نشرت مجلة فلسطين المسلمة في عددها الصادر في شهر أيار 2004 تحت عنوان : قيادات عربية وإسلامية تتحدث عن الشهيد الرنتيسي مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان : دم طاهر أريق بيد فاجر
دم طاهر أريق بيد فاجر
إذا رأيتَه حسبتَه من ذيّاك العصر
النوراني الذي وُصِفَ بالرشد فهنيئاً له ، وإذا سمعتَه سكبت في أذنك تراتيل
الهداية وأنغام الوفاء لقيم ديننا الحنيف .
وحين سمعنا نبأ استشهاده ازددنا يقيناً به بَرَّاً مُجاهداً وقائداً وفياً
فأَتبعنا اليقين حزناً على الفراق ممزوجاً بعهد ومعاهدة على الاستمرار في خط
المقاومة والجهاد . فلا والله لا ينفع الكيان الغادر سِلمٌ ومُسَالمة ، ولا
حوار ولا معاهدة ، وإنما السبيل نضالٌ بالنَّصَال ، وقِتال بالنِّبال ،
ومجاهدةٌ بالقوة ، ورباط الخيل .
أيها المجاهد الشهيد ، يا عبد العزيز ، يا ابن فلسطين ، يا وليد العزة
الإسلامية : السلام عليك منَّا حيث كنا نحن الشعوب المقهورة .
السلام على روحك الطاهرة حيث صارت وهي ـ لا شك ـ في جنان الخلد ترفرف .
السلام عليك مع الشهداء أحياءً عند ربكم ترزقون .
وأنتم يا خلفاء الشهيد في " حَمَاس " ويا أنصاره في الجِهاد والفتح والجبهة
وسائر الفصائل : عليكم فلسطين : الزموها محرِّرِين ، وقاتلوا في سبيل إعلاء
كلمة الحق فيها موحّدين ، وكونوا كأنكم بنيانٌ مرصوص في مواجهة المعتدين .
أما حكامنا العرب والمسلمون فاعتذروا يا هؤلاء إلى الله مما تفعلون فورب الكعبة
إنه غير مُجْدٍ ، بل هو تِيهٌ ولهوٌ وسوف تتأكدون ، فإسرائيل لا ترعى في كلامكم
وحواركم ومعاهداتكم إِلاً ولا ذمة ، وإن كنتم ترون غير ذلك فأرونا الذي ترون ؟!
وكونوا على يقين أن شعوبكم معكم إذ في سبيل الله تجاهدون، وهي منقادةٌ لكم إن
كنتم لعزتها بالله تسعون ، فشعوبكم ـ يا قادة ـ جِدُّ تائقةٌ إلى شميمٍ من مجد
أو عبق من عزة أو نفحة من مكانة رفيعة فأجيبوها وأغيثوها قبل فوات الأوان
وتلّقي الخسران .
أيها المجاهد الشهيد الرنتيسي : حُيِّيت بالتقدير وأنت في فردوس الشهادة ، وإنا
إذ نُحيِّيك نقول : إنا على فراقك لمحزونون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون وها
نحن نَرمُقك من بعيد ولسان حالك يلهَجُ بقول الله تخاطب به الأمة : ( ولا تهنوا
في ابتغاء القوم ، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما
لا يرجون ) .
الدكتور محمود عكام
التعليقات