آخر تحديث: السبت 04 مايو 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
موقع "أون إسلام.نت" يلتقي الدكتور عكام

موقع "أون إسلام.نت" يلتقي الدكتور عكام

تاريخ الإضافة: 2010/11/10 | عدد المشاهدات: 3045

التقى موقع "أون إسلام.نت" وفي صفحة (مدارك) الدكتور الشيخ محمود عكام في مكتبه بدار الإفتاء والتدريس الديني بحلب وسأله عن مواضيع عدة تناولت بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. وقد تحدث الدكتور عكام عن الصعوبات التي تواجهه في الإفتاء والتي تنبع من الشيوخ الآخرين الذين يقومون بعمل المفتي ويبادرون للإجابة على أي سؤال، وهو ما يتعارض مع استراتيجية دار الإفتاء. ثم أجاب عن سؤال حول سبب معاناة مؤسسات التعليم الديني من مشكلات تربوية وعلمية وإدارية بقوله: "يقوم العلم من وجهة نظري على ركنين أساسيين: هما التوثيق والتحقيق، وهما غائبان عن مؤسسات التعليم الشرعي". أما عن سبب اتهامه بالتشيع تارة وبالتغريب تارة فقد قال الدكتور عكام: "في رأيي أن جذور هذه الاتهامات، تعود إلى كوني أحمل فكراً إصلاحياً مختلفاً عن الفكر الذي كان سائداً إبّان عودتي من فرنسا، ونجاحي في عدد من المهام الإدارية والعلمية في بداياتي، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المتابعين لي، فكِيلت لي الاتهامات ومنها الاتهام بالتشيع، علماً أن دافعي لتصريحاتي وكتاباتي هو فكرة الإنصاف للمظلومين في التاريخ الإسلامي".

ثم تحدث عن مواضيع أخرى مثل المصارف الإسلامية، وما يسمى بظاهرة الدعاة الجدد... وفيما يلي نص الحوار:

في لقاء لشبكة أون إسلام.نت بمكتبه

عكام: مصالح الغرب ستدفعه للتهدئة مع العالم الإسلامي

يعد الدكتور محمود عكام المولود في مدينة حلب عام 1952، واحداً من أكثر الشخصيات أهمية وإثارة للجدل في حلب وسورية بوجه عام، وله العديد من الآراء والفتاوى الشهيرة، كما أنه يستقطب كثيراً من المثقفين من تلامذته، وبعد دراسته في السوربون في فرنسا، عمل مفتياً لحلب ومستشاراً لوزير الأوقاف.

وفي حوار أون إسلام.نت معه، تحدث د. عكام عن جهودٍ لإصلاح الإفتاء في سوريا وتكريس وطنيته بدلاً من الفوضى الإفتائية، كما أشار لاتجاه الغرب - حتماً - لمداراة العالم الإسلامي مدفوعاً في ذلك بمصالحه في المنطقة. وأكد شكلانية نمط التدين الذي يسود الفضائيات في الظرف الراهن.

نص الحوار:

موقع أون إسلام: تخصصكم الأكاديمي هو الفكر الإسلامي، والفكر السياسي الإسلامي بشكل أدق، ما هو سر اختياركم للبحث في هذا المجال ؟

الدكتور عكام: حاولت خلال دراستي استثمار الظرف الزماني والمكاني باعتبار دراستي في فرنسا، فكنت أبحث عن موضوع لا يمكنني أن أدرسه إلا هناك، فلو أنني كنت أدرس في مصر مثلاً لتغير الأمر، باعتبار جو الحرية هناك، فاخترت دراسة موضوع سياسي، ودراسة مجال الفكر السياسي، وبما أن المسلمين اليوم متوزعون اليوم بين فئتين كبيرتين (سنة وشيعة)، فقد اخترت دراسة الأفكار السياسية عند كلا الفريقين، باعتبار أن الخلاف الحالي بينها، من وجهة نظري، هو خلاف سياسي بداية، ولا يزال قائماً حتى اليوم، بل إنه تمحّض سياسياً.

موقع أون إسلام: بعض الدول تقوم باستغلال العنصر المذهبي في خلافاتها السياسية وتقول: إنها تدافع المد الشيعي في العالم العربي، ما رأيكم في ذلك ؟

د. عكام: السياسيون في عصرنا الراهن هم الموجهون بالدرجة، وبقية قطاع المجتمع مسيرون، وكي يحقق السياسيون أهدافهم لا بد لهم أن يدغدغوا مشاعر العامة بمثل هذه الشعارات، وبالذات المتدينين، لأنهم يمتازون اليوم بالسطحية، مع الأسف، وهذا أحد مظاهر التخلف في عصرنا (اتباع الشعارات).

موقع أون إسلام: بوصفكم مفتياً لمدينة حلب، ما هي الصعوبات التي تواجهكم ؟ وما هي أبرز الصفات الواجب توافرها في المفتي بوجه عام ؟

د. عكام: تنبع الصعوبة من الشيوخ الآخرين الذين يقومون بعمل المفتي ويبادرون للإجابة على أي سؤال، وهو ما يتعارض أحياناً مع استراتيجية دار الإفتاء في الإجابة على بعض المواضيع، وبالذات موضوع الزواج والطلاق، مما يؤدي أحياناً إلى تضارب الفتاوى، فضلاً عن صعوبات تتعلق بوظيفية دار الإفتاء، وهي مشاكل إدارية تمسّ نقص أعداد الموظفين المفرغين للعمل في دار الإفتاء، وهو ما أحاول تداركه من خلال وضع خطة لإصلاح الإفتاء في سورية، وتحويله إلى مؤسسة وطنية.

موقع أون إسلام: اتهمتم بالتشيع بسبب بعض تصريحاتكم وكتبكم العلمية، كما اتهمتم بالتغريب بسبب تكوينكم العلمي في فرنسا، كيف تعاملتم مع ذلك ؟

د. عكام: في رأيي أن جذور هذه الاتهامات، تعود إلى كوني أحمل فكراً إصلاحياً مختلفاً عن الفكر الذي كان سائداً إبّان عودتي من فرنسا، ونجاحي في عدد من المهام الإدارية والعلمية في بداياتي، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المتابعين لي، فكِيلت لي الاتهامات ومنها الاتهام بالتشيع، علماً أن دافعي لتصريحاتي وكتاباتي هو فكرة الإنصاف للمظلومين في التاريخ الإسلامي، ومنهم رجالات المدرسة الإصلاحية كمحمد عبده، في رغبة حثيثة لاتخاذ موقف علمي مبني على دراسة ومعرفة لا على نقل الأقوال وتوارثها، بخصوص كل من المدرسة الإصلاحية والمذهب الشيعي، فقيل عني متغرب ومتشيع، فضلاً عن محبتي لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمر نشأت عليه، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يجادلني فيه مهما كان مذهبه.

موقع أون إسلام: تعاني مؤسسات التعليم الديني في عالمنا من مشكلات تربوية وعلمية وإدارية متعددة، ما هي أبرز هذه المشكلات من وجهة نظركم، وما السبيل لتجاوزها ؟

د. عكام: يقوم العلم من وجهة نظري على ركنين أساسيين: هما التوثيق والتحقيق، وهما غائبان عن مؤسسات التعليم الشرعي ومغيبان، والتعليم الشرعي قائم الآن على التقاليد والاعتماد على بعض الآراء القديمة التي تناسب أحياناً عصرنا؛ تكاسلاً عن العمل والاجتهاد.

موقع أون إسلام: تشهد السوق السورية انتعاشاً كبيراً على مستوى المصارف، والإسلامية منها بوجه خاص، ما هو تصوركم عن ذلك ؟

د. عكام: برأيي أن الإسلام لا يتدخل في التفاصيل الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية للمجتمع، فالإسلام عبادات وعقيدة ويوجه هذه المجالات جميعاً توجيهاً أخلاقياً دون التدخل في التفاصيل وبما يناسب العصر الذي يعيشه المسلمون، بدليل اختلاف الفتاوى والآراء باختلاف العصور والأزمنة، فالإسلام يستجيب لواقع الحياة بما لا يخالف المحكمات فيه، وإصرار البعض توسيع دائرة المحكمات في الفقه الإسلامي على حساب المتشابهات، والتي هي عبارة اجتهادات فقهية متعلقة بأزمنتها أفضى بنا إلى التبرير والترقيع دوماً، لا التفكير، فالمصارف الإسلامية هي تبرير، ولو أن البنوك العادية قدم لها "التبريرات" التي سيقت لتلك الإسلامية لأصبحت إسلامية، وذلك بسبب "الشعارات" التي يتم رفعها والتي صبغت حياتنا في مجالات عديدة.

موقع أون إسلام: غزت الفضائيات ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة مجموعة كبيرة من الشباب المتحمس للعمل الدعوي، ما رأيكم في ظاهرة الدعاة الجدد في ضوء ما يقال عن عدم تحصيلهم العلمي في معاهد وكليات شرعية ؟

د. عكام: برأيي أن هذه الفضائيات تكمل مسيرة التخلف الذي نعايشه في واقعنا في مجالات عدة، ففي زمن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن هناك دعوة موجهة للمسلمين، بل كانت الدعوة موجهة لغير المسلمين، بل كان هناك ما يسمى التذاكر أو التدارس فقط، والدعوة يجب أن تكون بالسلوك والحال، وهؤلاء الدعاة، في معظمهم، يكرسون الشكلية والمباشرة في طرحهم عن الإسلام، وما ضرّ الدعوة إلى الإسلام مثل هاتين الصفتين، حتى الجانب العلمي في طرحهم يعدّ ضعيفاً ولا يقدم إضافة تذكر، للداعية ثلاثة شروط: معرفة المُخاطَب، ومعرفة الخطاب، والجرأة في إيصال المعرفة محققة دون انتقائية.

موقع أون إسلام: بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، بات الإسلام والمسلمون موضع اتهام دائم بالإرهاب وممارسة العنف والتطرف، كيف تنظرون لمستقبل العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب في ضوء الأزمات المتلاحقة (أزمة الحجاب، أزمة بناء المآذن...) ؟

د. عكام: إذا استمر التوتر والصِّدام الذي يحكم العلاقة حالياً بين الإسلام والغرب، فإن المستقبل ينبئ بأن الغرب سوف يستوعب ويداري المسلمين لأن له مصالح في بلادنا، وهو ما تعكسه خطابات زعماء الغرب وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي (أوباما)، وسنحسب أن هذه المداراة هي نصر لنا، وهي في الحقيقة خذلان، وشرّ الناس من أُكرم اتقاء شره، أما إذا أردنا تحسين العلاقة بيننا وبين الغرب، فعلينا أن ننصفهم وأن نعتقد فيهم الأستاذية لنا، كما فعلوا هم مع أجدادنا، بسبب تفوقهم علينا، دون أن يمنع ذلك وجود بعض الأصوات الشاذة لديهم والتي تنفخ في أوار الصدام بين الجانبين، والتمييز بينهم وبين الأغلبية في الغرب والتي ترغب في علاقات سوية معنا، إلا أننا لا نسمع مع الأسف سوى تلك الأصوات المعادية، وقضية بناء المآذن لا تمنع ما يتمتع به المسلمون في سويسرا من حرية كبيرة في ممارسة شعائرهم الدينية.

موقع أون إسلام: بعد فشل المشاريع العربية، على اختلاف توجهاتها، في تقديم نفسها، مَن المؤهل حالياً من التيارات القائمة لقيادة الأمة للنهوض واستئناف الدور الحضاري ؟

د. عكام: أي شخص سوف يتكلم باسم تيار ما لن يُكتَب له النجاح، وعلينا أن نقدم مشروعاً متكاملاً باسم المسلمين جميعاً، وأن نتكلم باسم الإنسان قبل المسلمين، وتقديم خطاب إنساني بالدرجة الأولى، وبعد أكثر من عشرين عاماً قدمت رؤية من سِمات خمس طرحتها على العديد من الوفود والشخصيات التي قابلتها، على جميع المجتمعات أن تتحقق بها وتدعو إليها، وهي: العدل والحرية والأمن والمعرفة والفضيلة، وهي مبادئ لم أجد أحداً يعارضني أو يجادلني فيها.

موقع أون إسلام: ما رؤيتكم لدعوات الوحدة الإسلامية وتجاوز الفتن المذهبية بين السنة والشيعة، وكيف يمكن بناء علاقة جيدة بين الجانبين ؟

د. عكام: إذا كانت الغاية من هذه الدعوات هو توحيد هذه المذاهب فأنا ضد ذلك، بينما المفروض أن يتم التوحيد تحت شعار جامع مشترك مجسد بين جميع المذاهب هو الرسول عليه الصلاة والسلام، ولتقديم خطوات عملية يجب تقديم معرفتنا بهذا المشترك، والأمر ذاته ينطبق على القرآن الكريم.

أجرى حوار: هشام منور

لقراءة الحوار من المصدر، لطفاً اضغط هنا

 

 

 

 

التعليقات

شاركنا بتعليق