آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
ورقة عمل للوقوف مع أهل غزة

ورقة عمل للوقوف مع أهل غزة

تاريخ الإضافة: 2009/01/02 | عدد المشاهدات: 2903

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

أردت هذا اليوم ألا يكون الأمر خطبة، وإنما هو محادثة معكم ومحاورة، والسعي من أجل الوصول إلى صيغة نتبناها جميعاً على الأقل في مسجدنا هذا من أجل أن نقوم بها ومن أجل أن ننفذها ومن أجل ألا نكون كحال أولئك الذين يقولون ثم بعد ذلك يصمتون، ثم بعد ذلك يذهب الذي دفعهم للكلام والصمت.

قلنا في أكثر من مرة وأعتقد أنني قلت أكثر من مئة مرة: إن القضية الفلسطينية قضية مركزية وأساسية، وأؤكد على ما كنت قد قلته: إن أي حركة إسلامية من غير فلسطين حركة ساقطة، وإن أي حركة فلسطينية من غير إسلام حركة ساقطة.

لا أريد أن ألقي الكلام في الغائب لكنني سأكلمكم بلسان المحادث والمحاور.

أولاً: أنت يا أخي ولستَ بصاحب مسؤوليةٍ تَقِلُّ عني، ولستُ بصاحبِ مسؤوليةٍ تَقِلُّ عنك، أقول لك: ما الذي تقوله لك هذه المناظر والمشاهد التي تراها ؟ ما الخطاب الذي ينبعث إليك من هذه المناظر والمشاهد التي تراها ؟ ما الذي تقوله لك هذه المناظر من أجل أن تفعله ؟ هل سألتَ نفسك هذا السؤال، أم أنك تكلمت عما يجب أن يفعله غيرك، وقلت لنفسك بأنك لا يمكن أن تفعل شيئاً، وهذا تكريس لكسلٍ يوسوس لك به الشيطان، هذه المناظر والمشاهد تقول لك: أنت مسؤول بقَدر. هل سألت نفسك عن مسؤوليتك، عن هذا الذي يحدث باعتبارك ترى صباح مساء، أم أنك اكتفيت بمظاهرة هناك ومسيرة هنا، وتحليلٍ على القناة الفلانية، وتحليل على القناة الأخرى، وشتمٍ في منطقة فلانية، وسبٍّ في مكان آخر ؟ وقلتَ في نفسك: الحمد لله ها نحن قد تكلمنا على فلان وفلان، وقلنا إن فلاناً خائن وإن فلان خاسر.. تُرى هل هذا هو الواجب الملقى عليك ؟ ما الذي ألقته عليك المناظر والمشاهد أنت مَنْ كنت، في أي درجة ثقافية كنت، في أي منصبٍ علمي كنت، في أي منصبٍ سياسي كنت.

الذي تقوله لك هذه المناظر والمشاهد حسب رأيي يا مسلم، يا عربي، يا سوري، يا مصري... يا فلسطيني من باب أولى، وهذه هي ورقة العمل التي أريد أن أبينها لنفسي ولكم، يقول لك: عليك أن تفعل أمرين اثنين، تطالبك بأمرين اثنين:

الأول: أن تتوجه إلى ربك بدعاء صادق، ولا أريد أن أتكلم كلاماً إنشائياً لأقول صادق هكذا وأمر، ولكن تقول لك هذه المناظر يا هذا: ادع ربك دعاءً صادقاً، وأعني بالصدق دعاء المضطر، وأعني بالمضطر أن تدعو على حسبِ ما تدَّعي بأنك تشعر. أنت تقول بأنك قد تألمت وتأذيت، إنك في حالة عجيبة غريبة، أنت تقول عن نفسك بأنك أصبحت لا تفكر إلا بهذا الذي ترى، لا تفكر إلا بهؤلاء، بإخوانك في غزة وفي فلسطين كلها، ادع ربكَ دعاء المضطر، ومن أجل أن أبين لك دعاء المضطر دعني أضرب لك مثالاً:

أرأيت لو أن حادثاً ألمّ بقريبٍ منك، انتُهك جسده، أصاب جسمه كسر، يده، رجله... كيف تكون أنت معه ؟ هل أنت الآن في نفس حالة الاضطرار كتلك التي تقع بها وتقع بك حينما يصيبك أو يصيب ولدك أو ابنك أو أخاك أو جارك القريب الذي تعمل معه عملاً تجارياً وتخاف إذا ما ذهب هذا الجار أن يذهب العمل وأن يذهب المال. تطلب منك المناظر والمشاهد أن تدعو ربك دعاء المضطر. وأنا لا أريد أن أفضح نفسي أو أن أفضحكم، ولكن بالله عليكم فليسأل كل واحد منا نفسه منذ يوم السبت وإلى الآن كم تتوقعون أن يكون هؤلاء الذين نراهم غيورين على غزة هنا، كم واحداً منكم فرَّغ ليله لدعاءٍ توجه به إلى ربه ؟ كم واحداً منكم تهجد وفرغ صلاة التهجد في يوم أو يومين أو ثلاثة أيام، وأنا لا أتحدث عن سائر الأيام، لأنني أعتقد أن النسبة ستكون إن لم أقل ضحلة جداً أو قليلة جداً يمكن أن تكون معدومة، كم واحداً منكم استيقظ في الهزيع الأخير من الليل وصلى ركعتين ودعا دعاء مضطر وقال: اللهم بحق أسمائك الحسنى انصر إخوتنا، فرج عن إخوتنا ؟ كم واحداً منكم أرَّقه الأمر في ليلة واحدة من هذه الليالي التي مرت فلم يعد يستطيع النوم، وهبَّ يرفع يديه إلى ربه. هذا هو الأمر الأول. لذلك يا إخوتي لا تتركونا بالله عليكم أرجوكم، أناشدكم الله لا تتركونا في غوغائية، نشتم فلاناً، ونسبُّ فلاناً، ونلحي باللائمة على فلان، ونقول إن فلان خان، وإن فلاناً لم يخن، ونوزع شهادات الخيانة والأمانة على هذا وذاك. دعونا نلتفت إلى أنفسنا في مثل هذه القضية التي تشكل في رأيي الآن إن استفدنا قاعدة وأسّاً لمستقبل يمكن أن نكون متغيرين على أساسه أو يمكن أن نغير في منهاجنا على أساسه.

الأمر الثاني: أن نطالب أنفسنا، ما الذي تستطيع أن تفعله أنت ؟ أنا أعلم بأن الجواب السريع تقول: أنا بالنسبة لي لا أستطيع أن أفعل شيئاً، لكنك تفعل لكنك تسبّ، لكنك تشتم، لكنك ترفع صوتك بالحديث عن فلان، والحديث عن فلان، لكنك تفعل.

المطلوب منك أن تطالب نفسك بعد أن طالبت ربك بالنصر، يجب أن تطالب نفسك أولاً وقبل كل شيء ما الذي تستطيع أن تقدمه حيال قول الله عز وجل: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ هل أنت تدخل في واو الجماعة أم لا ؟  هل أنت من هؤلاء المخاطَبين أم لا ؟ هل أنت بعضٌ من واو الجماعة أم لا ؟ أنت تقول عن نفسك انك واحدٌ من الأوائل في واو الجماعة، أريدك أن تُعدَّ القوة التي تستطيعها، ما الذي تستطيعه ؟ تستطيع أن تدفع مالاً، تستطيع أن تُصلح نفسك، إن من الأسباب والسنن أن هذا الذي ألمّ بنا إنما هو من جرّاء ما قصَّرنا به مع أنفسنا، ومع أوطاننا، مع أرضنا، مع ربنا، مع قرآننا، فإذا لم يكن هذا الذي قد وقع دافعاً لك من أجل أن تصلح نفسك فقل لي بربك ماذا تنتظر ؟ أتنتظر يوم تزهق روحك وعند ذلك لاتَ ساعة مناص: ﴿قال ربِّ ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركتُ كلا إنها كلمة هو قائلها﴾ لا رجوع آنذاك، المطلوب منك أن تدفع، أنت فقير لكنك إذا ما وقعت في شدة، تَبِع الذي تحتك كما يقال والذي فوقك، أنا لا أقول لك بِع الذي تحتك والذي فوقك، لكن أقول لك: ادفع ما أنت تستطيعه، وأصلح نفسك، وأعني بالإصلاح ما الذي تحدثنا عنه منذ عشرة أسابيع وإلى اليوم، أصلح نفسك في علاقتك مع ربك، وفي علاقتك مع ذاتك، وفي علاقتك مع جارك، وفي علاقتك مع أرحامك، وفي علاقتك مع والديك، وفي علاقتك مع أولادك، وهذا الكلام ربما الكثير منا لا يرتضيه لأنه يريد كلاماً مباشراً، والكلام المباشر لا يمكن أن يدفعنا لننفذ، وإنما يدفعنا من أجل أن نفترق من غير ما تحقيق شيء يعود علينا بالنفع، أنا أعلم أن الكثير منا يمكن أن ينتظر من خطيبٍ يخطب، أو من محاضر يحاضر، ننتظر منه أن يقول للناس: هيا فلنخرج، وسيخرجون إلى الساحة الفلانية، ويقولون لعنة الله على إسرائيل، لعنة الله على الخونة، ثم ينفضُّون إلى بيوتهم بعد ذلك ليأكلوا ويشربوا ويناموا، والحمد لله لقد قاموا بواجبهم. لا يا إخوتي، آن الأوان من أجل أن ندرك عمق مسؤولياتنا كما يجب. وهذه رؤيتي: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾ وأنا لا أخاطب فرداً بعينه، وإنما أخاطب من خلالكم أنتم كل أفراد المجتمع، لا أفرق بين فرد وفرد، أخاطب العامل وأخاطب الطبيب وأخاطب الرئيس وأخاطب الوزير وأخاطب المدير وأخاطب الضابط وأخاطب الجندي وأخاطب كل واحد... بإمكانك أن تساهم من خلال دفعِ ما تستطيع دفعه من مال، أو من جاه، أو من كلمة راشدة، أو من كلمة واعية، تستطيع فهبّ من أجل القيام بمسؤولية الدفع للمال، للقوة في كل تجلياتها، في كل أشكالها، في كل صياغاتها، في كل ما يمكن أن يطلق عليه اسم القوة. إذن الأمر الثاني أصلح نفسك أيها المسؤول الكبير هل صليت ركعتين ؟ ومن يدري أنا لا أتحدث عن خوارق، ولكن من يدري أن الله يريد منا من خلال هذا الذي وقع أن يصلي الرئيس والمرؤوس والوزير والضابط فهيا أيها الضابط ومن فمك أدينك، أنك تقول بأنك مسلم وتعبد الله فادعُ الله عز وجل، ولعلي حين أرى ضابطاً أو مسؤولاً كبيراً يرفع يديه إلى ربه، أستشعر أن تلك قوةٌ فقدناها من زمان وقد عادت إلينا وهذا سبب من أسباب نصرٍ ننتظره من رب العزة جلت قدرته، لأنه لا ناصر إلا الله. ادفع ما تستطيع أن تدفعه من قوة مادية ومعنوية وجيشية وتحضيرية وتنظيمية وأنا أخاطب الأفراد والمنظمات والجماعات.

الأمر الثالث: ثم عليك أن تسعى لنشر ما أسميناه بفقه الوحدة، لن ننتصر ونحن مفرقون، تلك سنة إلهية محكمة لن ننتصر ونحن مفرقون، هل نحن مفرقون ؟ نعم. نحن مشرذمون، نحن مفرقون، نحن مبعثرون، نحن أشلاء ولا نشكل جسماً، نحن أشلاء مشلولة، ننادي بفقه الوحدة، ما الذي نريده من الوحدة ؟ نريد ما يلي، وأرجو أن يرسخ هذا في أذهاننا:

1- من خلال العبادة الموحدة لربنا، نريد أن نوحد أنفسنا على أساسٍ من توحيد العبادة لربنا، أنت تعبد الله كما تقول، وهذا الذي بجانبك يعبد الله، فادعُ إلى الوحدة على أساس من توحيد الله وعبادته.

2- ادعُ إلى الوحدة من خلال توحيد العدو: مَن عدونا ؟ عدونا الصهيونية المجرمة الآثمة البغيضة، وحدّث عن أوصافها الوسخة ما شئت. عدوك الصليبية المتصهينة، عدوك كل داعم للصهيونية دعماً واضحاً، ولا أريدك أن تجتهد في التعرف على الداعم غير الواضح وتترك الواضح.

3- ادعُ إلى الوحدة من خلال توحيد التراحم فيما بيننا، يا فلسطيني ارحم الفلسطيني الآخر، يا عربي ارحم العربي الآخر، يا مسلم ارحم المسلم الآخر: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) نحن بحاجة إلى رحمة، أتريدون الرحمة ؟ ارحموا من في الأرض، ارحموا أنفسكم، ارحموا بعضكم، يا أيها الفلسطينيون تراحموا، يا أيها العرب تراحموا، يا أيها المسلمون تراحموا واجعلوا التراحم هدفاً وحدوياً، وإلا فما الذي تريدونه من الوحدة ؟ هل تريدون من كلمة الوحدة أن تكون كلمة جوفاء شعارية نطلقها هكذا ولا نعني من ورائها شيئاً ؟ الفلسطيني ضد الفلسطيني، والعربي ضد العربي، والمسلم ضد المسلم، هذه المناظر أمامنا هل تدفعنا من أجل أن نفكر في التراحم فيما بيننا ؟ الصهيونية المجرمة الغادرة لا ترحمنا، ولربما أنت تصرفت مع أخيك العربي أو المسلم أو الفلسطيني كما تصرفت الصهيونية المجرمة مع إخواننا وأشقائنا وأبنائنا وأطفالنا ونسائنا في غزة، وقد صدر منك هذا، نعم شهرتَ السلاح على أخيك في يومٍ من الأيام وقلت عنه بأنه عدو، وكان الأولى وقد أخطأ، وأنا لا أقول لك إنه لم يخطئ، كان الأولى بدلاً من أن تشهر السيف في وجهه وأن تقتله وأن تسيل دمه كان الأولى بك أن تنصحه وأن تحاوره، لأنني قلت على هذا المنبر منذ أكثر من عشرين عاماً: السلاح ينبغي أن نوجهه إلى الصهيونية المجرمة الآثمة، السلاح في مواجهة الصهيونية، والسلاح في وجه الصليبية المتصهينة اللتين اجتمعتا، لا أقول من أجل القضاء على الإسلام، ولكن من أجل التفرد في الكون على أساسٍ من ظلم، وعلى أساس من رذيلة، وعلى أساس من اتِّهام الإنسانية كلها بعدم الصلاح لوراثة الأرض. فعدو الصهيونية ليس الإسلام فحسب وإنما الإنسانية، ولذلك هنالك من يقف معكم في خندقكم أنتم أيها المسلمون، أيها العرب، من الغربيين، من الأوربيين، فمدّوا لهؤلاء الأيدي من أجل أن يتعاونوا معكم. الوحدة في التراحم فيما بيننا، قلنا في الأسبوع الفائت: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم...) أقول لك وكل واحد يخاطب نفسه هل أنت مع أخيك كالجسد الواحد وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلمون كجسدٍ واحد، إذا اشتكت عينه اشتكى كله، وإذا اشتكى رأسه اشتكى كله) فهل أنت إذا اشتكى جارك تشتكي أنت ؟ أم انك إذا اشتكى جارك قلت لقد حل بجاري ما يجب أن يحل به.

يا ناس هو درس تلقيناه عملياً وأعتقد أنه آن الأوان، أتريدون درساً أقسى من ذلك ؟ أتريدون درساً أفظع من ذلك ؟ أتريدون اعتداءً على أطفال أكثر من هذا الذي وقع ؟ أتريدون اعتداءً على نساء أكثر من هذا الذي وقع ؟ وإني لأعلم أن الجميع في العالم الإسلامي والعالم العربي متفقون على أن هؤلاء الأطفال مظلومون، قد يكون بعض الأطفال الذين وقعوا ضحايا في بلد عربي آخر لا يتفق الجميع على أنهم ضحايا أو أنهم مظلومون لكننا هنا في فلسطين ما أعتقد أن ثمة إنساناً ما في عالمنا العربي والإسلامي يعتقد أن هؤلاء غير مظلومين، وأنا لا أقول عن الأطفال الآخرين الذين وقعوا في بلد عربي آخر أنهم غير مظلومين ولكن أقول هؤلاء في غزة مظلومون باتفاق الجميع، لقد اتفقنا على أن غزة مظلومة، على أن الشهداء شهداء، على أن الأطفال ضحايا إرهاب، على أن النساء ضحايا، على أن الدم المسفوح في غزة دم برئ طاهر سفحته أيدٍ غادرة، اتفقنا على هذا فلماذا لا تتفقون على الموقف ؟ لماذا لا تتفقون أيها القائلون على أن هؤلاء جميعاً مظلومون لماذا لا يتعاون هؤلاء القائلون ؟

لا أريد أن أحدثكم أكثر ولكن أريد أن يكون هذا الذي نتحدث به ورقة عمل، طالبوا ربكم بصدق ولربما قال إنسان ولماذا نطالب ربنا ؟ أقول لكم: إن ربكم يريد منكم أن تطالبوه، ولكن مع مطالبتكم أنفسكم بدفعٍ لكل تكتلات وصيغ القوة المادية والمعنوية، بإصلاح الأنفس، أنت أيها الشاب: هل ارعويت عن معصية كنت ترتكبها قبل السبت فارعويت عنها بعد السبت، أي بعد يوم بداية الاعتداء أم أنك بقيت على ما أنت عليه ؟ أنت أيها التاجر الذي تغش قبل السبت: هل تبت عن الغش بعد السبت ؟ أنت أيها الحاكم: أنت يا من ظلمت قبل السبت: هل تبت عن الظلم بعد السبت ؟ أنت أيها الطبيب الجشع: هل تبت عن جشعك بعد السبت ؟ هل تبت أنت أيها الطالب عن كسلك الذي كان يلفك وتلفه قبل السبت، هل تبت عنه بعد السبت ؟ أتريدون أن نتكلم وأن نخرج بمسيرات وأن نرفع الأعلام وتحسبون أنكم على شيء، لستم على شيءٍ ما لم تقوموا بهذا الذي نقوله ونتحدث عنه لأنكم، من فمكم ندينكم، أنت تقول: ﴿إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ هكذا تقول لي، هل غيرتَ سلوكك ليكون أفضل ؟ هل غيرتَ مسيرتك لتكون أحسن ؟ هل غيرتَ معالم هذه الخطوات التي تسير عليها لتكون أجمل ؟ أم أنك على ما أنت عليه، ولكن ازدادت كلمات الشتم والسب من فمك خروجاً والتهاماً، وأصبحت تقف أمام التلفاز لتقول: لعنة الله على فلان، ولعنة الله على فلان، واكتفيتَ بهذا، وها أنت تكذب على نفسك بأنك تدعم أهل غزة، أهل غزة لا يُدعمون بهذا الذي تفكر به، أهل غزة يدعمون بقوة تستطيعها، وأنت تستطيعها مَنْ كنت، أهل غزة يُدعَمون بأن تُصلح نفسك أنت، بأن تكون منسجماً مع دينك، مع نفسك، مع الخير الذي تنشده، أهل غزة يُدعَمون بالوحدة بينكم أنتم، من خلال العبودية لله، من خلال توحيد العدو، من خلال التراحم، من خلال الكلام الجادّ على ضرورة الوحدة، نعم أهل غزة يُدعمون بهذا، فيا رب نستحي ونحن نطالبك بأن تنصرنا، لكن فضلك وكرمك عوَّدنا وجعلنا من الطامعين في هذا الطلب، فيا رب بحق هذه الدماء البريئة، بحق هؤلاء الأطفال الذين سقطوا ودماؤهم تسيل منهم ولا جريرة لهم سوى أن إخواناً لهم قصَّروا في دعمهم، لا جريرة لهم سوى أن إخواناً لهم، ونحن منهم قصَّرنا في دعمهم، بحق الدماء، بحق الأطفال، بحق الشهداء، ردَّنا إلى دينك الذي يدفعنا من أجل أن نكون على مستوى النصر، يا رب العالمين. نعم من يسأل أنت ونعم النصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 2/1/2009

التعليقات

مواطن مصري

تاريخ :2009/01/03

نفتقد للأسف سيدي في مساجدنا في مصر لهذا الخطاب الواعي العميق الخالص الخارج من عمق الضمير والوعي والقلب المؤمن. رجاء سيدي أن يتم التوجه بهذا الخطاب إلى القنوات الفضائية خاصة الجزيرة التي للأسف تكرس لا أدري بوعي أو دون وعي لمزيد من الفرقة والدخول في دوائر مغلقة من الاتهامات المتبادلة بالخيانة والحقيقة أن الجميع متورطون لاأقول الخيانة ولكن عدم الاخلاص لا مع خالقهم ولا مع شعوبهم ولا مع اخوانهم وحتى الشعوب نفسها تعاني من نفس الداء. أكرر رجائي أن ترسل سيادتكم بنص ورقة العمل إلى الجزيرة وغيرها من القنوات المتاحة للتواصل مع العرب والمسلمين وأرجو أن تقرأ هذا النداء، فالوقت يضيق بنا ،والصهاينة يضحكون علينا، فما يجري عبر الفضائيات مسرحية كوميدية.

زاهر هواش

تاريخ :2009/01/04

السلام عليكم ان الباطل والحق في صراع أزلي. إن سعى احدهما إلى نفي الآخر فهو ساع نحو الوهم ولكن على صاحب الحق أن يسعى من أجل انحسار وتضاؤل الباطل. فرسولنا عليه الصلاة والسلام وهو مؤيد بالمعجزات كان من الناس من كذبه ولف الباطل . الشعب الفلسطيني السؤال الذي يجب أن يوجه اليه هو : لماذا لا تتوحد قوى المقاومة ؟ وتصبح لها مرجعية عسكرية تنظيمية سياسية واحدة ؟ أما الوحدة مع أطراف لا تؤمن بالمقاومة فهذا مطلب يجعل المقاومين أمام خيار ترك المقاومة .

عبدالرزاق أحمد معاز

تاريخ :2009/01/05

سيدي جزاك الله خيراُ ولكن وبحسرة شديدة أقول قد أسمعت لو ناديت حياً ولكن ( وللأسف ) لاحياة لمن تنادي.

فؤاد الدين المقدسي

تاريخ :2009/01/06

السلام عليكم لماذا يا شيخ نتناسى دور المعتصم و هارون الرشيد في إغاثة الامة و إنقاذها و الذود عن حماها ؟؟؟ ، أم أنه انتهى دور النوم على الأطلال بل ذكراها فلماذا لا ندعوا المسلمين للعمل للخلافة و نقول لهم :* نصف كلمة! تحريك الجيوش للقتال هو وحده واجب الحكام تجاه مجزرة غزة وإلا فقد خانوا الله ورسوله والمؤمنين ...أو نقول لهم : دولة الخلافة الراشدة هي وحدها القادرة على إنهاء مجازر كيان يهود الجارية وليس الحكام العملاء للكافر المستعمر ...فهذه ورقة عمل صادقة و عملية إن نجحت الرغبات و صدقت وبوركت يا شيخ

السنوسي المنير

تاريخ :2009/01/07

بارك الله فيك وجعل ماقلته في ميزان حسناتك ، وأنا سأعيد إلقاء هذه الخطبة بعون الله في يوم الجمعة القادم إن سمحت لي ، وفقك الله وسدد خطاك وجمعنا وإياك في الجنة ، وجعل النصر حليف إخواننا في غزة وهو حليفهم بإذن الله تعالى ..

شاركنا بتعليق