آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


مـــــــــؤتمرات

   
الدكتور عكام يلتقي وفداً إيرانياً

الدكتور عكام يلتقي وفداً إيرانياً

تاريخ الإضافة: 2008/05/11 | عدد المشاهدات: 2810

استقبل الدكتور الشيخ محمود عكام مفتي حلب، في مسجد دار الإفتاء يوم الأحد: 11/5/2008، وفداً إيرانياً ضم عدداً من طلاب العلوم الشرعية، وبعضاً آخر من مختلف التوجهات والاختصاصات.

وقد ألقى الدكتور عكام كلمة خلال اللقاء أكد فيها على التواصي بالحق والخير مع الدعوة إلى التناصح والتحابّ فيما بيننا، وفيما يلي نص الكلمة:
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

أولاً: أشكر كل الشكر والتقدير سماحة الأخ السيد العزيز الملحاح على الخير والفضل، والذي إن سُئلتُ عنه فسأجيب بأنه محمود الفعال ومحمود الأقوال والحريص على أخوة المسلمين. فله الشكر والتقدير، وهو مَن تربطني به علاقة أخوة بكل ما فيها من حب وحوار ونقاش، وكل ما يمكن أن يُستنبت في هذه الأرض الطيبة الخصبة.

ثانياً: قلت لأخي الفاضل السيد محمود، وأنا لا أتواضع ويشهد الله، قلت له: لا أريد أن أتحدث أمام أناس وجماعة ورجال علماء كرام أفاضل، حديثي أمامهم لا يعدو أن يكون كحامل تمر إلى هجر، ولكن لأنني أعتقد فيكم العلم والصلاح والفهم والخير والدعوة واللطف والذوق وهذا من قلبي ولا أقول هذا الكلام تواضعاً ولا مراءاة ولا مجاملة، وإنما أقول هذا الكلام من قلبي وأعتقد أنني الذي ربحت، وأنا الذي كُرمت بهذه الوجوه الطيبة المباركة الخيرة، بهذه الوجوه المعطاءة، وأغتنم هذه الفرصة لكي أستشفع بكم عند ربي عز وجل، وأستشفع بكم عند سيدي ومولاي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأستشفع بكم عند آل بيته الأطهار الطيبين، وأقول اللهم بحق هذه الوجوه الطيبة، وبحق هذه القلوب المتآلفة، وبحق هذه الأنفس الطاهرة اجعلني عندك ممن تحب وترضى عنه يا أرحم الراحمين، اجعلني عندك من الذين تتولاهم، اجعلني أخاً خادماً للمسلمين، اجعلني عندك محباً للمسلمين الذين يعملون ويبتغون وجه ربهم عز وجل في أقوالهم وأفعالهم.

ثالثاً: وأنا آتٍ إليكم قلت بيني وبين نفسي مع من سألتقي ؟ حددت هؤلاء الذين سألتقي معهم وهم أنتم، قلت سألتقي مع أناس عنوان لقائنا الأخوة فأنا سألتقي مع إخوة لي كل واحد منهم من مكان وجهة، لكن ربنا عز وجل طوى كل هذا المكان من أجل أن يعقد بيني وبينكم أخوة قال عنها في كتابه الكريم: (إنما المؤمنون إخوة) فأنا يا رب أشهدك وأشهد حملة عرشك بأنني أخ لهؤلاء وأخ لكل المسلمين، لا سيما أولئك الذين يبتغون وجه ربهم في قلوبهم ويبتغون أن يُصيبوا مُراد ربهم في قُرآنه، أخوتنا عقدها ربنا بيننا، وأنا دائماً أقول: الأخوة -في رأيي- أمران: حب ونصيحة. أنت أخي وأنا أخوك، أنت تحبني وأنا أحبك، أنت تنصحني وأنا أنصحك، فلا أريدك ناصحاً من غير حب ولا أريدك محباً من غير نصيحة. يقول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم" فالأخوة محبة، فاللهم اشهد أني أحبكم لله عز وجل لأنكم إخوة.

والشق الثاني للأخوة النصح: نحن نريد كما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدين النصيحة" قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: "لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" ما أجمل تلك الأخوة التي تقوم على ركنين: الحب والنصيحة، نحن وأنتم مدعوون في رأيي من خلال مجتمعاتنا، من خلال جامعاتنا، من خلال مدارسنا، من خلال دروسنا، أن نعمق لدى المسلمين اليوم بأن المسلمين إخوة، وأن الأخوة تعني حباً ونصحاً وبالتالي: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" هكذا قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. يجب أن نعمق هذا في نفوس المسلمين لأن الآخرين أعني غير المسلمين يريدون أن يدخلوا على أخوتنا من أجل أن يُهشموها ويقضوا عليها، هم يقولون أنت لستَ أخاً لي، نُصدقهم للأسف ونكذّب القرآن الكريم، نصدقهم ونكذب الحديث الشريف، نصدقهم ونكذب ترهات سياسية لا تمت إلى الحياة والحقيقة بصلة، يجب علينا أن نقف ولا سيما الآن أمام كل ما يمكن أن يسمى استكبارا أو ما يسمى استحماراً كما سماه "علي شريعتي"، يجب أن نقف في وجه كل من يعتدي علينا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، ولنمعق فيما بيننا الأخوة أنت أخي في الدين في العقيدة في الشريعة، أنت سني أنت أخي، أنت شيعي أنت أخي، نحن جميعاً مسلمون مؤمنون إن شاء الله، أسأل الله أن يوفقنا من أجل أن نتنادى عبر كل مؤسساتنا التي نعمل فيها من أجل هذه القضية، اليوم لا نجاح لنا ولا فلاح لنا إلا إذا كنا نعتقد تمام الاعتقاد أن هذا الذي في إيران أخي، وأن هذا الذي في مصر أخي، وأن هذا الذي في أفغانستان أخي، لا نفرق بين مسلم ومسلم، كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وكل من قال آمنت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً هذا أخي، يُخطىء فأنصحه، يصيب فأمدحه. يا هؤلاء أناشدكم الله وأناشد نفسي أن نكون صفاً واحداً أن نعمق الأخوة من خلال أفعالنا. زيارتكم هذه لي شرف لي يشهد الله، لطالما وجدت في العلامة التسخيري أنموذجاً رائعاً طيباً أنموذجاً لوحدة المسلمين أنموذجاً لتماسك المسلمين أجد فيه سعياً حثيثاً من قلبه وقالبه من أجل أن يجتمع المسلمون على نصرة دينهم على محبة نبيهم، هذا الرجل أجد فيه أنموذجاً يحتذى وأنا لا أقول هذا الكلام مجاملة ويشهد الله ولا مراءاة وإنما أقول هذا الكلام اعتقاداً، آمل أن يُتخذ مثل هذا الشخص قدوة في حياتنا لأننا بحاجة إلى أشخاص يجمعون المسلمين تحت قنطرة التوحيد والولاء لله ولرسوله ولآل بيته. أناشدكم الله أن تعمقوا رسالة الأخوة في أولئك الذين تتوجهون إليهم بالدرس والتوجيه والخطبة والتعليم.

هذا ما أردت أن أقوله بكل اختصار، أسأل الله عز وجل رب العرش العظيم أن يتولانا وأن يجعلنا إخوة متناصحين متحابين. الجماعةَ الجماعةَ، والالتزامَ، والأخوةَ الأخوة، أنتم علماء وأصحاب فضل والأمانة الملقاة على عاتقكم كبيرة، الوحدة الإسلامية فريضة في أعناقنا لأن الله أمرنا أن نكون متحدين، الله عز وجل قال: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) والله عز وجل قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) متحابين متناصحين متباذلين، الوحدة الإسلامية فريضة ومن ظن بأن الوحدة الإسلامية نافلة أو أمر ثانوي فقد أخطأ التفكير، الوحدة الإسلامية فريضة يجب ألا نغفل عنها، الوحدة الإسلامية والأخوة ما يجب أن نسعى إليه، وأسأل الله عز وجل بسر أنبيائه والصالحين من عباده أن يجمعنا على ما يرضيه وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن يحول بيننا وبين معاصيه وأن يجعلنا من المتحابين فيه، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير إلهنا. جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم وأسأل الله أن يجزيكم بكل خطوة أجراً وحسنات كثيرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات

حامد الخولاني

تاريخ :2010/08/19

لافلاح للأمة المحمدية كلهاإلا بالوحدة ونبذ الفرقة والكراهية وحتى يعتقد كل مسلم أن كل من يقول لاإله إلا الله محمد رسول الله هو أخوه وكل من قال رضيت بالله ربا وبالقرآن كتابا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولا ونبيا هو أخوه سواء كان شيعيا إيرانيا أو من أي مكان على الكرة الأرضية أوسنيا من الدرعية المجاورة لمدينة الرياض في السعودية أومن أي بقعة على الكرة الأرضية .

شاركنا بتعليق