آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
التلفزيون السوري يسأل الدكتور عكام عن ليلة القدر وزكاة الفطر

التلفزيون السوري يسأل الدكتور عكام عن ليلة القدر وزكاة الفطر

تاريخ الإضافة: 2007/10/04 | عدد المشاهدات: 3066

بمناسبة ليلة القدر، والعشر الأخير من رمضان، التقى التلفزيون السوري- قناة حلب، بتاريخ: 22 رمضان 1428 هـ الموافق: 4/10/2007م الدكتور الشيخ محمود عكام، وسأله عن هذه الليلة الفضيلة، وعن الأعمال التي يقوم بهاالمسلم في هذه الليلة المباركة، وعن زكاة الفطر، وقيمتها ومصارفها... وفيما يلي نص اللقاء:

 التلفزيون السوري: اسمحوا لي بداية أن أرحب بضيفي سماحة الشيخ الدكتور محمود عكام، مفتي حلب. أهلاً ومرحباً بكم سماحة الشيخ.

الدكتور عكام: وأهلاً وسهلاً بكم، وأسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، ومن عتقاء شهر رمضان.

التلفزيون السوري: سماحة الشيخ، كنا قد عشنا أيام الرحمة وأيام المغفرة، وها نحن نعيش الآن أيام العتق من النار، ماذا عن أيام العشر الأواخر من رمضان، وكيف نستطيع أن نقضيها ؟

الدكتور عكام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

رمضان الآن كما يقال في أيامه الأخيرة، وأيامه الأخيرة هي أيام الزبدة، وأيامه الأخيرة هي أيام المغفرة، وعلى من كان مقصراً في أيامه الأولى أن يتدارك في أيامه الأخيرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شدَّ المئزر، وأيقظ أهله، وجدّ في العبادة) فالعبرة بالخواتيم، وختام شهر رمضان هي هذه العشر الأواخر، فمن كان مُقصّراً فليتدارك، لأن في هذه الأيام ليلة هي خير من ألف شهر، ولأن هذه الأيام هي أيام العتق من النار، ولأن هذه الأيام هي أيام استقبال يوم الجائزة، وهو يوم العيد. فنحن اليوم تفصلنا عن يوم الجائزة عدة أيام، فيوم العيد هو يوم القَبول، ومن كان في يوم العيد مقبولاً فطوبى، ومن لم يكن في يوم العيد مقبولاً عند ذلك يكون قد أضاع فرصة من أكبر الفرص التي أتاحها ربي عز وجل لهذا الإنسان، كذلك أتمنى وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا في هذه العشر الأواخر من رمضان من أجل أن نتدارك ما فاتنا.

التلفزيون السوري: سماحة الشيخ ذكرت أن هناك من قصَّر في الأيام السابقة فكيف يستطيع أن يدرك هذا التقصير ؟ فالصيام هو صيام، والصلاة هي صلاة، فكيف يكون التدارك ؟

الدكتور عكام: يجب أن تكون هنالك عملية تعويض، فمن كان منا مقصراً في صيامه، فمن كان صائماً صياماً فقط، أي ممسكاً عن المفطرات الحسية، ولم يمسك عن المفطرات المعنوية، التي هي الغيبة والنميمة وسواها، والكذب والخيانة وشهادة الزور، عليه أن يتدارك الآن ليعلن توبةً إلى ربه عز وجل في أن يمسك عن المفطرات المعنوية، عن الكذب والخيانة... حتى يجمع بين الصيام الذي هو إمساك عن المفطرات الحسية وبين الصوم الذي هو إمساك عن المفطرات المعنوية، عن الآثام، عن الخطايا. فعليه أن يجعل هذه الأيام القليلة الباقية صياماً وصوماً، فمن صام في هذه الأيام الباقية صياماً وصوماً، وقبل الله عز وجل منه صيامَ وصومَ يوم، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين جهنم سبعين خريفاً) أو بينه وبين النار كما باعد بين المشرق والمغرب بروايات مختلفة. المهم أنني في هذه الأيام عليَّ أن أتدارك ما فات لأكثِّر وأزيد في الرصيد، والآن أمامنا فرصةٌ لزيادة الرصيد، أي رصيد الطاعات والعبادات، حتى يكون هذا الرصيد داعماً لأيام السنة كلها، هذه الفرصة الآن فرصة ربح كما يعتبر التجار الآن بأن هذه الأيام هي أيام ربح، وأيام تجميع للأموال التي سينفقونها أثناء السنة، فنحن علينا أن نُكثِّر وأن نزيد في الرصيد لأننا سنصرف، وللأسف الشديد، في الأيام القادمة من هذا الرصيد، فحتى يكون هنالك شيءٌ يغطي على ما سنصرفه فيما بعد رمضان. هذه فُرص، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (بَعُدَ من أدرك رمضان ولم يغفر له) لماذا ؟! لأن رمضان فرصة، فإذا لم يغتنم الإنسان الفرصة التي جاءته في رمضان فكيف لهذا الإنسان أن يغتنم أو أن يكون خيِّراً في أوقاتٍ ليست فرصاً كفرص رمضان ؟

لذلك أتمنى من نفسي ومن المسلمين ومن كل المواطنين أن يتداركوا في العشر الأواخر من رمضان ما كانوا قد قصروا حياله في الأيام السابقة، وإذا لم يكونوا قد قصروا فعليهم أن يملؤوا ويستزيدوا ويجمعوا ويكثروا من جمع الحسنات، لأن هذه الحسنات ستكون رصيداً يحتاجون إليه في الأيام القادمة، وبعد رمضان.

التلفزيون السوري: سماحة الشيخ، ذكرت في الحديث عن ليلة القدر التي هي في العشر الأواخر من شهر رمضان. دعنا نتوقف عند هذه الليلة فنتحدث عن معانيها ودلالاتها وكيف نستطيع أن نتوقف عندها ؟

الدكتور عكام: أريد أن أتحدث عن هذه الليلة من خلال ثلاثة محاور:

المحور الأول: لماذا سميت هذه الليلة بـ (ليلة القدر) ؟

فالقَدْر هنا، إما من التقدير، وإما من الشرف والمنزلة. وأنا أقول بأن ليلة القدر من التقدير، فهذه ليلة قَدَّر الله عز وجل أن يكون للإنسان كتاب، ولذلك أنزل الله فيها القرآن الكريم، وهذا الكتاب بالنسبة للإنسان يهديه للتي هي أقوم، وهذا الكتاب فيه وصف الإنسان ووظيفته وغايته. وهذا الكتاب نزل في ليلة قدّر الله فيها أن يكون لك هذا الكتاب، الذي إن تركته ستكون ضالاً، لأن الإنسان بحاجة لهذا الكتاب.

ولطالما ضربت لذلك مثال (الكاتالوك)، أي الدليل الذي يُعطى مع الآلة. فحينما تشتري آلة فإنك تُعطى معها دليلاً، فهذا الدليل يبين وصف الآلة وكيفية تشغيلها وغاية هذه الآلة.

فأنت أيها الإنسان آلة من نوع راقٍ جداً جداً، وبحاجة إلى دليل، والدليل عادة بالنسبة للآلة يكتبه الصانع والمعمل، فهنا الله عز وجل هو الذي صنعك، وهو الذي خلقك، ولله المثل الأعلى، هو الذي أرسل معك دليلاً، وأرسل مندوبه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل معه دليلاً لهذا الإنسان، وقال لهذا الإنسان عبر المندوب: يا إنسان، هذا الكتاب فيه وصفك، وفيه وظيفتك، كيف تُشغِّل نفسك، وفيه غايتك، أي لماذا خُلقت ؟ فأنت خُلقتَ من أجل العبادة، وقد قال الله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ فليلة القدر ليلة قدَّر الله عز وجل فيها أن يكون للإنسان كتاب يهديه، هو بمثابة الدليل، وهذا الدليل من أجل أن يَرى الإنسان فيه وظيفته ووصفه وغايته، هذا هو المحور الأول.

المحور الثاني: أقول للإنسان: لُخِّص زمنُك فكان رمضان، ولخص رمضان فكان العشر الأواخر، ولخصت العشر الأواخر فكانت ليلة القدر، ولذلك قال النبي في الحديث الصحيح في هذه الليلة: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) وفي الحديث الآخر: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر: (شدَّ المئزر، وأيقظ أهله، وجَدَّ في العبادة). لُخصت العشر الأواخر فكانت ليلة القدر، ولذلك علينا أن نهتم بليلة القدر لأنها ملخص العمر في النهاية.

التلفزيون السوري: ولكن كيف يكون الطريق الصحيح من أجل الاهتمام بهذه الليلة وفق ما ذكر في الآية الكريمة ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ وأيضاً ﴿تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام. هي حتى مطلع الفجر﴾ ؟ ما المقصود بالآية حتى يستطيع الأخ المشاهد الآن أن يقوم هذه الليلة ؟

الدكتور عكام: لطالما سُئلت هذا السؤال وأقول في الجواب:

أولاً: في هذه الليلة نزل القرآن الكريم، فعليَّ أن أخصص هذه الليلة للاطّلاع على القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي يبين وصفي ووظيفتي، وعليَّ أن أخصص هذه الليلة من أجل أن أسترجع القرآن الكريم، وأن أقلبه وأنظر صفحاته وأنظر آياته وأنظر اللهَ الذي قال هذا الكلام، وأنزله وبلغه محمداً صلى الله عليه  وسلم، وأنظر علاقتي مع قائل هذا الكلام، فهذا الكلام تنزيل من حكيم عليم، وعليم خبير. فعليَّ أن أحيي هذه الليلة من خلال معايشتي للقرآن الكريم، وكأنني بصيغة عقد، لذلك أتمنى أن يعيش الإنسان مع القرآن الكريم كما يعيش هذا الإنسان المتعاقد مع شركة عالمية، لأنك في ليلة القدر ستتعاقد مع ربك عز وجل، على الأقل لسنة قادمة، وعلى الأقل لسنة ماضية، فعليك أن توقع على العقد من خلال دفتر الشروط، ودفتر الشروط هنا هو القرآن الكريم، فالله عز وجل يقول لك في القرآن الكريم: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم﴾ قرأت هذه الآية فهل وافقت ؟ نعم يا رب. فعليك أن توقع على هذا العقد.

فعليك في هذه الليلة أن تطلع على القرآن الكريم بكليته ومن المفروض على المسلم أن يكون قد اطَّلع على القرآن الكريم مراتٍ ومرات، عليه في هذه الليلة أن يقرأ الملخص والأمور العامة، ويوقع في نهاية الليلة على هذا العقد الذي هو القرآن الكريم ﴿سلام هي حتى مطلع الفجر﴾ ويختم التوقيع بصلاة ركعتي الفجر ويدعو ربه ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ فالآن صرتُ عبداً لك يا رب، متعاقد معك يا رب على دفتر الشروط الذي هو القرآن الكريم، هكذا قدّر الله عز وجل، والله عندما يقدّر أمراً فمن المصلحة لأن الله لطيف بعباده، ورحيم بنا، ويريد لنا كل خير، وهكذا هذا هو المحور الثاني.

المحور الثالث: في أي ليلةٍ ليلة القدر ؟ الحديث يقول أنها في وتر العشر الأواخر من رمضان، وهناك حديث آخر في ابن ماجه يقول النبي عليه الصلاة السلام: (مَن كان منكم مُتَحرِّيها، فليتحرَّها في ليلة سبع وعشرين) وحتى نأخذ بالأحوط أقول: فلنشتغل في كل العشر الأواخر ونعمل أكثر في ليلة الوتر، ونزيدها أكثر في ليلة القدر، لأنها مخصوصة بالذكر أكثر من غيرها.

التلفزيون السوري: هل تفضل أن يكون قيام ليلة القدر في المنزل أم في المسجد ؟

الدكتور عكام: أنا أقول بالنسبة لهذه القضية حيث يرى الإنسان نفسه أكثر نشاطاً وأكثر إخلاصاً، الأمران مطلوبان النشاط والإخلاص، والأهم الإخلاص قبل النشاط، فإذا ما كنتُ في المسجد سأكون أكثر نشاطاً مني في المنزل فلأكن في المسجد، بشرطِ أن يكون الأمر لله عز وجل، وأن أتحلى بالإخلاص والنشاط. وأريد أن أقول شيئاً فيما يتعلق بليلة القدر: لما أوقع العقد مع الله عز وجل على القرآن الكريم أقول ما علمه النبي للسيدة عائشة لما سألته يا رسول الله، إن علمت أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول ؟ قال قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) وعندما أوقع العقد أوقعه مع رحيم، وبالنسبة لي أعلم بأني سأكون مقصراً، فيا رب أنا ضعيف ومقصر وأخطئ وأصيب، فيا رب إنك عفو تحب العفو فاعف عني، سأكون مقصراً، لكن تقصيري ليس شكاً بك، فأنا أحبك وأعتقد بك إلهاً واحداً قديراً، لكن قد أقصر، وإنك عفو تحب العفو فاعف عني، وربنا هو من علَّمَ النبي أن يقول للسيدة عائشة هذا الكلام، لأن الله رحمن رحيم منعم متفضل تواب، ورحم الله الشاعر الذي قال:

أنا مذنب أنا مخطئ أنا عاصي       هو غافر هو راحم هو عافي

قابلتهن ثلاثة بثلاثة                       ولتغلبن أوصافه أوصافي

التلفزيون السوري: سماحة المفتي سوف ننتقل إلى الحديث عن زكاة الفطر ماذا عن زكاة الفطر وتعريفها ؟

الدكتور عكام: يجب على الصائم أن يدفع زكاة الفطر عن نفسه وعمن يعول، وقد عرفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (طهرة للصائم من اللغو والرَّفث، وطعمة للمساكين) هذا الإنسان الصائم منع في صيامه من أن يكون صاحب صخب، (فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يفسق)، لكنه لم يُطبق هذا فدخل الخلل في صومه، تأني زكاة الفطر وقد أوجبها الإسلام من أجل أن تسدَّ هذا الخلل الذي حدث في الصوم، فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمسكين، إذاً لزكاة الفطر مستويان: مستوىً يعود على الصائم نفسه بالنفع المعنوي، ولها جانب حسي مادي يعود على الفقير بالنفع المادي. ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعانا في مثل هذه الأيام أن نغني الفقراء ونبعدهم عن المسألة، (أغنوهم في مثل هذا اليوم عن المسألة)، زكاة الفطر واجبة من أجل الغايات التي ألمحنا إليها.

التلفزيون السوري: على من تجب ؟

الدكتور عكام: تجب على كل إنسان، تجب على الكبير والصغير والذكر والأنثى والعبد والحر، فتجب على كل هؤلاء، الصغير يدفعها عنه الكبير، المهم أن الرجل في بيته، القوّام على بيته هو من يدفع زكاة الفطر عن أهله، عن الصغير والكبير وعن من يعيل.

التلفزيون السوري: إذا كانت الزوجة موظفة ؟

الدكتور عكام: زكاة الفطر يدفعها ولي البيت، القائم على البيت، المنفق على البيت، المرأة العاملة المنفقة إنفاقها وإنفاق زوجها سِيّان، المهم أن المنفق على البيت هو الذي يدفع زكاة الفطر عن البيت، وحتى في بعض المذاهب الفقهية وهذا ما نطلبه أيضاً من المسلمين، ونطلب منهم أن يراعوه، زكاة الفطر تدفع حتى على الجنين، وفي هذا نفع للفقير.

التلفزيون السوري: لمن تعطى زكاة الفطر ؟

الدكتور عكام: تعطى لأولئك الذين تعطى لهم الزكاة بشكل عام: للفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل. للمصارف الذين تدفع لهم زكاة المال وهم الأصناف الثمانية. من المصارف التي نراها قائمة الفقراء والمساكين، ونحن نقول لأولئك الذين يدفعون زكاة الفطر: حبّذا لو اتفق عدد من الناس، يعني عائلتي مثلاً وعائلة فلان، وفلان، الذين يشكلون خمسمئة شخص، ويجمعوا زكاة فطرهم، وعندها يكون القليل من الكثير كثير. وهذا يغني الفقراء، ولو أن كل واحد دفع زكاة الفطر مبعثرة فلن يكون لها أثر. لذلك قلت في مرة من المرات: يجب أن نقيم صندوقاً لزكاة الفطر، فإن جمعناها على مستوى مدينة حلب، ستجتمع أموال كثيرة جداً، وبالتالي يمكن أن نضع لها نظاماً وموظفين يوزعونها فتكفي، ويمكن لزكاة الفطر في حلب أن تتجاوز 500 مليون، ولعل كثيراً من الأسر تُكفى لأنها ستوزع في أماكنها: للمرضى، والمحتاجين، وسيعيشون كما يعيش باقي الناس. وزكاة الفطر مقدرة على أساس الحنطة أو القمح، وأنا أفتيت: إما أن يكون 2 كغ من الحنطة، أو 4 كيلو من الشعير، أو 4 كغ من التمر. وعلى هذا الأساس قلنا: إذا كنتَ في حالة مادية جيدة فـ 4 كغ من التمر الجيد، وسعر الكيلو مئة ليرة، و 4 كغ من التمر يساوي 400 ليرة سورية، وأنت ذو حالة مادية جيدة فعليك أن تدفع قيمة التمر. إنسان آخر قدرته المادية أقل، فيدفع قيمة 4 كغ من الشعير، أي ما يعادل قيمتها 150 ليرة، إنسان يملك أقل فيدفع قيمة 2 كغ من الحنطة، وقيمتها 70 ليرة...

المهم نقول للإنسان المسلم: زكاة الفطر نصف صاعٍ من القمح، أو صاع من شعير، أو صاع من تمر، وتعادل نصف الصاع 2 كغ من القمح، والصاع 4 كغ من التمر. المهم: نأمل لهذا الوطن أن يكون أفراده في سعادة وتناصح وتكاتف، لأننا إن كنا كذلك خرجنا من رمضان ونحن أشدُّ تماسكاً مما كنا عليه قبل رمضان، وهذا يعني أن رمضان قد أنتج أثره، وأتمنى من أبناء وطني أن يكونوا مجتمعين متكاتفين متخلقين بأخلاق رمضان، بأخلاق المساواة، بأخلاق التعاون، لأن شهر رمضان ليس شهراً فردياً، بل هو شهر جماعي، علينا أن نتحلّى بأخلاق الجماعة، بروح الجماعة بعد رمضان، وإلا فلن يكون رمضان قد فعل فعلته، ولن ينتج أثره.

التلفزيون السوري: في الختام نقول لكم: كل الشكر لكم سماحةَ الشيخ الدكتور محمود عكام، مفتي حلب، وجزاكم الله كل خير على هذا الحديث الذي قدمتموه لنا وللإخوة المشاهدين.

الدكتور عكام: أحسن الله إليكم، وكل عام وأنتم بألف خير.

  أجرى اللقاء: فؤاد أزمرلي

التعليقات

شاركنا بتعليق