آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
اللهم أمّنا وآمنا في أوطاننا - أسرار الشرق الأوسط

اللهم أمّنا وآمنا في أوطاننا - أسرار الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة: 2006/08/01 | عدد المشاهدات: 4489

نشرت جريدة أسرار الشرق الأوسط الصادرة في دمشق بتاريخ: 1/8/2006 وفي صفحتها الأخيرة مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان اللهم أمّنا وآمنا في أوطاننا، وفيما يلي نص المقال:

اللهم أمّنا وآمنا في أوطاننا

سُئلت أكثر من مرة عن أعظم نعمة ينشُدها الإنسان، فقلت على الفور: إنها الأمان. وإن شئتَ حذف الألف فهي عندئذ الأمن، وإذ نجمعهما معاً نقول: الأمن والأمان. وما دمنا قد ذكرنا الكلمتين فلنجعل الأولى "الأمن" للداخل والقلب، ولنجعل الثانية "الأمان" للظاهر والجسد والحركة. وما سائر النعم إلا تابعات لهاتين، وأسماء أخرى لهما, فهل تصدقون ؟!

تعالوا إلى الصحة والعافية لنراهما في النهاية أماناً للجسد، وكذلك إذ نأتي على ذكر نعمة "الإيمان" فما هي إلا الأمن والاطمئنان للداخل والقلب. فإن طلبتَ إليّ الصلة بين المال والولد، وهما نعمتان، وبين الأمن والأمان، قلت: وهل يُطلب المال ويُحرَص على الولد إلا من أجل أمن الإنسان وأمانه، فالمال في خدمة الجسد ليبقى في أمان، والولد في خدمة القلب لتقرّ عين من أنجب ومن ولد.

ولا تحدثني يا هذا عما يقابل الأمن والأمان، فالحديث عنها – بحد ذاته – يؤلمني، ومنْ منَ الناس الأسوياء منْ يرغب في ذكر الخوف والاضطراب والرعب، فاللهم أبعد عنّا ما ينافي الأمن والأمان، وقرّب منّا وإلينا ما يجلب الاستقرار والاطمئنان.

وما كتبتُ هذا إلا لأطلب إلى الصالحين من بني وطني أن لا ينسوا حين يدعون ربهم في صلواتهم وخلواتهم دعاء كنت أسمعه من شيوخنا ومعلمينا وهم على المنابر وفي القنوت: (اللهم آمنا وأمنا في أوطاننا).

فالوضع خطير والعدو شرس وحقير، وكثير من أبناء بلادنا ابتعدوا عن مراكز دينهم القويم.

وأفظع غاية يسعى عدونا اللدود إلى إنجازها زعزعة فيما بيننا، وفوضى تحكم معاشنا وحياتنا، وقسوة من بعضنا تجاه بعضنا، فقد أبى الغادر إلا أن يعتاش على فرقتنا وتفرقنا وضياعنا وتيهنا، فهل نحن مستوعبون ؟! أم إننا عن مخططاته غافلون، استيقظوا وقولوا: اللهم ردّ كيد العدو في نحره وألف بين قلوبنا، واحفظ علينا بلادنا وأمنا وآمنا في أوطاننا وهيئ لنا ولحكامنا ولشعوبنا من أمرنا وأمرهم رشداً.

الدكتور محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق