إذا رأيتَه حسبتَه من ذيّاك العصر
النوراني الذي وُصِفَ بالرشد فهنيئاً له ، وإذا سمعتَه سكبت في أذنك تراتيل الهداية
وأنغام الوفاء لقيم ديننا الحنيف .
وحين سمعنا نبأ استشهاده ازددنا يقيناً به بَرَّاً مُجاهداً وقائداً وفياً فأَتبعنا
اليقين حزناً على الفراق ممزوجاً بعهد ومعاهدة على الاستمرار في خط المقاومة
والجهاد . فلا والله لا ينفع الكيان الغادر سِلمٌ ومُسَالمة ، ولا حوار ولا معاهدة
، وإنما السبيل نضالٌ بالنَّصَال ، وقِتال بالنِّبال ، ومجاهدةٌ بالقوة ، ورباط
الخيل .
أيها المجاهد الشهيد ، يا عبد العزيز ، يا ابن فلسطين ، يا وليد العزة الإسلامية :
السلام عليك منَّا حيث كنا نحن الشعوب المقهورة .
السلام على روحك الطاهرة حيث صارت وهي ـ لا شك ـ في جنان الخلد ترفرف .
السلام عليك مع الشهداء أحياءً عند ربكم ترزقون .
وأنتم يا خلفاء الشهيد في " حَمَاس " ويا أنصاره في الجِهاد والفتح والجبهة وسائر
الفصائل : عليكم فلسطين : الزموها محرِّرِين ، وقاتلوا في سبيل إعلاء كلمة الحق
فيها موحّدين ، وكونوا كأنكم بنيانٌ مرصوص في مواجهة المعتدين .
أما حكامنا العرب والمسلمون فاعتذروا يا هؤلاء إلى الله مما تفعلون فورب الكعبة إنه
غير مُجْدٍ ، بل هو تِيهٌ ولهوٌ وسوف تتأكدون ، فإسرائيل لا ترعى في كلامكم وحواركم
ومعاهداتكم إِلاً ولا ذمة ، وإن كنتم ترون غير ذلك فأرونا الذي ترون ؟! وكونوا على
يقين أن شعوبكم معكم إذ في سبيل الله تجاهدون، وهي منقادةٌ لكم إن كنتم لعزتها
بالله تسعون ، فشعوبكم ـ يا قادة ـ جِدُّ تائقةٌ إلى شميمٍ من مجد أو عبق من عزة أو
نفحة من مكانة رفيعة فأجيبوها وأغيثوها قبل فوات الأوان وتلّقي الخسران .
أيها المجاهد الشهيد الرنتيسي : حُيِّيت بالتقدير وأنت في فردوس الشهادة ، وإنا إذ
نُحيِّيك نقول : إنا على فراقك لمحزونون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون وها نحن
نَرمُقك من بعيد ولسان حالك يلهَجُ بقول الله تخاطب به الأمة : ( ولا تهنوا في
ابتغاء القوم ، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا
يرجون ) .
الدكتور محمود عكام
التعليقات