة العلاج التي هي العقل : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت . وإلى السماء كيف رفعت . وإلى الجبال كيف نصبت . وإلى الأرض كيف سطحت . فذكر إنما أنت مذكر ) الغاشية/17ـ 21.
أي : ليجربوا عقولهم وليدربوها قبل سماع التذكير وليحرروا تفكيرهم قبل تلقي التكليف .
ج - ملامح يرسمها الإسلام :
1- الرجل والمرأة من أصل واحد ولا خلاف :
قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ) النساء/1 ، وقال تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) آل عمران/195 . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال " أخرجه أبو داود . جُبِل كل منهما مما جبل منه الآخر مُكَرَّمان بالتكليف مجزيان بالثواب نفسه ، ومعاقبان بذات العقاب فلا والله ما فرَّق في أصلهما مفرق إلا دلل على عدم فهمهما ومن لم يكن عارفاً بموضوع الحكم رفض حكمه وفسد رأيه : ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل ) الحجرات/13 .
2- المرأة شخصية مستقلة فلا اندراج ولا اندماج :
هي كائن مستقل وتشكل نداً للجنس الآخر ورديفاً وكذلك الرجل بالنسبة لها قال تعالى : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات ... ) الأحزاب /35 . والواو هنا عاطفة مغايرة والمغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه تعني استقلالية كل وكينونة متفردة لكل قال تعالى : ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين . وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) التحريم /10-11 ، وقال تعالى: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) النحل /97، وقال تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ) النساء / 124.
وهاكم وقائع في العصر الأول تدعم هذا الذي قلنا ، فقد روى البخاري عن القاسم أن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلي شيخين من الأنصار فقالا : لا تخشين فان خنساء بنت خدام أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك . ولعل من التأكيد على الاستقلالية حديثاً وارداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه الراوي : "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء " أخرجه البخاري . فلا اندماج ولا اندراج ولا التحاق ولا تبعية عمياء ولا تقليد يلغي تفرد الكينونة . وهذه ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها أعتقت وليدة ولم تستأذنه فأقرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على هذا . أخرجه البخاري .
3 - المرأة تشارك وتساهم في الحياة الاجتماعية :
فهي الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر الداعية إلي خير المجتمع والناقدة المصلحة الوطنية ذات الغيرة قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة / 71 ، وقد ورد أن عبد الملك بن مروان لعن خادمه لأنه أبطأ فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته ، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " أخرجه مسلم . والمرأة في الإسلام صانعة ثقافة وقائمة على إدارة منتديات ورعايتها ولا أدل على هذه من قصة يرويها الإمام مسلم عن فاطمة بنت قيس قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " انتقلي إلى أم شريك " فقلت : سأفعل . قال : " لا تفعلي إن أم شريك كثيرة الضيفان يأتيها المهاجرون الأولون " وعندما يأتي المهاجرون الأولون فالساحة ساحة حوار وتدارس وتبادل وجهات نظر . والمرأة عاملة في المجتمع الإسلامي ناشطة تتعلم المهنة وتمارسها فقد روى جابر قائلاً : طُلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " بلى فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفاً "، أخرجه مسلم . والمرأة في المنظور الإسلامي تزور وتُزار وتدعو وتدعى وتهدي ويهدى إليها وتعود وتُعاد ولا يمنعها من ممارسات كافة النشاطات الاجتماعية مانع وهيهات ثم هيهات أن يدعى إلى الركود والهمود وهي التي تقرأ في كتاب ربها العظيم : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) العنكبوت / 69.
لا فرق في الدعوة والثواب بين ذكر وأنثى وقد وردت في هذا الشأن واقعة ذات دلالة واضحة على هذا الذي ذكرنا فقد جاء في صحيح مسلم أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جار فارسي ، وكان طيب المرَق فصنع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاء يدعوه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " وهذه " يعني عائشة فقال : لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا " فعاد يدعوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وهذه " قال : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا " ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " وهذه " فقال : نعم . فقاما - أي رسول الله وعائشة - يتدافعان حتى أتيا منزله . والمرأة معلمة ومثقفة وموجهة وحسبي هنا أن أنقل لكم واقعة ذات دلالة في هذا الشأن فقد قالت الشفاء بنت عبد الله : دخل علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : " ألا تعلِّمين هذه رقية النملة كما علمتِها الكتابة " أخرجه أحمد . وأنا هنا مقتصر على حركة المرأة في العصر الأول عصر التشريع ولو سعيت لذكر وقائع من عصور تالية لنفذت الصفحة وما نفذت الحوادث والوقائع .
لذا فالاقتصار على المثال الرائد هو ديدني في هذا المجال ومن أراد التوسعة فليعد إلى خزائن الكتب ومجمعات الأسفار وروايات التاريخ في موسوعات الأخبار .
4- المرأة تشارك في النشاط السياسي فأنى لكم منعها ؟!
ما كانت المرأة بمعزل عن السياسة وميدانها في منظور الإسلام ولا في واقعه المضبوط به والملتزمة بتعاليمه ، وأنى لها الانعزال وهي التي تتلو وتسمع مثل قول الله جل شأنه : ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً … فبايعهن واستغفر لهن إن الله غفور رحيم ) الممتحنة /12، وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ) الممتحنة /10. والبيعة والهجرة مصطلحان ذوا صلة بالسياسة وعلاقة بالحياة العامة أو ما يسمى بالقانون العام الشامل للدستوري والدولي .
وكذلك الجهاد فالرُّبَيِّع بنت معوذ وهي صحابية تقول : " كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنسقي القوم ونخدمهم ونداوي الجرحى ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة " أخرجه البخاري .
وإذا كانت السياسة مسؤولية من نوع خاص ، فالمرأة مسؤولة في نظر الإسلام مسؤولية عامة ، لا فرق بين طبيعة مسؤوليتها وطبيعة مسؤولية الرجل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، أخرجه البخاري ومسلم . لا فرق بين ذكر وأنثى في توجيه الخطاب والخلاف في مسؤولية الناس عن بعضهم واختلافها إنما يكون في الموضوع والمساحة .
لقد ضربت النساء الأوائل أصدق الأمثلة وأروعها في هذا الشأن من خديجة التي رعت الرسالة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى فاطمة التي ساهمت في إغناء المواقف الرسالية في دنيا السياسة والعلاقات مع الحاكم ، إلى عائشة التي ناقشت في الفروع و الأصول، إلى أسماء ، إلى رقية ، إلى ... وما أكثرهن . ومن قبل بلقيس وامرأة فرعون أسيا ، فهل بعد هذا البيان من طلب لزيادة برهان على أن الإسلام أعطى المرأة رعاية الانسان ؟
دعونا يا ناس إلا من دين أو مبدأ يكرم الانسان ولا فرق بين جنس وآخر في الحقوق والواجبات وهذا هو - ورب الكعبة - عين الإسلام الذي ارتضاه الله لبوساً صالحاً لهذا الكائن الأسمى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة / 3.
5- المرأة ذات أهلية كاملة ولا خلاف :
ما كانت الأنوثة في يوم من أيام الإسلام عارضاً من عوارض الأهلية وحاشا فالمرأة المسلمة كالرجل من حيث الحقوق والواجبات قال تعالى : ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) النساء / 32، ويقول جل شأنه فيما يتعلق بحق المرأة في الميراث وأنها كالرجل : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) النساء / 7 . ويأتي المهر نموذجاً لحق مكتسب للمرأة : ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) النساء / 4 . ولا يحل للرجل أياً كان اقتناص أي قدر ومقدار منه : ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً ) النساء / 19. وإلا لا يحل أبداً أي إن لم يكن عن طيب نفس منها و إرادة قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاًَ ) النساء / 19، وقال تعالى : ( ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ) النساء / 19.
وتابع البيان الإلهي تأكيده هذا الحق للمرأة فقال : ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثما مبيناً ) النساء /20.
ولعل من مظاهر أهلية المرأة واعتراف الإسلام بها حق اختيار الزوج : ( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ) البقرة / 232. وقد جاء في مسند الإمام أحمد أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
ويغنينا عن تتبع جزئيات وأمثلة الحقوق المنبعثة من تمتع المرأة بالأهلية الكاملة أن نقف عند هذه الآية الكريمة الجامعة : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة / 71 .
د- خاتمة نريدها وقفة عاملة مع القانون :
1- لم يكن القانون القديم على اختلاف جغرافيته ليعطي المرأة حقها أو بعض حقها ، ومن عاد إلى ملفات التاريخ وقعت عيناه على غرائب وفظائع فالمرأة في قوانين الهند القديمة و الجرمان و الصين - على سبيل المثال - لم تكن شيئاً بل كان ينظر إليها على أنها متاع رخيص تورث مع المال وتتداول مع الأشياء ، وما أظن قوانين اليوم تفضل سوابقها كثيراً فالزوجة في فرنسا اليوم ليس لها أن تعطي وتبيع وترهن إلا برضى زوجها خطيا ً.
ويقول الدكتور شارل فيدز أستاذ المعهد الأمريكي للدراسات الإسلامية : " كثير من الرجال وافقوا على قدرة المرأة للقيام بوظيفة الرجل إلا أنهم رفضوا تقاضيها نفس راتب الرجل لنفس العمل ، هذا الاعتقاد بالمساواة في القدرة وعدم المساواة في التعويض ما زال سائدا ً في معظم الأقطار الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية " رَ . المرأة للدكتور سعيد رمضان البوطي ص : 560 .
2- لقد بدل القانون نظرته إلي المرأة مرارا ً وتكرارا ً وتخبط واضعوه وتحيروا ولا يزالون ، وهم بين الفعل وردته يتمايلون ، فتارة يلتفون إلي ما كان قد سطره أفلاطون ، وتارة يرجعون إلي ما سجله حمورابي ومن سار على منهاجه وطريقته ، واللافت في الأمر أن القانون في هذا المضمار قلما يبحث مستقلا ً أو يناقش بحرِّية ، وإنما هو ردات فعل على ما جاء في رسالات السماء تأييداً أو استنكارا ً.
يقول مونتسيكو في [ روح القوانين ] : " لقد وقف القانون مدهوشاً حيال قضايا الإنسان اللصيقة وقد تكون وقفته متصفة بالحائرة لأنه لم يكوِّن الإنسان ، فهو به جاهل أحيانا ً فكيف يشرِّع له ؟! والتشريع يستلزم علما ً دقيقا ً للمشرَّع له " .
3- ما أظن أن عقلاء القانونيين يرفضون تشريع السماء الموثَّق النسبة لله ، لأنهم لا يرفضون ولا يمكن أن يرفضوا خطاباً توجه إلى العقل من خالقه العليم به : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الملك / 14.
4- قد يفصِّل القانون في أمور تتعلق بالمرأة تفصيلا ً دقيقا ً وقد لا تجد في الشريعة هذا التفصيل وهذا لا يعني إضافة أضافها القانون
أو تفوقاً أحرزه بل القانون في هذا مطبق ومصنف يجهد في إلحاق الوقائع الحالة بالقواعد المجملة .
5- لئن كانت هنالك شبهات تحوم حول حمى ما جاء في الشريعة عن المرأة فذاك طبيعي ولا مناص منه ، وليس السبب فيه قصوراً في الشريعة ، وإنما نسبية عقولنا هي التي أوقعتنا في بؤرة الحيرة والتردد والإشكال ومتاعب الاستفهام ، ولئن سنحت لي فرصة لقاء أخرى تحدثت عن إشكالات تثار عن :
- طلاقٍ ، وكونه بيد الرجل .
- وحجابٍ تصعب معه حركة ونشاط .
- وميراثٍ لا تتساوى فيه المرأة و الرجل .
- وتعددٍ يمنحه الرجل على حساب المرأة .
- وولايةٍ عامة اختص بالأهلية لها الذكر دون الأنثى . و ... و ... و ...
6- أرني إنتاجك ولا تُرِني احتجاجك ، فهاكم نظاماً متكاملاً يقدِّمه القرآن الكريم والسنة الشريفة ، فهل عندكم من نظام متكامل فتخرجونه لنا ؟ وإنا لمنتظرون .

كل الشكر لكم ، وكل التقدير للمرأة الحرة التي تُطالب بحقها بنفسها ، ولا تخاف في طلب الحق لومة لائم ، ولا تخشى في حوارها لأجل فهم صحيح يهمها سطوة غاشم .

التعليقات

شاركنا بتعليق