آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
حدود علاقة المسلمين بغير هم من أهل الكتاب

حدود علاقة المسلمين بغير هم من أهل الكتاب

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3919
ما حدود علاقة المسلمين بغير المسلمين (أهل الكتاب) في المجتمع المسلم، وما مقتضيات هذه العلاقة على أرض الواقع من أحكام ومعاملات ?‏


  الإجـابة
علاقة المسلمين بغيرهم في المجتمع الإسلامي علاقة تعارف وتعاون وبر وعدل، يقول الله تعالى في التعارف المفضي إلى التعاون: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)‏ الحجرات. ويقول جل شأنه في الوصاية بهم بالبر والعدل‏: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)‏ الممتحنة. ومن مقتضيات هذه العلاقة تبادل المصالح واطراء المنافع وتقوية الصِّلات الإنسانية, وهذا المعنى لا يدخل في نطاق النهي عن موالاة الكافرين إذ أن النهي عن موالاة الكافرين يقصد به النهي عن مناصرتهم ضد المسلمين, كما يقصد به النهي عن الرضى بما هم فيه من كفر، أما الموالاة بمعنى المسالمة والمعاشرة الجميلة والمعاملة بالحسنى وتبادل المصالح والتعاون على البر والتقوى فهذا مما دعا إليه الإسلام.‏ ولهذا قرر الدين الحنيف المساواة بين المسلمين وأهل الكتاب في المجتمع الإسلامي فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وكفل لهم حريتهم الدينية فيما يأتي:‏ 1- عدم إكراه أحد منهم على ترك دينه, يقول تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة. 2- من حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائر دينهم فلا تهدم لهم كنيسة ولا يكسر لهم صليب, يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "اتركوهم وما يدينون" بل من حق زوجة المسلم اليهودية أو النصرانية أن تذهب إلى الكنيسة أو إلى المعبد ولا يحق لزوجها المسلم منعها. 3- أباح لهم الإسلام ما أباحه لهم دينهم من الطعام والشراب فلا يقتل لهم خنزير ولا تراق لهم خمر ما دام ذلك جائزاً عندهم. 4- حمى الإسلام كرامتهم وصان لهم حقوقهم وجعل لهم الحرية في الجدل والمناقشة في حدود المنطق والعقل مع التزام الأدب معهم والبعد عن الخشونة والعنف قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) العنكبوت. 5- أحلَّ الإسلام طعامهم والأكل من ذبائحهم والتزوج من نسائهم, كما ندب إلى زيارتهم وعيادة مرضاهم وتقديم الهدايا لهم ومبادلتهم البيع والشراء ونحو ذلك من المعاملات. والسيرة النبوية الشريفة حافلة بالحوادث والوقائع الدالة والمؤيدة لذلك. فما أعظم الإسلام ديناً يجمع الناس في ساحة الخير والفضيلة والأمان والسلام, ويعطى بعدل وأمانة كل ذي حقٍّ حقه.

التعليقات

شاركنا بتعليق