آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


مـــــــــؤتمرات

   
كلمة حفلة الإسراء والمعراج

كلمة حفلة الإسراء والمعراج

تاريخ الإضافة: 2006/08/19 | عدد المشاهدات: 3575

برعاية  الدكتور تامر الحجة محافظ حلب وبحضور الدكتور الشيخ محمود عكام أقامت مديرية الأوقاف احتفالا دينيا كبيرا بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج حضره سماحة مفتي حلب والسيد مدير الأوقاف وعدد من المسؤولين وجمهور كبير من الإخوة المؤمنين، وذلك في الجامع الأموي الكبير بحلب.

وقد ألقى كلمة الاحتفال فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام، تحدث فيها عن أبعاد هذه الذكرى وآثارها.

نص الكلمة

تتميز ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام بانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان، والمقاومة الإسلامية في لبنان مقاومة إسلامية عربية لبنانية سورية شريفة ينتمي إليها كل الشرفاء في العالم.

من كان معها دلل على عروبته وإسلامه وفهمه وشرفه، ومن جانبها وجافاها فقد أخطأ الطريق وضل السبيل.

قد لا يسمي بعضنا هذا الذي حدث انتصاراً، لكننا متفقون على أن الكيان الغاصب والعدو الإسرائيلي قد هزم، وهزيمته واضحة جلية لذي عينين.

لا أريد أيها الإخوة أن استعرض معكم ما حصل، فقد شاهدتم بأم أعينكم النصر الرائع الجميل، شاهدتم بأم أعينكم بل شاركتم وأنتم تستقبلون إخوتكم المهاجرين أو المهجَّرين من لبنان، وقد وقفت سورية فعلاً وقفة شرف وأخوة وعطاء، وقفة ثبات مع إخواننا في لبنان. واست ودعمت واحتضنت وشجعت وباركت وبذلك كان النصر في لبنان نصرَنا، وكانت الرفعة التي أصابت إخوتنا في لبنان رفعتنا أيضاً.

فاللهم أسألك أن تزيدنا نصراً بعد نصر ورفعة بعد رفعة. نسألك أن توفق بلادنا من أجل أن تكون مقاومة لكل طغيان وشر وإثم وبغي، وأن تثبتها على المواقف المشرفة حيال قضايا أمتنا.

لا أريد أن أجعل من كلمتي في مناسبة الإسراء والمعراج حديثاً عما حصل فيما يخص المقاومة والانتصار، ولكنني سأتحدث باختصار عن معجزة الإسراء والمعراج، خاصة وأننا في حضرة شاهد هو سيدنا زكريا عليه السلام، فلقد صلى به وبغيره من الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم أسري به من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ثم عرج به من هناك إلى السموات العلى.

أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه                   والرسل في المسجد الأقصى على قدم

صلى وراءك منهم كل ذي خطر                   ومن يفز برسول الله يأتمم

الإسراء والمعراج باختصار رحلة إعجازية كانت للنبي من رب العزة تكرمة ورفعة وهدية ثمينة غالية.

رأيت لهذه المعجزة خمسة أبعاد، ونأمل من الذكريات أن نحصد عِبَرها وآثارها، وإلا فلا نريد أن نعيش مع الذكرى عيشة الإنسان المردد لحوادث من دون أن يعتبر أو يستفيد. هذه المعجزة وجدت فيها خمسة أبعاد.

البعد الأول: البعد الرباني.

هذا البعد لمحته وقرأته من خلال عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات العلى، ومن خلال فرض الصلاة في هذه الليلة وهذه الرحلة وهذا المعراج.

فربنا فرض الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الليلة، وهذا يدل على أنه يجب أن يكون في كل أفعالنا بُعد رباني.

أنت تصلي... عليك أن تجعل نيتك وأنت تصلي لربك.

أنت تعمل لبلدك. عليك أن تجعل نيتك وأنت تعمل لبلدك بوفاء خالصة لوجه الله، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه.

هذا البعد الرباني ينبغي ألا يغيب عن بالنا ونحن نقوم بكل أعمالنا، سواء أكانت أعمالنا عبادية صرفة، أم عملاً نحوله من خلال النية إلى عبادة.

البعد الثاني: البعد الاطمئناني.

قرأت في الترمذي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به، فاستصعب عليه، أي نفر، فهمس جبريل في أذنه وقال: أبمحمد تفعل ذلك، فما ركبك أحد أكرم على الله منه.

البعد الثالث: البعد الجغرافي المقدس.

فالقدس تشكل مع مكة محوراً حضارياً، فالشام جغرافية مقدسة، وفي الحديث: (ألا وإن عقر دار المؤمنين الشام). و (إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام).

البعد الرابع: البعد التصديقي.

نحن أمة مسلمة ينبغي أن نصدق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطريق صحيحة، فقد جاءت ثلة من الكفار بعد الرحلة إلى أبي بكر وقالوا له: اسمع ما يقول محمد. يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم عاد إلى مكة، في ليلة واحدة. فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قالها فقد صدق. وإني لأصدق على أبعد من ذلك، إني لأصدقه على أبعد من ذلك. ومن يومها سمي أبو بكر بالصديق.

البعد الخامس: البعد التاريخي الإنساني.

فالأنبياء جميعاً من منبت واحد، من دوحة واحدة، لذلك نحن لا نفرق بين أحد من رسل الله، ونحن نصلي على كل الأنبياء ونقول لهم جميعاً: الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله جميعاً.

ولذلك أريد أن نلتقي مع أتباع الأنبياء جميعاً في كل مكان على أساس من تقدير وعلى أساس من احترام، على أساس من إيمان بكل الأنبياء: ﴿لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

التاريخ محضن الفكر الإنساني ومختبره، وعليك أن تقرأ التاريخ من أجل أن تختار، فحروف التاريخ هي نفسها حروف الاختيار، وهناك في التاريخ مساران اثنان، فهل تريد أيها الإنسان أن تُنسب إلى المسار الذي يقف على رأسه محمد وموسى وعيسى والأنبياء جميعاً عليهم صلوات الله، أم إلى مسار من قاتل هؤلاء وحاربهم ؟

ولا شك في الإنسان العاقل سيختار المسار الأول، فما علينا إلا أن ننتسب لمسار الأنبياء عليهم السلام، وهذا المسار هو الذي ارتضيناه لنا نحن الذين نقول آمنا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً.

قد نخطئ في التصرفات والأفعال لكننا أبداً لا نخطئ في التصورات والاعتقاد، نحن نسأل الله عز وجل أن يعصمنا في تصوراتنا وأن يعصمنا في اعتقاداتنا وأن يعصمنا في انتماءاتنا الداخلية الإيمانية التي تقبع في قلوبنا وصدورنا، هذه هي أبعاد هذه المعجزة، وأقول في النهاية: بورك عمل كل أولئك الذين يسعون من أجل رفعة كلمة الله عز وجل وأسأل الله لهم نصراً مؤزراً، أسألك يا الله أن ترد إلينا أقصانا وأن ترد إلينا جولاننا وأن ترد إلينا لبناننا، وأبداً لن ننسى أولئك المثبطين الذين يدندنون حول الشر ويقعون أحياناً في بؤر الشر لن نتكلم عن هؤلاء لأننا نريد أن نهملهم.

أنزه الذم عنهم لست أذكرهم                    أخاف أن يكبروا فيه ويشتهروا

وكل عام وأنتم بخير.

التعليقات

منعم عباس

تاريخ :2007/07/22

لس تعليقا انما هو رجاء ارجو الاكثار من المواضيع ذات الصله بالمناسبات الاسلاميه لتكون مرجع لنا نحن الخطباء

شاركنا بتعليق