آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
طلاق المازح والهازل

طلاق المازح والهازل

تاريخ الإضافة: 2008/02/28 | عدد المشاهدات: 1340
فضيلة الشيخ: كنت أمازح زوجتي فقلت لها إنها طالق, ومن باب الدعابة لا أكثر ولا أقل, فقيل لي بأنها طلقت مني فهل هذا صحيح ? أرجو البيان ولكم كل الشكر.


  الإجـابة
الخميس: 28/2/2008 أولاً: يا أخي: الهازل هو من يتكلم من غير قصد للحقيقة بل على وجه اللعب والمزاح والتسلي، وبناء على ذلك فقد ذهب عدد كثير من الفقهاء الى أن طلاق الهازل يقع، واستدلوا بحديث رواه أحمد وأبو داوود والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث جِدّهن جد وهزلهن جد:‏ النكاح والطلاق والرجعة". وذهب آخرون من الأئمة الى أن طلاق الهازل "المازح" لا يقع: ومن هؤلاء الأئمة: جعفر الصادق ومحمد الباقر, وهو قول في مذهب أحمد، ومالك. فقد اشترط هؤلاء لوقوع الطلاق الرضا بالنطق اللساني، والعلم بمعناه، وإرادة مقتضاه، فإذا انتفت النية والقصد اعتبر يمين الطلاق لغواً، وقد قال تعالى: (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم). وإنما العزم ما عزم وقرر وأراد العازم فعله ويقتضي ذلك إرادة جازمة بفعل المعزوم عليه أوتركه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الاعمال بالنيات" متفق عليه. والهازل لا شأن له بهذا كله لأنه فاقد العزم والنية فيما قاله, وقد روى البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: "إنما الطلاق عن وطر", أي عن رغبة وإرادة وعزم، وأما الحديث الذي استدل به من أوقعوا طلاق الهازل فقد أجيب عليه بأنه حديث مختلف فيه من حيث الصحة إسناداً لوجود عبد الله بن حبيب وهو غير ثقة بل مضعف, ومنعاً لمخالفة مضمونه الأساس المعتبر في إيقاع الطلاق وترتيب الآثار على الكلام والعهود والإيمان, وهذا الأساس هو النية والإرادة والعزم. وعلى كل: فنحن هنا أيها الأخ السائل، نعرض الرأيين ولك أن تختار, لكننا نغتنم الفرصة من أجل نصح الأخوة ألا يجعلوا ألفاظ الطلاق موضوع هزلٍ أو مزاح أو دعابة, وليكن هزلهم في أمور لا علاقة لها بقضايا خطيرة وحساسة. والله ولي التوفيق، وهو حسبنا وهادينا.

التعليقات

شاركنا بتعليق