آخر تحديث: السبت 02 تشرين الثاني 2024      
تابعنا على :  

خطبة الجمعة

   
خطبة عيد الفطر : وصايا رمضان

خطبة عيد الفطر : وصايا رمضان

تاريخ الإضافة: 2003/11/25 | عدد المشاهدات: 5485

الله اكبر ، الله اكبر ، الله أكبر
الله اكبر ، الله اكبر ، الله أكبر
الله اكبر ، الله اكبر ، الله أكبر
أما بعد ، أيها الأخوة الصائمون القائمون ، أي من تُقُبِّل منهم - إن شاء الله - صيامهم وقيامهم : أدعو الله عز وجل أن يجعلنا جميعاً ممن ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وأيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وأيضا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " وإني لأتخيل رمضان قائلاً لنا وقد ودعنا وكأني أرمقه من بعيد يقول بلسان حاله : يا من صمتم وقمتم أوصيكم : أما الصيام فلا تتركوه ، ولو أن يصوم الواحد منا في الشهر يوماً ، في الشهرين يوماً ، لأن عبادة الصيام تُنَظِّف السر ، أما وإنها عبادة سرية لذلك يا حبذا لو أننا حافظنا على الصيام ولو صمنا يوماً في الشهر ، رمضان يقول لنا بلسان حاله : أما الصيام فلا تتركوه ، وأما الصوم - وكما قلت لكم يختلف الصوم عن الصيام فالصوم امتناع عن المفطرات المعنوية أما الصيام فامتناع عن المفطرات الحسية - أما الصوم فحافظوا عليه باستمرار ، علينا أن نصوم صوماً عن المفطرات المعنوية كل أيام السنة ، أما الصيام فلا تتركوه ، وأما الصوم فحافظوا عليه ، ويتابع رمضان وصيته فيقول : وأما القيام فلا تدعوه ، ولا تكونوا قوامين في رمضان غير قوامين في غيره ، رمضان يوصينا بلسان حاله أما القيام فلا تدعوه . لو أنني سألت كل واحد منا : أَمَا وجدت حلاوة في القيام ؟! أعتقد أنه سيقول : بلى ، وجدت حلاوة في القيام . إذاً لماذا تعدل عن تلك الحلاوة وأنت تستطيع تحصيلها بعد رمضان حتى وإن لم تكن بمستوى رمضان لكنك تستطيع تحصيل ما يشابهها أو ما يماثلها أو ما يقاربها ، أما القيام فلا تتركوه أيضاً ، ويتابع رمضان فيقول : أما القرآن فلا تهجروه ، القرآن الذي أنزله الله في رمضان فلا تهجروه ، يا أهل القرآن ، يا أمة الإسلام ولو أن يتخذ كل منا في اليوم ورداً مستمراً محافظاً عليه ، فليقرأ على الأقل صفحة ولو نصف صفحة ، المهم يا شبابنا ، يا أيها الناس ، يا أيها المسلمون ، أما القرآن فلا تهجروه اقرؤوه ، علموه أولادكم ، علموه بناتكم ، علموه تلاميذكم ، فورب الكعبة إنه سر نجاحنا إن نشدنا النجاح ، فورب الكعبة إنه سرُّ صلاحنا إن رمنا الصلاح ، فورب الكعبة إنه حقيقة تقدُّمنا وفلاحنا إن أردنا الفلاح . أيها الأخوة : القرآنَ القرآن ، أما القرآن فلا تهجروه ، ويتابع رمضان : أما الجهاد فلا تقعدوا عنه ، وكل منا يستطيع أن يجاهد وذلك واضح جداً ، أما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا " ألم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا ! فلنعاون أولئك الذين يدافعون عن حقهم أولئك الذين يدافعون عن أرضهم ، أولئك الذين يدافعون عن دينهم ، أولئك الذين يريدون أن ينالوا حقهم غير مزيد ولا ناقص ، أولئك الذين يطردون العدو الغاشم الظالم الآثم ، أولئك الذين يرفعون عنا الإثم الذي يمكن أن يقع علينا جميعاً لو لم يقم هؤلاء رحمهم الله وجزاهم الله خيراً ، وأما روح الجهاد فلا تقعدوا عنها ، ولنعش حالة الجهاد من خلال دعائنا إلى ربنا بأن ينصر المسلمين ، لا تنسَ أن تدعو للمسلمين في كل بقاع الأرض بالنصر ، ادعُ لإخوانك في فلسطين ، في العراق ، في أفغانستان ، في كل مكان ، أن ينصرهم الله على أعدائهم نصراً موزراً ، أما الجهاد فلا تقعدوا عنه ، وأما الدعاء فلا تنسوه ، ما أجمل أن يكون لكل واحد منا في كل يوم خلوة ولو بسيطة يدعو فيها ربه ليقول لربه ما يعتلج بداخله ، يناجيه ، يبتهل إليه ، يقول : يا رب ! فرج عن المسلمين ، يا رب ! فرج عنا ، يا رب اجعلنا من عبيدك الذين يتبعون نبيك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في القول والفعل والحال والخلق ، يا رب نفِّث كروب المسلمين ، يا رب نفث عن المسلمين ، يا رب نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى . كنت أفكر - أيها الأخوة - وأنا صغير ولازلت أفكر في دعاءٍ جامعٍ مانع وإذ بي أقع على حديث المصطفى صلى الله عليه وآله يقول فيه هذا الذي قلت : " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " يا شبابنا ، يا طلابنا ، يا أبنائنا ، يا ضباطنا : ادعوا ربكم وقولوا له : " اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " ما أجملك يا ابن وطني حينما تكون تقياً ، حينما تكون مهدياً ، حينما تكون عفيفاً ، حينما تكون تقياً ، حينما تكون غنياً . وهناك أدعية كثيرة واردة عن حبيبنا وسيدنا وقرة عيوننا ومصطفانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ادعوا الله عز وجل بها ، أما سمعتم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً حين كان يدعو ويقول : " يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، يا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المَنِّ ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها ، يا ربنا يا مولانا يا غاية رغبتنا نسألك أن لا تشوي خلقنا بالنار " وأما الدعاء فلا تنسوه ، وأخيراً : وأما التعاون فيما بينكم فاحرصوا عليه وزيدوا فيه وكونوا يا أخوتي متكاتفين متضامنين متباذلين ، فالذي فكر في أخيه في رمضان عليه أن لا ينقطع تفكيره فيه بعد رمضان ، والذي عبد ربه بالزكاة في رمضان فأخرج زكاة ماله فعليه أن يتابع الصدقات في رمضان ، وأما التعاون فكونوا جميعاً متعاونين فليُنظِر الغني الفقير ، وليُنظِر العالم الجاهل ، ولينظر القوي الضعيف ، ولينظر المقتدر العاجز ، كلنا متحابون متباذلون متعاونون متضامنون وحينها فطوبى لنا . أو ما سمعتم قول الله عز وجل في الحديث القدسي ينادي يوم القيامة فيقول : " أين المتحابون فيَّ ، أين المتباذلون فيَّ ، أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " نسأل الله أن يجعلنا في ظله .
أخيراً : أدعو الله عز وجل بشكل خاص لوطننا من أجل أن يحفظه الله ، لشعبنا من أجل أن يجعله مسلماً صادقاً ، من أجل أن يرده إلى دينه رداً جميلاً ، أدعو إلى عوائلنا الذي غاب واحد منها أن يرده الله عز وجل ، أدعو لعوائلنا الذي سجن واحد منها ولا سيما إذا كان السجين عمودها ، أدعو الله عز وجل إذا كان سجيناً بغير حق أن يرده الله عز وجل إلى أهله ، إننا نقول لكل أبناء هذا الوطن ، للمسؤولين فيه ، ولغير المسؤولين : هيا فلنكن رحماء فيما بيننا ، أيها القائمون على الأمور : أطلقوا سراح من أنهكته الأيام ، من أصبح الآن لا يعرف إلا الجدران ولم يستطيع أن يتعرف على الشمس لأن الشمس غابت عنه كثيراً ، أطلقوه وأعيدوا أولئك الذين يريدون أن يعودوا ، لأننا نريد أن نكون متماسكين متعاونين ، لأننا نريد أن ندافع عن أوطاننا أمام شرذمة تريد الاعتداء على أوطاننا . اللهم لا تدع في هذه الساعة المباركة مريضاً إلا شفيته ، ولا مبتلاً إلا عافيته ، ولا مظلوماً إلا نصرته ، ولا ظالماً إلا قصمته ، اللهم بحق صيام من صام وتقبلت صيامه لا تدع سجيناً بغير حق إلا فرَّجت عنه ، ولا تدع غائباً إلا إلى أهله رددته ، اللهم إنا نستودعك كلامنا ونستودعك يا رب صلاتنا وصياما ، اجعلنا من عتقائك من النار ، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان . أقول هذا القول واستغفر الله .
 

التعليقات

شاركنا بتعليق