أستاذنا الجليل د. محمود:
لو تكرّمتم فعرَفتم لنا الوقف، وبينتم لنا حكمته، ولكم منا كل التقدير، والشكر الجزيل.
الإجـابة
الأحد 7/3/2010
تعريف الوقف شرعاً يا أخي هو: "حبس الواقف العين على حكم ملك الله تعالى وصرف منفعتها على من أحب" ومعناه: إخراج العين (الشيء) الموقوفة عن ملك الواقف إلى حكم ملك الله تعالى، فلا يجوز له بعد ذلك التصرف فيها أو الرجوع في الوقف، ولا تورث عنه لخروجها عن ملكه، هذا في حق العين الموقوفة، أما منافعها فهي لمن وقفها عليهم، ودليل الوقف من السنة ما ورد في الصحاح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصاب أرضاً من أرض خيبر فقال: يا رسول الله إنما أصبت أرضاً بخيبر، لم أُصِب مالاً قط أنفس عندي منه فما تأمرني ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها" وفي بعض الروايات: "تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب ولا يورث ولكنه ينفق ثمره".
والحكمة في الوقف ومشروعيته: تأمين الصدقة الجارية للواقف يستمر خيرها دهوراً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له" رواه أبو داوود والنسائي.
ومن الحكم أيضاً: تأمين موارد دائمة للفقراء والمحتاجين والمرضى و... وقد أسهم الوقف في تطوير وتنمية المجتمعات الإسلامية عبر العصور من خلال تحسين المرافق العامة والخاصة والعنايه بها ورعايتها، فكان ثمة مستشفيات ودور عجزة وأمكنة رفق بالحيوان، ومؤسسات للشرب والمياه، وفنادق، ونزل للفقراء، وأشياء كثيرة من اطَّلع عليها أدرك أهمية الوقف ودوره في النهضة.
وها نحن اليوم ندعو إلى تفعيل الوقف ودعمه وتوعية الناس عنه وبه، ونشر ثقافته بين الناس عامة وبين الأغنياء خاصة كما نأمل التوسع في أحكامه ليطال كل فعلة خير يريد صناعتها الإنسان، فالوقف في النهاية خير عام والله تعالى قال: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
التعليقات