الأم مدرسة تلقِّن
أبناءها كلَّ دروس الفضيلة ، والأم واحة فَيْحاء يلوذُ بها الأبناء كُلَّما لفحهم
هجير الحياة ، والأم ينبوعٌ يسقي وارديه الماء العذب السلسبيل الفرات ، والأم تربة
طَهور لا تنبت إلا الثمر اليانع ليقدم للأبناء غذاء فيها كل الشفاء ، الأم شمسٌ
ترسل أشعَّتها إلى أبنائها لتنعش كل خلايا الوفاء والعَطاء ، الأم مساحةٌ كبرى قي
رقعة المساحة العظمى للرحمة الآتية من السماء ، ولأننا شبَّهنا الوطن بالأم أحببنا
الوطن ، وها نحن نتعلَّق بالأرض لأنها تُقاسُ على الأم .
فيا كلّ أمٍ في وطني الغالي حسبُكِ فخراً أن الجنة عند أقدامك ، وكفاك شرفاً أنك
أحقُّ الناس بحسن صحابتي مرة ومرتين وثلاثاً .
يا أم الشهيد في فلسطين طِبتِ حاملةً قيمة القيم وراعيتها .
يا أم المقاوم في كل شبرٍ من أراضينا المحتلة ، دمتِ الداعمةَ والحاضنة لمقاومةٍ
عادلة ضد الغزاة والآثمين .
في يوم عيدِك أيتها الأم يقف الأبناء إجلالاً وكذلك الآباء لأنهم – في النتيجة -
أبناء ، فجمال البُنوّة من بعض عطاءات الأمومة ، ورونق الأبوة تضيئه الأمومة .
أَأذكرُ يا أيتها الأمُ ما جاء في القرآن الكريم عنك ، فهو – والله – وفيرٌ !
أم أذكر ما تعلق من كلام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بك ، فهو- وأيم الحق –
كثيرٌ .
أم أعرض أشعاراً استلهم قائلوها معاني الرحمة والحنان واللطف منك ، فهي عَصِيَّةٌ
عن الإحصاء .
يا أمَّ كلِّ إنسان وعى جزيتِ خيراً عن وعيه ، ويا أمَّ كل إنسان سعى أعطيتِ أجراً
عن سعيه ، ويا أمَّ كلِّ إنسان التزم الخير منحتِ ثواباً عن التزامه .
السلام عليكِ يا أم ، وألف تحية لك ، ومباركٌ عيدك ، والله العظيم نسأل أن يرعاك
حضناً دافئاً وموئلاً حانياً ، ومرجعاً ودوداً .
وها نحن أولاء نردد ما جاء في كتاب ربنا الحكيم على لسان سيدنا عيسى عليه الصلاة
والسلام : ( وبَرَّاً بوالدتي ولم يجعلني جباراً
شقياً ) الدكتور محمود عكام
د. محمود عكام
21 آذار 2004
التعليقات