مُلئتَ فضلاً وبركة وخيراً
يا رمضان ، وقد هيّأك الله لذلك ، ويا فرحة المغتنم .
أما كيف هيّأك ربي؟ وكيف كنت فرصة ؟ فإليكم أيها الصائمون :
1- لقد عزل الله عنكم عزلاً تاماً الوسواس والموسوسين . فقد قال صلى الله عليه
وآله وسلم كما عند الترمذي : " إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين
ومردة الجن ، وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب ، وفُتحت أبواب الجنة فلم
يُغلق منها باب ، وينادي منادٍ كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر
أقصر . ولله عتقاء من النار كل ليلة " .
2- الكرم الإلهي ، والعطاء الرباني المضاعف في رمضان ، فحدِّث ولا حرج . واذكر
معي قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما روى البخاري : " من صام يوماً في سبيل
الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً " .
3- أتاح لك أيها الصائم على سبيل التكليف الخفيف قيام رمضان ، ليعطيك عليه
الثواب العظيم الكبير ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من قام
رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " ، وعنه أنه صلى الله عليه
وآله وسلم قال : " إن الله فرض صيام رمضان ، وسننتُ لكم قيامه ، فمن صامه وقامه
إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .
فكن أيها الصائم على مستوى هذه الفرصة ، وتلك التهيئة ، وذلك بتنفيذ الشروط
التكليفية التي جاءت على لسان المبلِّغ الصادق محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ
قال : " إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب ، فإن امرؤ شاتمه أو
قاتله فليقل : إني صائم " .
وقال : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
" .
فإذا كنت كذلك فقد اغتنمت الفرصة أيما اغتنام ، وأعطيتَ رمضان حقه ، فلك على
ذلك : باب في الجنة اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أُغلق
فلا يدخل منه أحد ، ولك دعوة مستجابة مقبولة لا تُردّ ، فالرسول صلى الله عليه
وآله وسلم قال : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ،
ودعوة المظلوم " .
فهيا أخي الصائم إلى العمل المأجور والسعي المبرور في فرصة لا نظير لها بقية
الشهور ، وارفع يديك معي لنقول : اللهم تقبل منا ما كان صالحاً ، وأصلح منا ما
كان فاسداً ، وأصلحنا ظاهراً وباطناً . اللهم انصرنا على القوم الكافرين ،
وانصر إخوتنا المجاهدين في فلسطين وفي كل بقاع الدنيا يا أرحم الراحمين.
د. محمود عكام
1/9/1423
التعليقات