أما بعد،
فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون:
كنت قد سُئلت عن علاقة الإنسان بربه وعن مقوماتها وعن مفرداتها، وبينت ذلك في
الأسبوع الفائت، وجاءني السؤال الآخر من نفس السائل ليقول لي: هلا تفضلت فأكملت لنا
مسيرة العلاقات، أعني علاقات الإنسان مع نفسه، مع أهله، مع مجتمعه، مع المخلوقات
الأخرى من حيوان وجماد، مع، مع... إلخ ضمن سلسلة تكون كالسلسة التي تحدثت لنا فيها
عن صفات المجتمع ؟
وفعلاً بيني وبين نفسي قلت ومن أجل أن يكون حديثنا حديثاً عملياً، ومن أجل ألا تكون
خطبة الجمعة للسماع فحسب بل من أجل أن تكون خطبة الجمعة قابلةً للتطبيق والعمل لما
نسمع، ومن أجل أن تكون خطبة الجمعة حجة لنا ومن أجل أن تكون خطبة الجمعة درساً
ومدرسة ومعهداً نلجها ساعة كل أسبوع لنأخذ منها ما يجب أن نقوم به في كامل الأسبوع
بل في سائر الشهر بل في سائر السنة، قررت أن أحكي لكم قصة العلاقات، علاقات الإنسان
مع ربه وقد حكيتها، وعلاقة الإنسان مع نفسه وها أنا ذا أبدأ تلك الحكاية، فما
مقومات وما مفردات علاقة الإنسان مع نفسه ؟ وإذا كان الإنسان يتكون من جسم وعقل
وروح فها نحن أولاء نريد أن نفصِّل في علاقة الإنسان مع ما يجب أن تكون عليه مع
جسمه، وفي علاقة الإنسان وما يجب أن تكون عليه مع عقله وفي علاقة الإنسان وما يجب
أن تكون عليه مع روحه، فهل فكرت أخي المسلم في يومٍ من الأيام أن تمعن النظر في
علاقتك مع جسمك وما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة وما مفردات هذه العلاقة ؟ وهل
فكرت في أنك تقوم بحقوق جسمك عليك حق القيام ؟ كما كنت قد دعوتك من أجل أن تفكر في
حقوق العلاقة مع ربك عز وجل فهل فكرت يا أخي ؟ إني لأرجو الله أن نكون في أحاديثنا
بشكل عام عمليين.
أخي المسلم، أخي المؤمن، أيها المعلن على أنك تابعٌ للرسول عليه الصلاة والسلام،
أيها المعلن أنك تابعٌ للقرآن الكريم، أيها المعلن على أن القرآن الكريم كتابك
ودليلك فهل أنت من وراء هذا الإعلان تؤكد لنفسك ضرورة الالتزام بما أعلنت لنفسك عن
نفسك، ولنفسك عن قلبك وعقلك وروحك ؟ وهل فكرت في أن تكون صادقاً في إعلانك في حياتك
العملية أم أن الواحد منا يأتي خطبة الجمعة كما يقال في التعبير العامي (فض عتب)
يتأخر خمس دقائق أو عشر دقائق المهم أن ينزل عن كاهله هذا الفرض الذي يتعبه أحياناً
والذي يجعل منه مستجماً أحياناً أخرى، فهو لا يريد أن يتعب عقله في تلقي ما يجب أن
يتلقاه حتى يطبِّق هذا الذي يتلقاه، لكنه يريد أن يجعل من خطبة الجمعة إما فض عتب
وإما ساعة استجمام إن نام فيها فلا حرج وإن بقي مستيقظاً نصف استيقاظ فبها ونعمت،
والحال ماشية والحمد لله على هذا الدين الذي يمنحنا – هكذا ندعي – الراحة حتى في
أمكنة العبادة الراحة الجسمية بل الراحة الكسولية.
أخي أيها المسلم علاقتك مع جسمك تحكمها الأمور التالية:
الأمر الأول: الاعتدال في الطعام والشراب، قال الله عز وجل: ﴿كلوا واشربوا ولا
تسرفوا﴾ فكر في هذه الآية ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (ما ملأ ابن آدم وعاءً
شراً من بطنه فإن كان لا محالة فاعلاً فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسه) روى
هذا الحديث أحمد والترمذي.
يا أخي هل أنت متبع للرسول محبٌ له ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فلماذا لا تطبق مثل
هذه الأمور من أجل أن تكون علاقتك بجسمك علاقة صحية وعلاقة شرعية وعلاقة صحيحة
وعلاقة جميلة وعلاقة رائعة، أتراك تنتبه، وأنت تأكل، إلى هذه الوصية من أجل أن تكون
علاقتك مع جسمك علاقة جيدة ؟ أتُراكَ تنتبه إلى طعامك وتستحضر هذا الحديث (ما ملأ
ابن آدم وعاءً شراً من بطنه فإن كان لا محالة فاعلاً فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه
وثلثٌ لنفسه) ؟ أرجو أن تنتبه بعد الآن وأن يكون هذا الذي تحصله هنا ماثلاً أمام
عينيك في الميادين التي يتعلق بها. إذاً الأمر الأول فيما يتعلق بجسمك الاعتدال في
الطعام والشراب، لا تنس هذا.
الأمر الثاني: الرياضة البدنية، يقول سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم (وإن لجسدك عليكَ حقاً، فأعط كل ذي حقٍ حقه) ومن
جملة حقوق جسمك عليك أن تمتعه بالحركة النافعة من أجل أن ينمو نماءً صحيحاً حسناً
فهل أنت تمارس الرياضة لا على أنها هواية تخرج عن ساحة هذا الدين الحنيف ودعوته أم
أنك في غيابٍ عن مثل هذا الأمر ؟ أم أنك تمارس الرياضة إن مارستها على أنها دعوة من
جسمك إليك هذه الدعوة من الجسم أرادها الله عز وجل وطلبها الله عز وجل فإن استجبت
لها استجابة متوازنة حصَّلت الأجر والثواب والنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة،
(إن لجسمك عليكَ حقاً) فهل تقوم بهذا الحق ؟
الأمر الثالث: نظافة الجسم والثياب، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث
الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم: (حقٌ على كل مسلم) أي واجب (حقٌ على كل مسلم في
كل سبعة أيامٍ يوماً يغسل فيه رأسه وجسده) إن سألتم عن النظافة اليوم فهل يمكن أن
تكون النظافة عنواناً لنا أم إن النظافة أضحت عنواناً لغيرنا ؟ كم مرة قلت سلوا
أولئك الذين يذهبون للغرب سيكون جوابهم عندما يصفون لكم بلاد الغرب بأنها نظيفة
وبأن الشوارع نظيفة وبأن الثياب نظيفة وبأن الحضور في احتفال في لقاء عام نظيف وبأن
وبأن... إلخ وسلوا أنفسكم عن بلادنا التي يقال فيها القرآن الكريم والحديث الداعيان
إلى النظافة والتنظيف واعتبار ذلك ديناً وعبادة فهل النظافة عنوان بالنسبة لنا ؟ ما
أظن. هل النظافة عنوان لبيوتنا لشوارعنا لأجسامنا لواقعنا لحياتنا لمديرياتنا
لمدارسنا لجامعاتنا لا ورب الكعبة، انظروا مدارسنا وانظروا مساجدنا وانظروا معاهدنا
وانظروا مديرياتنا وانظروا حدائقنا وانظروا شوارعنا وانظروا بيوتاتنا وانظروا مداخل
أبنيتنا وانظروا وانظروا ... فسترون أننا في واد وأن أحاديث نبينا الذي أعلنا على
أننا سنتبعه في واد آخر ومكان آخر. (حقٌ على كل مسلم في كل سبعة أيامٍ يوماً يغسل
فيه رأسه وجسده) روى ذلك البخاري ومسلم، ويقول عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد
والنسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله زائراً فرأى رجلاً
عليه ثيابٌ وسخة فقال: (ما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه) يعني أما وجد هذا ما يغسل
به ثوبه حتى كان بهذه الثياب الوسخة ؟ يا إخوتي أنا أذكر بأننا منذ ثلاثين سنة
فأكثر على الرغم من الفقر الذي كان يسكننا آنذاك ويسكن أحياءنا كنت أرى يوم الجمعة
وأرى المصلين في يوم الجمعة وكأنهم في يوم عيد، ثقوا أننا في هذا اليوم وهنالك
تلفاز فرنسي سيصور خطبة الجمعة في الجامع الكبير تصوروا من سيصور ؟ سيصور أبناءنا
وآباءنا وأنفسنا سيصورنا ولكنه عندما سينقل هذه الصورة إلى الآخرين وسنتحدث مع هذه
الصورة على أننا أمة النظافة وأمة الرعاية للجسم والثياب سيرى أولئك الذين يشاهدون
هذا التقرير سيرى الناسُ الذين يشاهدون هذا التقرير الناسَ المصلين وهم يلبسون أسوء
ما لديهم من ثياب، كنا منذ ثلاثين سنة نرى الناس يتحضرون يلبسون أفضل ما عندهم
يتعطرون يشعرون زوجاتهم وأولادهم بأنهم ذاهبون إلى حفل عيد بأنهم سيلاقون بأنهم
سليتقي بعضهم بعضاً وبأنهم سيقفون في يوم الجمعة في يوم العيد أمام ربهم عز وجل
سيستقبلهم ربهم استقبالاً خاصاً في صلاة الجمعة في خطبة الجمعة سيجلسون بجانب بعضهم
نصف ساعة ربع ساعة، انظروا أوضاعنا وأنا لا أريد أن أتكلم كلاماً قاسياً وإنما أوجه
الكلام من نفسي إلى نفسي وإليكم لأنكم نفسي ولأنكم إخوتي ولأني أخوكم ولأنكم أهلي
ولأني أنتمي إليكم وتنتمون إليَّ شئنا أم أبينا فنحن نتكلم على أنفسنا ومن أنفسنا،
الرسول عليه الصلاة والسلام قال لهذا (ما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه) يقول عليه
الصلاة والسلام كما في الحديث الذي يرويه أبو داود: (من كان له شعرٌ فليكرمه) ويقول
عليه الصلاة والسلام كما روى أبو داود أيضاً: (ما على أحدكم) أي ليس من حرج شرعي بل
هو مطلوب وندعوه إلى ذلك (إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة غير ثوبي مهنته) يأتينا
من يأتينا بثوب مهنته وقد قامت بعض المساجد مشكورة بوضع بعض العباءات من أجل من
يأتي بلباس مهنته فيضع هذه العباءة ويظن أنه قد مشى الحال وانتهى الأمر، لا يا
إخوتي يوم الجمعة يوم عيد أشعروا أبناءكم بذلك أشعروا من حولكم بذلك، أشعروهم
بسعادتكم بيوم الجمعة بيوم قراءة سورة الكهف بيوم الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم، لو قمنا باستفتاء وسألنا الحاضرين كم واحد منكم يقرأ سورة الكهف في يوم
الجمعة ؟ يا إخوتي لا نريد أن نتحدث عن السياسة ونحن غارقون في الحفرة والابتعاد عن
ديننا ومبادئنا التي تجعل منا حضاريين وتجعل منا قدوة وأسوة ودعاة في الحال لا في
القال، كم واحداً منكم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة على النبي يوم
الجمعة مطلوبة أكثر من أي يومٍ آخر، يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لا أقول ألف
مرة ولكن أقول كم واحد منا يصلي على النبي يوم الجمعة مئة مرة ؟ اللهم على سيدنا
محمد، هكذا مئة مرة ؟ نستيقظ يوم الجمعة وكلنا من حي ومن مكان واحد ومن بلد صغير،
تغير الأمر الاستيقاظ صار يوم الجمعة الساعة الثانية عشرة على أقل تقدير والذهاب
إلى الجامع صار بهيئة لا يمكن أن تكون بهيئة إنسان يريد أن يقابل أقل الناس، صلاة
الجمعة صارت فض عتب، صلاة الجمعة أضحت بالنسبة لنا عبارة عن استرواح بسيط ومن
الدرجة المئة ثم بعد ذلك نعود إلى البيت لنأكل ونتزين ونشبع أنفسنا ونشبع البطن حتى
النهاية وننام ونستيقظ مساءً فإن كان ثمة ذهاب وتنزه تنزهنا، أما خطبة الجمعة فدعني
منها ودعني من أن أضع لها جزءاً من عقلي أو جزءاً من اهتمامي ودعني من كل يوم
الجمعة فيوم الجمعة بالنسبة لي يوم لهوٍ رخيص، الأمة التي لا تحترم أيامها المبجلة
أمة لا تستحق أن تكون امة تعيش فضلاً عن أن تكون أمة رائدة أو أمة قائدة، انظروا
إلى أيام الأحد لدى الآخرين يوم الأحد بالنسبة للآخرين في البلاد الغربية يوم عيد
يتزينون له ويذهبون إلى الكنائس في أبهى حلة يلتقون يكلم بعضهم بعضاً أفضل الكلام،
أما نحن يأتي الواحد إلى خطبة الجمعة ويخرج من خطبة الجمعة لا يكلم أحداً وإن كلم
يكلم نفس الإنسان الذي كان يكلمه منذ عشر سنوات وإلى الآن لا يحاول أن يتعرف على
أحد لأنه يخاف من هذا الذي يريد أن يتعرف عليه ولا يريد أن يكلم أحد خشية أن يكون
هذا الذي يكلمه من المخابرات أو من حزب آخر أو من جماعة أخرى أو من مذهب غير مذهبه
أو أو... إلخ وهذا كله اداء لأننا أصبحنا أمة كسولة لا ترعى إلا ذاتها المادية
المختصة بها والتي لا تتجاوز أنانيتها، يقول عليه الصلاة والسلام: (ما على أحدكم إن
وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة غير ثوبي مهنته).
الأمر الرابع: حسن الهيئة، ولا أعني بحسن الهيئة الإسراف في اللباس ولكن ﴿قل من حرم
زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾ ويقول عليه الصلاة والسلام: (إذا
خرج الرجل إلى إخوانه فليهيئ من نفسه فإن الله جميلٌ يحب الجمال) قل لي بربك عندما
تريد أن تلقى أخاً لك على الباب أو في المسجد هل تهيئ نفسك كما تهيئ نفسك حينما
تدعى إلى سهرة واعذرني إن قلت هذا وما كنت في يوم من الأيام سباباً أو شتاماً هل
تهيئ نفسك وأنت تذهب ليوم الجمعة لصلاة الجماعة أو للقاء أخ ليس بينك وبينه تكليف
كما تهيئ نفسك عندما تدعى إلى سهرة فارغة لا طعم لها ولا فائدة منها بل قد يكون
الضرر حاكمها بل قد يكون الفساد عنوانها فهل تهيئ نفسك ؟ هل تقوم بترتيب ما تلبي
وبترتيب شعرك وبترتيب لحيتك وبترتيب هذا الذي تريد أن ترتبه عندما تتوجه إلى مكان
آخر فليهيئ نفسه فإن الله جميلٌ يحب الجمال. ويقول عليه الصلاة والسلام كما في
الترمذي والحاكم: (إن الله يحب أن يُرى أثر نعمته على عبده) نحن نحسبك صاحب شأن
فلماذا لا تجعل من هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك وهي أنك صاحب شان تتبدى
آثارها عليك ؟ لمَ هذه العلاقات السيئة مع جسمك ؟ يقول عليه الصلاة والسلام: (إن
الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).
أخيراً اسمحوا لي أن أقول احترازاً لا بد من قوله هذا الاحتراز أتوجه من خلاله إلى
شبابنا من ذكور وإناث لا أريد أن يكون الاعتناء بحسن الهيئة شغلاً شاغلاً وإلا
ستتحول من عبدٍ لفوضى إلى عبدٍ لقطيفة وخميصة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
(تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة) كما في البخاري، لا أريدك ان تتحول إلى أسير
ولكن أريدك أن تكون متوازناً.
كما بدأت الحديث أعيده أعط كل ذي حقٍ حقه، كن متوازناً مع عقلك مع جسمك مع روحك حتى
مع جسمك، أعط جسمك حقه من غير زيادة أو نقصان وإلا فنحن ظالمون، فيا أمتي أما آن
الأوان من أجل بنية تحتية لوطنية أو لسياسية أو لاقتصادية أما آن الأوان من أجل أن
نرعوي عن سلوك أدى بنا إلى أن أصبحنا آخر الأمم حتى نسلك سلوكاً نشعر من خلاله أننا
أتباع خير رجل أرسله الله عز وجل وخلقه الله عز وجل أما آن الأوان أن نغير في
حياتنا وفق شريعتنا ؟ أما آن الأوان في أن نفكر في كيفية التعاون اليومي مع ديننا
مع قرآننا مع رسولنا ؟ أم تريدون أن نبقى دائماً أصحاب أخبار نريد أن نعرف لمجرد
المعرفة السطحية التي لا تستند إلى توثيق حتى أم تريدون أن نبقى فضوليين في التعرف
على ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية في الاقتصاد وفي الدولار ولا أحد منا
يعرف لا في الدولار ولا في الاقتصاد، لكن الجميع يتحدثون بما لا يعرفون والحديث
فيما لا تعرف حديث يستجرك أما الحديث فيما تعرف يجعل منك إنساناً متوازناً، عندما
نجلس جميعاً من أجل ان نتحدث حديثاً فيما لا نعرف فسيتكلم الواحد منا ساعة وساعتين
فلا أنت بعارف ولا أنا بعارف وكلنا يخلط ويخبط خبط عشواء لكننا إن تكلمنا فيما نعرف
فلن يكون الكلام كثيراً وانظروا إلى سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام وهو العارف
العالم الأول من بني البشر كان يتكلم القليل ولو عدَّ العاد كلامه لأحصاه هكذا قالت
السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
يا رب أسألك بحق أسمائك الحسنى أن تردنا إلى شرعك من أجل أن نستلهم منه قوانين
حياتنا الشخصية القوانين التي تلزمنا نحن على مستوى الأفراد على مستوى الأسرة التي
تهمنا لنكون من خلالها أناساً جديرين بالاحترام من أنفسنا أولاً فمن لم يحترم نفسه
لن يحترمه الآخرون حتى ولو أظهر الآخرون احترامهم له، إذا كنت لم تحترم نفسك فلن
تُحترم من قبل الآخرين، فاللهم وفقنا لنكون على هذا المستوى على مستوى العلاقة بكل
مقوماتها مع جسمنا مع ربنا، وسنكون في لقاء قادمٍ بفضل الله لنتحدث عن علاقة
الإنسان مع عقله وما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة. اللهم ردنا إلى دينك رداً
جميلاً أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت بتاريخ: 17/10/2008
التعليقات