ما عهدت الصائمين هكذا ، يقولها رمضان عام 1426 ويتابع ، بل عهدي بالمسلمين الصائمين أن يكونوا متقين ، والتقوى تعاون وائتلاف ، وعبادة مع إخلاص ، وعمل يُتوِّجه إحسان ، التقوى - يا أيّها الصائمون - حال وواقع وليست كلاماَ وشكليات .
لماذا تنتسبون إليّ ادعاءً وظاهراً وفي سلوككم لي تتنكرون ؟!
فكّروا ولو مرّة يا سادة أن توازنوا بين صيامكم وصيام من سلف من رجالاتكم العظماء فستجدون الهوّة سحيقة والفرق كبيراً . لقد صاموا عن الضياع والفساد والذل والكسل والهوان ، وصمتم عن الجدّ والعمل والسعي والإتقان فهل ثمة مقارنة ؟!
الصيام لديهم مدرسة وهو عندكم ملهاة ، والصيام في تصورهم معركة بين الإنسان ونزعاته وينتصر في النهاية الخير على الزيغ ، أمّا صيامكم فصراع غير متكافئ بين البطن الشديد وشهواته العارمة وبين الروح الواهية وتطلعاتها المتعبة ، والمنتصر - ابتداءً - معروف ومكشوف .
أيّها الصائمون استحضروا - من أجل التوبة من صيامٍ كرنفالي لا يقدّم ولا يُؤخّر- قيمَ رمضان القرآن الكريم وفضائل رمضان النبي العظيم ، واذكروا باستمرار : الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وكذلك المواساة والتعاون والحب ، ومع ذلك كله الامتناع عن الرذائل كلها صغيرها وكبيرها ، والإقبال على الخيرات جلّها ولا سيّما حسنة الدنيا التي أهملتموها فصرتم جراء ذلك طفيليين في جسم الأمة الإنسانية .
وعلى كلٍّ فأنا أبشركم بقبول التوبة وسرعة استجابة ربي وربكم إن صدقتم الدعاء وأحسنتم العمل وسددتم القول وإذ تفعلون ذلك فلن أقول إلا بشراكم بدلاً من يا ويحكم .
د. محمود عكام
1 رمضان 1426
التعليقات