آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


نــــــــــــدوات

   
ندوة: محبة الأوطان في الأديان

ندوة: محبة الأوطان في الأديان

تاريخ الإضافة: 2007/11/10 | عدد المشاهدات: 3281

أقام المركز الثقافي العربي في مدينة نبل بحلب، ندوة حوارية بعنوان: محبة الأوطان في الأديان، وذلك يوم السبت: 10/11/2007 الساعة الثامنة مساء. شارك فيها كل من:

سماحة الدكتور الشيخ محمود عكام

سماحة السيد عبد الله نظام

نيافة المطران إيسيدور بطيخة

وقد ألقى الدكتور الشيخ محمود عكام ورقة بعنوان: وطني وإيماني، قال فيها:

وطني وإيماني

أن أتحدث عن الوطن فهذا يعني ألماً وأمَلاً، ويعني علماً وعملاً، ومسؤولية وحباً.

أما الألم فلأننا في وضعٍ لا نُحسَد عليه فضلاً عن أن نُحمَد، وأما الأمل فلا بد منه من أجل النهوض، والنهوض فرض.

وأما العلم فأصول وقواعد ومنهاج للنهضة بالوطن، وأما العمل فمحكُّ الألم والأمل والعلم، وإلا فحَسَرات وزفرات وآهات لا تقدم ولا تؤخِّر.

وأما المسؤولية فالتغذية المستمرة لمتابعة العمل الصالح في نهضة الوطن، وأما الحب فلذة مبثوثة في تضاعيف ما سبق، بثَّ الروح القدسية في جسد مُسوَّى.

فتعالوا يا بني وطني نتألم ونأمل، ونعلم ونعمل، ونستشعر المسؤولية ونحب، من أجل وطنٍ غالٍ اسمه، بل مختصره (سورية) فهل أنتم جاهزون ؟! إذاً عاهدوا ربكم وأنفسكم على ذلك ولنأخذ على ذلك ميثاقاً، ولنبدأ إن لم نكن قد بدأنا، أو لنتابع حثيثاً إن كنا قد شرعنا، واقبلوا مني ونحن نسير أن أتلو على مسامعكم ترنيمةً هي بمثابة حِداءٍ للسائرين، ولم أرد أن أكون ناقلاً لنصوص قرآنية أو نبوية تتعلق بالوطن وبحبه، لأن النقل - في  رأيي - يعني أن ثمة مسافة بين الناقل والمنقول، وبين المنقول والمنقول لهم، وإنما أردت أن أكون متفاعلاً، ولهذا سأحكي لكم نتيجة تفاعل هاتيك النصوص مع عقلي وتفكيري وإيماني، وهذه النتيجة هي هاتيك الترنيمة والحداء وقوامها:

مقتطفات من خطبتين لي في جامع التوحيد، وقبساتٍ من مقالتين كتبتهما في صحيفة تشرين، وقد أحببت أن أضع لهاتيك الترنيمة عنوان: "إيماني ووطني" أو "وطني وإيماني". فهيا:

1- مقتطفات من خطبة بعنوان: علمتنا يا رسول الله حب الوطن: وهي خطبة ألقيت بجامع التوحيد الكبير بحلب منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

علمتنا يا رسول الله حب الوطن فتعلمناه وأحببناه.

علمتنا يا رسول الله الوفاء للوطن فها قد غدا الوفاء ديناً.

علمتنا يا رسول الله أن نكون خداماً لبلادنا فنحن على العهد باقون.

علمتنا يا حبيب الله وأرشدتنا أن نميط الأذى عن الطريق في رحاب الوطن، كل الأذى مادِّية ومعنوية، صغيرة وكبيرة، وربطت ذلك بالإيمان، فإنا مؤمنون.

سيدي رسول الله أنت من قلت لوطنك مكة: (والله إنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت، ما أطيبك من بلد وأحبَّك إليّ).

فيا أبناء الوطن ضعوا نصب أعينكم – وأنتم تخدمون الوطن – أنكم مأمورون من ربكم بذلك، وأن نبيكم يرضى عنكم وأنتم كذلك.

2- مقتطفات من خطبة عنونتها آنئذ: هكذا فلتكن تربيتنا الوطنية: وهي أيضاً ألقيت بجامع التوحيد الكبير بحلب منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

ما من شك في أن الإسلام رعى حبَّ الوطن في قلب المسلم لأنه فطرة، واستنبتَ هذه البذرة لتكون عطاءً ووفاءً.

يا أيها المواطن هذا هو الوطن، فقدّم له كل ما مكّنك ربي منه عناية ورعاية وحماية وحباً، فذلك والله عبودية راقية تتحقق بها أمام الرحمن الرحيم.

واجبنا حيال الوطن وأعني سورية: حب ووفاء، بذل وعطاء، تضحية وفداء. فأنت أيها التاجر تسعى لتبني سورية، وأنت أيها الجندي بوركت سواعدك وأنت تحمي سورية. وأنت أيها المعلم بورك تعليمك وأنت تطور سورية، وأنت أيها العامل بارك الله بيديك الوفيتين اللتين تعملان ليل نهار من أجل خير سورية، ونفع سورية، وحضارة سورية.

3- قبسات من مقالة وطن أنت يا وطني: وقد كتبتها منذ أكثر من عشر سنين:

غالٍ أنت يا وطني، عزيز أنت يا وطني، حبيب أنت يا وطني، وطن أنت يا وطني.

أحببتُ فيك ربيعك، وشدَّني صيفك، وآنسني خريفك، وحفزني للجِدّ شتاؤك.

عشقتك والعشق بعض حقك، إذ كل الحق لك عندي فداءً، ومن يكن عاشقاً فليفدِ بالروح الذي هو يعشق.

وطني:

كلماتي اكتست حُلّة الانتماء إذ قلت فيك، وعبائري ضُمِّخت بالوفاء إذ انتسبت إليك، الشعر فيك شعر، والنثر فيك شعر، مادام الشعر أحاديث صدق ونبضات إخلاص، ولولاك يا وطني ما رأيت الشعر إلا نظماً، ولا النثر إلا رصفاً.

وطني لأن دماءً حرة سُفحت على تربك شممت تربك، ولأن عيوناً وفية سهرت ترعى حدودك أرسلت وجائب قلبي لتلفَّ حدودك. ولأن قلوباً صادقة خفقت بقربك كان قربك هو القرب.

وطني: الواو فيك وفاء، والطاء لديك طهارة، والنون منك نور، فيا وطن الوفاء والطهر والنور، وهي بعض ما فيك، لأن الحروف مظاهر، وما تخفي وراءها أكبر.

4- قبسات من مقالة: دندنوا للوطن: وقد كتبتها منذ أكثر من ثلاث سنوات:

لقد أحيط الوطن الغالي بالصِّعاب، ولفّته القسوة: فمن محاسبٍ متغطرسٍ، إلى معاقب أثيم، إلى معتدٍ أفَّاك، فمتّهم غادر، ومنتهك من ذوي القربى، وهو أشد مضاضة على الوطن من وقع الحسام الغريب الباتر. وتتابع نصال الأزمات فيتكسر بعضها على بعض. فمَن للوطن الجريح في هذه الظروف الحرجة إلاكم أيها المواطنون، ومن لإزاحة القتام عن وجه الوطن البريء إلا الأبناء البررة من مسؤولين في مختلف المناصب، وأفراد على تنوع المراكز والأماكن والأعمال.

يا أبناء الوطن ويا أحبابه ويا عشاقه ويا رواده ويا أيها المستفيدون منه ويا أيها المعتاشون على خيراته: أسرعوا إلى الدندنة بحبّ الوطن، ولا تطيلوا البقاء فيها، وانتقلوا منها إلى الفكرة، فالنظرية، فالقاعدة، فالقانون، فالتطبيق، فالافتداء، والتضحية. ولا يعتمدنَّ أحدكم في انطلاقه في عمله النافع وخدمته وطنه على انطلاقة غيره، بل سابقوا وسارعوا إلى خير الوطن ونصرته بكل ما أوتيتم.

واليوم حلَّت المواطنة في القوانين الدستورية والإدارية محلَّ أي صفة أخرى دينية أو عرقية أو قومية، وغدت اللحمة، فالحقوق لكل المواطنين واحدة، والواجبات واحدة، بغضّ النظر عن أديانهم أو أعراقهم أو مقوماتهم، فما عاد ثمة في البلد ذي الأكثرية المسلمة اعتبار لهذه الأمور التي تجعل من المواطن المسلم مواطناً من الدرجة الأولى والمواطن المسيحي مواطناً من الدرجة الثانية.

دعوا الشعاراتِ واهجروا عدوات ما بينكم، والتحموا صفاً كأنكم بنيان مرصوص، واصدقوا واعدلوا وازرعوا واصنعوا وتآلفوا وتعاونوا وتضامنوا، وغنوا وأنت تفعلون ذلك: سورية يا حبيبتي، ووطني حبيبي، والله أكبر فوق كيد المعتدي، وبلاد العرب أوطاني، وسأعيش رغم الداء والأعداء، وبلادي بلادي لك حبي وودادي.

نعم غنوا لتتبنوا، فمن غنى ليتبنى، ومن تبنى الذي غنى، وجبت له الجنة بعد الرفعة والتمكين في الدنيا.

وأخيراً:

بلادٌ ألفناها على كل حالة             وقد يؤلَف الشيء الذي ليس بالحسن

وتستعذبُ الأرض التي لا هوى بها             ولا ماؤها عذب ولكنها وطن

التعليقات

سعد/الولايات المتحدة

تاريخ :2007/11/13

لقد كانت تلك الكلمات أعظم ما قيل عن الوطن الغالي سورية بحق،لقد أعطيتم بحديثكم الرائع عن الوطن بعداً عظيماً ،بارك الله بكم سيدي ونفع بكم الوطن

إبراهيم نصرالله

تاريخ :2007/11/18

السلام عليكم لقد سمعنا كلماتك يا دكتور فكانت براقة مفيدة ... نعم يا دكتور يجب أن ننظر إلى بعضنا البعض لا على اعتبارات طائفية أو عرقية بل على أننا نعيش على أرض واحدة ...تجمعنا هذه الارض وهذا التاريخ ....... وشكرا لكم

أبوعلي

تاريخ :2010/01/16

كثر الله من أمثالك استاذنا العزيز وشكر الله سعيك وفتح عليك ثقل ميزانك

شاركنا بتعليق