آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الدكتور عكام لـ "التلفزيون السوري": إذا كانت هنالك جريمة شرف فيجب أن تكون هنالك أيضاً جريمة دين

الدكتور عكام لـ "التلفزيون السوري": إذا كانت هنالك جريمة شرف فيجب أن تكون هنالك أيضاً جريمة دين

تاريخ الإضافة: 2008/10/16 | عدد المشاهدات: 4007

على هامش الملتقى الوطني حول جرائم الشرف التقى التلفزيون العربي السوري/ القناة الفضائية يوم الأربعاء 15/10/2008 وضمن برنامج (خط أحمر) الدكتور الشيخ محمود عكام في ندوة حول جرائم الشرف من وجهة نظر الدين وعلم الاجتماع والقانون، بمشاركة الدكتور أحمد برقاوي والمحامية ميساء حليوة.

وقد سأل التلفزيون السوري الدكتور عكام خلال الندوة عن حكم الدين في مثل هذه القضية، وعن تعقيبه على هذه القضية؟

فأجاب: "أنا أشعر أن هذا الشاب (القاتل) هو ضحية لا شرف المجتمع، وبدافع من هذا المجتمع ذي العرف الفاسد أقدم وحصر نفسه ووجوده وكرامته في كيفية التصرف وردة الفعل. وهذه الحالة هي مؤثرة لأنها تستند إلى تراكم تفكيري يتعلق بهذا الشأن، فكلنا منشغل بهذه الفكرة بشكل أو بآخر، حيث يتم حصر قضية الوجود في مدى إصدار تصرف حيال هذه الواقعة التي مست بشرفه على حسب تعبيره".

وفي رده على سؤال موجه من أحد الجمهور الحضور في البرنامج حول قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)، وفيما إذا كانت القوامة تعني أنه يحق للرجل أن ينهي حياة امرأة ؟

أجاب الدكتور عكام: "ما كانت القوامة لتفهم هكذا حتى عند من يريد أن يتعدى على هذا الفهم، ومجتمعنا فيما يخص التدين والتخلق جعل محورهما المرأة، فلو صلى المرء وصام وزكى وحج... لكنه فيما يخص علاقته مع المرأة انتقص شيئاً، فسيعود هذا الانتقاص على كلية التطبيق للدين بالإزالة والمحو. لأن التخلق والتدين أصبح محورهما المرأة. نحن نشكو اليوم من تدين وتخلق يدوران في فلك المرأة. ولماذا مثلاً نتكلم عن إنسان بأنه ذو أخلاق غير حميدة، عندما نرى أمراً يصدر عنه يتعلق بموقفه نحو المرأة، حيث يُقر امرأته إذا كانت سافرة، وهو يصوم ويصلي ويحج، ولكنه ناقص الدين والأخلاق بسبب ذلك، أما إن كان العكس، أي فيما يخص المرأة إن كان متكاملاً -بحسب آراء من يتحدث بالتشدد وليس وجهة نظر الدين- فهذا الرجل لا يقال عنه بأنه قليل التدين بقدر ما يقال عن الرجل الأول الذي تكامل في الجهات الأخرى ما عدا جهة المرأة. وما ساعد على هذه المشكلة أن كثيراً من الموجهين الدينيين والأخلاقيين عمقوا هذا الموقف وثبتوه".

وفي ختام الندوة طلب مقدم البرنامج عبد المؤمن الحسن من الدكتور عكام فصل الخطاب فيما يتعلق بهذه القضية؟

فأجاب: "أنا وضعت هذه الفعلة التي لا أريد أن أسميها ابتداء جريمة، وسيكون الحكم عليها انتهاء على أنها جريمة. وضعت هذه الفعلة على محك ومعايير الشريعة الإسلامية، فما وجدت المعايير الشرعية الإسلامية إلا وتقول لي عن هذه الفعلة بأنها جريمة بكل المقاييس:

أولاً: لأن الشريعة الإسلامية لها مقاصد هي حفظ النفس والعرض والدين والعقل والمال، وحينما نحفظ العرض على حساب النفس فلسنا محققين للمقاصد.

ثانياً: من مقاصد الشريعة الإسلامية العدل، والعدل يعني الإنصاف والمساواة والمناسبة. حينما يقتل إنسان ما إنساناً آخر بغض النظر عن جنسه، بدافعٍ يدعيه بأنه شرف، ونحن نسلم له هذا الادعاء ابتداء من دون أن نفحص ونمحص هذا الادعاء. فهذا مجانب للعدل ومجانب لمقصد أساسي من مقاصد الشريعة الإسلامية.

ثالثاً: نحن نسأل هذا الإنسان عن نيته، هل هو بفعلته هذه يحقق مقاصد الشريعة ؟ والجواب بالطبع لا، ليست نيته تحقيق مقاصد الشريعة المتعلق بالعرض، لذلك أنا أقول لهؤلاء من وجهة نظر شرعية فقهية: إذا كانت هنالك جريمة شرف فيجب أن تكون هنالك جريمة دين، وجريمة عقل، وجريمة نفس. فمن رأى الشرف ينتهك فانتصر للشرف - على حد زعمه - فأصبحت جريمته ليست بجريمة، والإنسان الذي يرى الدين ينتهك، إذا ما قتل هذا الذي ينتهك الدين يجب أيضاً أن تكون فعلته مبررة ومخففة".

التعليقات

د. علاء السيد / الولايات المتحدة

تاريخ :2008/10/21

كان توضيح وجهة نظر الدين حول تلك الجريمة اللا أخلاقية من قبل المفكر الكبير الدكتور عكام رائعاً جداً.. وهنا أدعو القائمين على الامور الدينية في بلادنا العربية والاسلامية بالأخذ به تماماً لا سيما وقد وضحه فضيلة الدكتور بالشكل الأمثل فجزاه الله كل خير..

خالد

تاريخ :2008/10/29

كل الشكر لسماحة المفتي الدكتور محمود عكام على تبيين الموقف الصحيح للشريعة الاسلامية حول هذه الجريمة اللأخلاقية

شاركنا بتعليق