آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الدكتور محمود عكام ضيفاً على برنامج المنبر الحر بإذاعة صوت ألمانيا

الدكتور محمود عكام ضيفاً على برنامج المنبر الحر بإذاعة صوت ألمانيا

تاريخ الإضافة: 2006/02/04 | عدد المشاهدات: 3495
استضاف القسم العربي في إذاعة صوت ألمانيا الدكتور الشيخ محمود عكام، ضمن برنامج (المنبر الحر) الذي يعده ويقدمه أحمد حسو. وبرنامج المنبر الحر كما يعرف بنفسه: (برنامج حواري أسبوعي يتناول أهم القضايا السياسية عربياً وألمانياً ودولياً. كما يتناول القضايا الفكرية ومسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تهم المستمعين في العالم العربي. ويهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار والقبول بالآخر ويستضيف قادة الفكر والسياسة والخبراء المتخصصين في العالم العربي وألمانيا). وقد شارك في البرنامج – إلى جانب الدكتور الشيخ محمود عكام – كلٌ من البروفسور شتيفان إشمود من ألمانيا, والخبير الإعلامي إبراهيم نوار من مصر. ودار الحوار حول تداعيات الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة التي نشرتها بعض الصحف الأوربية. وقد أذيع البرنامج الساعة التاسعة والنصف مساء بالتوقيت العالمي من يوم السبت 4/2/2006. وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور الشيخ محمود عكام: - أحمد حسو: فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام، الأستاذ في جامعة حلب، ألا ترى أنه قد بولغ كثيراً في الاحتجاجات التي حدثت رداً على الرسوم الكاريكاتيرية التي تعرضت للنبي الكريم ؟! - الدكتور محمود: أولاً أشكركم على هذا البرنامج (المنبر الحر) وأرجو له أن يكون دائماً – كاسمه – حراً. بغضّ النظر عن المبالغة في ردود الأفعال، فإن هذا الذي حدث وهذا الذي رُسم يمكن أن يسمى (جريمة) في العرف القانوني، لأن عناصر الجريمة مستوفاة فيه. فينبغي أن يدرس الفعل أولاً بغض النظر عن المبالغة في رد الفعل، والفعل يشكل جريمة. هذا الفعل جريمة لأنه تعسف في استعمال الحق، فالحرية حق، نعم. ولكن هذه الصحف تعسفت في استخدام حق الحرية. لقد تعلمنا من الغرب الحرية، وهي شيء جميل، وتعلمنا منه أشياء جميلة أخرى... تعلمنا منه الحرية التي نعتب على بلادنا في شأنها لأنها تتغاضى عنها، وتعلمنا منه أيضاً أن حريتك تنتهي حيث تبدأ حريتي، وكذلك حريتي تنتهي حيث تبدأ حريتك. لذلك نقول لمن يحتج بحرية الصحافة: يجب أن يكون للحرية حد تنتهي عنده، وهذا الحد هو إيذاء الآخرين، ولقد انتهت هذه الحرية إلى إيذاء الإسلام. هذا أولاً. وأما ثانياً: إن هذه الصحيفة التي نشرت ما نشرت قد خلعت ثوب الشفافية واللطف، وقد علّمنا الإسلام الشفافية واللطف مع الإنسان والحيوان وحتى مع الأشياء، ولذا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ويقول القرآن الكريم: ﴿ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدواً بغير علم﴾. لقد علّمنا القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحرية، وعلّمنا متى تبدأ هذه الحرية ومتى تنتهي. - أحمد حسو: لقد كتبتم في موقعكم على شبكة الإنترنيت: (أن غير المسلم يمكنه أن يرسم النبي الكريم بشرط الالتزام بالأمانة)، والأوربيون يرسمون رموزهم الدينية، ويسخرون منها أيضاً، فلماذا نمنعهم من ذلك فيما يتعلق بنا ؟ - الدكتور محمود: نعم أنا أقول: فليرسموا ما شاؤوا وكيف شاؤوا، بشرط تحرّي الأمانة والصدق والموضوعية، لكنهم عندما رسموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم رسموا أشياء لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فهذه الرسوم تريد أن تظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صورة شخصٍ مكروه، وهي صورة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ولا توحي للناظر إلا بالصفات السيئة. - أحمد حسو: لكنه كاريكاتير يا فضيلة الشيخ، والكاريكاتير – بحد ذاته – فن ساخر! - الدكتور محمود: هناك فرق بين السخرية التي تدعو إلى قيمة اجتماعية جيدة، أو تشير إلى نقص في الشخص المرسوم، وبين السخرية التي تؤدي إلى تشويه الحقائق. فما الذي صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم – وحاشاه – من نقصٍ أو عيب يستحق السخرية ؟! لذلك قلنا: إن هذا الذي رُسم كذب، والكذب جريمة تستحق المحاكمة، خاصة إذا كان فيها إساءة إلى الإنسانية من خلال الإساءة إلى رموزها، والإساءة إلى مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إساءة إلى الإنسانية كلها، لأن النبي الكريم رمز من رموزها الطاهرة الكبيرة. لذلك أنا أحامي عن كل الرموز الإنسانية، وأحامي عن معتقدات الناس جميعاً. فليرسموا من شاؤوا وما شاؤوا، ولكن بشرط عدم التغيير والتبديل، حتى لو كان هذا التغيير لصالح الشخصية أو الواقعة التاريخية. - أحمد حسو: فضيلة الشيخ، لقد درَستَ ودرّست في واحدة من أرقى الجامعات الأوربية، وهي السوربون، وبحكم معرفتك بالمجتمع الأوربي والمجتمع الإسلامي أسألكم: كيف ترون السبيل إلى الخروج من الأزمة التي تتجه إلى التصعيد ؟ - الدكتور محمود: لا شك في أنني لست مع التصعيد، ولست مع تسييس المسألة أو المبالغة فيها، بل ينبغي التعامل مع القضية بعقل ورويّة. ولكني أقول للبروفيسور إشمود – الذي قال إن هؤلاء الذين نشروا تلك الصور مهرجون، وينبغي عدم مشاكستهم، وإلا كنّا كمن يشاكس مجنوناً – أقول له: نحن لا نتعامل مع مهرجين ولا مع مجانين، نحن نتعامل مع صحافة حرة وعاقلة ومسؤولة، وهذه الرسوم لا يقف وراءها مهرجون ولا مجانين، بل أناس مسؤولون عن أعمالهم.هذا أولاً، وأما ثانياً فنحن لا نشاكس أحداً أبداً، لا عاقلاً ولا مجنوناً، بل نقول عن هذا العمل، أعني نشر تلك الرسوم، إنه عمل مؤذٍ ومخرب. فهو يهدم الجسور التي نعمل على مدّها ببيننا وبينكم، ويؤذي عملنا المتواصل في تقديم الإسلام القائم على التعاون مع الآخرين والتعامل معهم باللطف والاستيعاب. لذا أقول لعقلاء الغرب: لا تدعوا من يريد هدم تلك الجسور ينجح في عمله. ولقد احترمت رئيس وزراء الدانمرك عندما أبدى أسفه واعتذاره عما حصل، وقلت لمن حولي: إنه كلام مقبول. أريد منكم ألا تخلطوا بين النقد والاستهزاء؛ فلو أن هذه الصحيفة تحدثت ناقدة للإسلام لقمنا بمحاورتها، ولكن الاستهزاء لا يمت إلا إلى التحريش والفوضى والأذى، وليس إلى الحوار. - أحمد حسو: دكتور محمود. أين صوت العقل الذي يمكن أن يهدئ الأمة ؟ - الدكتور محمود: نحن ندعو بلسان العقل والإصلاح دائماً، وأنا هنا أحاول ضبط الشارع وتوجيهه نحو الاتجاه المناسب، ولكن أعينوني أنتم بشيء من التعامل العاقل والتفهم لموقف المسلمين، ولذلك قبلنا – كما قلت سابقاً – كلام رئيس وزراء الدانمرك واعتبرناه اعتذاراً عما حصل. - أحمد حسو: ما هي رسالتك الأخيرة حول الموضوع. دكتور محمود ؟ - الدكتور محمود: رسالتي الأخيرة في هذا اللقاء هي: نحن مع الإنسان وكل ما ينفع الإنسان، لذا ندعو إلى إنسانية واسعة, تستوعب بني الإنسان كلهم، فنحن نؤمن بتلك الكلمة التي كتبها الإمام علي كرّم الله وجهه إلى واليه على مصر: (أشعِرْ قلبك المحبة للرعية واللطفَ بهم، فالناس صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق). نحن نسعى إلى تبرئة المتهم، وليس إلى اتهام البريء، وعلى الغرب – إخواننا في الإنسانية – أن يمشوا معنا في نفس الطريق، ولا نفرض عليهم ذلك فرضاً، بل نناديهم: سيروا معنا في طريق نشر الموضوعية والاحترام والاطمئنان. وهي طريق تهدف إلى ارتقاء الإنسان وسعادة الإنسان واطمئنان الإنسان. نقول لهم، للعقلاء في الغرب: اضبطوا سفهاءكم كي نضبط سفهاءنا، فإذا لم تضبطوا سفهاءكم فسيحتجّ علينا سفهاؤنا بكم، وعندما يتصرف السفهاء ويسكت العقلاء فسوف تكون الكارثة.

التعليقات

شاركنا بتعليق