آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
الدكتور عكام يتحدث عن زواج القاصرات في الفضائية السورية

الدكتور عكام يتحدث عن زواج القاصرات في الفضائية السورية

تاريخ الإضافة: 2010/10/19 | عدد المشاهدات: 4499

التقى التلفزيون العربي السوري/ القناة الفضائية يوم الثلاثاء 19/10/2010 وضمن برنامج (خط أحمر) الدكتور الشيخ محمود عكام في ندوة حول "الزواج المبكر أو زواج القاصرات" شارك فيها إلى جانب فضيلته الدكتور صلاح الشيخة، وحاورهما الأستاذ عبد المؤمن الحسن، وفيما يلي نص الحوار:
الفضائية السورية: معكم دكتور محمود أستذكر الذهبية التي أحرزها هذا البرنامج في مهرجان القاهرة التي قدمتها وكنا فيها سوية، والتي تحدثت عن موضوع شائك آخر هو جرائم الشرف، وهناك تقاطعات بين الموضوعين، ودعني مباشرة أنطلق معك، بتساؤل عن الشرائع والأديان التي تسمح بهكذا انتهاكات "الزواج المبكر" إذا جاز لنا أن نعدّها انتهاكات، ونضع هذا التعبير بين قوسين. على ماذا يستند الذين يشرعون الزواج المبكر، كيف نظر الدين إلى هذا الزواج ؟ كيف عرّفه وكيف حاول أن يشرعنه إذا كان قد شرعنه ؟
الدكتور عكام: أشكركم على مناقشة مثل هذه المواضيع التي تهم مجتمعاتنا والتي يجب علينا جميعاً أن نتعاون لنزيل ما يمكن أن يكون حجر عثرة في طريق تقدم مجتمعاتنا، وأحب أن أشير إلى أنني لا أريد أن يكون الحديث عن الزواج المبكر وإنما عن زواج الصغيرات أو عن زواج القاصرات، إذ أخشى أن يكون الحديث عن الزواج المبكر كلمة مقبولة عند الجميع، لأن في مقابل الحديث عن الزواج المبكر حديث عن الزواج المتأخر، وهذا ما لا نريده عندما نتحدث عن الزواج المبكر والزواج المتأخر، من أجل تحديد الموضوع أكثر نحن نتحدث الآن عن رفض العقل والشريعة والدين لزواج الصغيرات القاصرات، لزواج اللواتي لم يَصِلن بعد إلى السنّ الشرعية أو القانونية المعتبرة، إلى سن أهلية الأداء. أشير إلى نقطة ثانية، نحن عندما نناقش مثل هذه المواضيع، فإننا نناقش موضوعاً أتانا من التقاليد، وهذه الطامة الكبرى التي نعيشها في مجتمعاتنا اليوم، نحن بين تقاليد موروثة وبين تعاليم منسية، زواج الصغيرات أو زواج القاصرات الموروثة والتي لا تقرها التعاليم السَّمحة المشروعة، تعاليم السماء، تعاليم الشريعة، لذلك علينا من أجل أن ننهض بمجتمعنا أن نأتي إلى التقاليد الموروثة التي تخالف تعاليمنا، ولقد مرت فترة كانت فيها التقاليد تهزم التعاليم، نحن الآن نريد للتعاليم أن تهزم التقاليد، وهذه التعاليم منسية، لم نعد نطبقها في حياتنا، زواج القاصرات من التقاليد، أما التعاليم فتقول كلها من خلال شريعتنا ومن خلال قوانيننا وقانون الأحوال الشرعية المستوحَى من فقهنا وشريعتنا، تقول بأن زواج القاصرات ليس بزواج معترف به شرعاً ولا قانوناً في رأيي، وسنتحدث عن بعض الثغرات التي نفذ إليها أولئك الذين يريدون أن يتكئوا على القانون عندما يريدون أن يقوموا بأعمال تستند إلى التقاليد التي يجب أن نرفضها لأنها لا تتناسب ولا تتماشى مع التعاليم الشرعية التي أُمرنا أن نطبقها وأن نرعاها.
زواج القاصرات أمر مرفوض شرعاً وديناً، لأن كل حكم شرعي إسلامي نريد أن ننسبه للإسلام يجب أن يستظل بظل العقل والعدل والرحمة، وأنا أرى أن زواج القاصرات لا يستند إلى عقل ولا إلى عدل ولا إلى رحمة، لا يستند إلى هذه القيم الثلاث التي يجب دائماً على أي حكم شرعي أن يستظل بها، وإلا فإن هذا الحكم لا يمكن أن يكون إسلامياً، وزواج الصغيرات في رأيي لا ينتسب إلى العقل ولا إلى العدل ولا إلى الرحمة. منطلق الفهم الخاطئ لزواج الصغيرات جاء من عدم تعريف الزواج تعريفاً شرعياً صحيحاً، الزواج يا أيها الناس: عقد بين رجل وامرأة، وليس الزواج عقداً على امرأة. لما فهمنا الزواج في لحظة من اللحظات على أنه عقد على المرأة عند ذلك هان في تصورنا أن يتزوج الرجل الكبير امرأة صغيرة أو طفلة، أخطأ بعض الناس عندما استقوا سلوكهم من التقاليد لا من التعاليم كان الزواج في ذهنهم عقداً على المرأة وبالتالي ما دام الزواج عقداً على المرأة فهذا الإنسان يتزوج الصغيرة لأن المرأة في هذا التعريف الخاطئ موضوع العقد بينما في التعريف الصحيح الشرعي والقانوني: الزواج عقد بين رجل وامرأة، هي طرف، هي عاقل وما نشترطه في الرجل نشترطه في المرأة، نشترط في الرجل البلوغ والعقل، ونشترط في المرأة البلوغ والعقل، نشترط في الرجل أن يَعِيَ موضوع عقد الزواج، وموضوع عقد الزواج إنشاء رابطة بين الرجل والمرأة تؤهل هذين العاقدين من أجل إقامة حياة مشتركة من أجل نفع المجتمع، ومن أجل إضافة خيّرة على المجتمع إضافة نسلية بشرية قيمية وإضافة إنسانية أيضاً وإضافة جمالية وحياتية بكل ما تعنيه هذه الكلمة كلمة الحياة، الحياة تعني الوجود المادي والوجود المعنوي.
الفضائية السورية: الفهم الخاطئ للغاية من هذه المؤسسة أدّى بنا إلى أن نتكئ على موروث أو أن نذهب إلى أن تصبح المرأة وعاءً للإنجاب أو موضوع للعقد.
الدكتور عكام: المرأة طرف في عقد الزواج وليست موضوعاً للعقد، هذه نقطة فيصلية يجب أن نعيها ونحن نتحدث عن الزواج، ولعل بعض فقهائنا القدامى تحدثوا عن زواج الصغيرات وأجازوه في رأيهم لأنهم في رأيي نظروا إلى الزواج على أنه عقدٌ على المرأة، وهذا ما لا نجيزه، ولا القرآن الكريم ولا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
الفضائية السورية: إذا أردنا أن نذكر استناداً إلى الشريعة وإلى القانون وأنت تتحدث باللسانين اليوم، ما السنّ الذي وضعه القانون ووضعته الشريعة إذا حدث الزواج تحت هذا السن يصبح زواجاً من قاصرة ؟
الدكتور عكام: نحن نطلب بالنسبة للزواج أن يكون الرجل بالغاً عاقلاً، ونطلب أن تكون المرأة بالغة عاقلة وأن يكون الرجل فيما يخص الزواج الذي هو عقد مقدس خطير، لأنه يبني المجتمع ويضفي على المجتمع شرعيته ويجعل المجتمع متطوراً، لذلك يشترط الفقهاء في الرجل أن يكون بالغاً عاقلاً راشداً، ويشترط في المرأة أن تكون بالغة عاقلة راشدة تعي موضوع العقد، وأن يكون الرجل واعياً لعقد الزواج، فموضوع عقد الزواج إنشاء حياة مشتركة بين الرجل والمرأة من أجل النسل ومن أجل التربية ومن أجل تحسن المجتمع.
الفضائية السورية: ما السن الذي فرضه القانون والشريعة ؟
الدكتور عكام: لما اشترطت الشريعة العقل والبلوغ، هذا يختلف من بلد إلى بلد، جاء المشرِّعون واضعوا قانون الأحوال الشخصية في بلادنا فنظروا بشكل عام والسن متقاربة في كل البلاد العربية والإسلامية وغير العربية والإسلامية والغربية فأرادوا أن يحددوا السن حتى لا يكون الأمر متروكاً إلى التقدير العام، فقالوا بأن سن الزواج بالنسبة للرجل أن يبلغ ثماني عشرة سنة، وبالنسبة للمرأة أن تبلغ سبع عشرة سنة أي أقل بسنة لأنهم نظروا إلى أن المرأة تنضج عادة من الناحية الجسدية وربما من الناحية العقلية قبل الرجل وهذا ما يمكن أن يتكلم عنه الدكتور صلاح الشيخة.
الفضائية السورية: لماذا يذهب البعض إلى تزويج ابنته الصغيرة البالغة ربما في الثالثة عشرة أو في التسع سنوات، ما الأسباب التي تجعلهم يذهبون إلى هذا الفعل ؟
الدكتور عكام: قبل أن أجيب على هذا السؤال أريد أن أؤكد على قضية. فالله عز وجل قال: (فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) هل يكون المال أغلى عندنا من الحياة، من المجتمع، من هذه القيمة العظيمة، من الأسرة التي تشكل النواة للمجتمع المنشود ؟ هل المال أغلى علينا من هذه الخلية حتى ننتظر الرشد بالنسبة للمال ولا ننتظره بالنسبة للحياة، للأسرة، للناحية المعنوية عند الإنسان، هل المادة أغلى من الإنسان ؟ بالله عليكم كيف يمكننا أن نقبل هذا الذي تحدّث عنه القرآن الكريم ثم بعد ذلك ننسب للقرآن الكريم، فهل القرآن حرص على المال ولم يحرص على الحياة المعنوية للإنسان ؟ هذا غير معقول، لذلك نقول: يمنع منعاً باتاً نسبة زواج الصغيرات وجواز زواج الصغيرات والقاصرات إلى الإسلام ما دام الإسلام يقول هذه الكلمة التي ذكرناها: (فإن آنستم منهم رشداً) وأنا أقول قياساً على ذلك إن آنستم منهم رشداً فليتزوجوا، فإن آنستم منهم رشداً فليبنوا أسرة، فإن آنستم منهم مقدرة وكفاءة على بناء الأسرة وعلى بناء الخلية الأساسية للمجتمع فليفعلوا، وإلا فإن لم تأنسوا منهم رشداً من أجل بناء هذه الخلية الخطيرة الأساسية في المجتمع فلا يجوز لنا أن نتحدث في حال من الأحوال عن زواج الصغيرات.
نقول الآن، وأعتقد أن قضية زواج الصغيرات أصبحت قليلة نتيجة الوعي ونتيجة أمثال هذه البرامج والمحاضرات والمؤتمرات التي تقام من أجل هذا الموضوع، ولكن ما زالت التقاليد تفعل فعلها في بعض مناطق عالمنا هذا أولاً، السبب الثاني هنالك إغراء، هنالك مال، هنالك هجمة مادية يُستَغل فيها فقر الفقير، يُستغل فيها بؤس البائس هذا سبب ثاني، السبب الثالث هنالك موروث التخلف من الفتاة، لا زالت هذه الموروثات التي يُنظر فيها إلى المرأة على أنها عبء، إذا تسنى لهذا الأب أن يصرفهن في سن مبكرة فليفعل لأن هذا سيريحه من عبء أن يكون أباً لبنات، أن يكون متحملاً لهم، وعندنا أمثال لهذا الأمر، فمثلاً يقولون: "البنات همهن للممات"... مثل هذه الكلمات التي أفرزتها التقاليد الموروثة والتي يجب أن نرفضها ويجب أن نلقي عليها بتعاليم الإسلام السمحة. هذه أسباب ثلاثة تدفع الناس من أجل أن يزوجوا الصغيرات ومن أجل أن يزوجوا القاصرات، وأنا آمل من خلال هذا البرنامج الذي يتناول القضايا الهامة، آمل من أبناء وطننا أن ينظروا إلى هذه القضية نظرة واعية فاحصة مسؤولة، نحن بحاجة إلى أن نستشعر المسؤولية عن هذه القضية لأنها قضية وجود أو لا وجود، نحن أمام أسرة إن تهدمت هذه الأسرة بسبب منا أو من غيرنا تهدم المجتمع، وإن كانت هذه الأسرة قد بُنيت بناء متيناً على أسس متينة شرعية وعقلية ونفسية فإننا بذلك نتحدث عن مجتمع منشود قوامه الإنسان الصالح والمواطن الصالح.
الفضائية السورية: هل يجوز الزواج من قاصر دينياً وقانونياً ؟ إذا كان عمر الزوج ثمانية عشرة عاماً مثلاً، ألن يأخذ أصغر منه ؟
الدكتور عكام: عندما يريد شاب في سن الثامنة عشرة من عمره أن يتزوج نقول: هل تلك التي تريد أن تتزوجها وهي في سن الرابعة عشرة من عمرها تعفك أكثر ؟ لا، القضية ليست قضية سن من أجل العفة أو عدم العفة، لكن اعتماده على نظرية أن الرجل يتزوج من هي أصغر منه بخمس سنوات أو بست سنوات على الأقل، هذه ليست نظرية دينية ولا نظرية طبية ولا نظرية شرعية ولا نظرية قانونية، هذه نظرية من الموروثات لا أكثر ولا أقل، ومن التقاليد الموروثة يمكن أن يتزوج رجل في سن الستين بنتاً في العشرين أو الرابعة عشرة من عمرها. نحن نريد أن نستند في سلوكنا إلى تعاليم، إلى علم، إما إلى تعاليم دينية صحيحة أو إلى تعاليم قانونية صحيحة، أما هذا الذي يُقال للناس في عالم الموروث، في عالم التقاليد، فليس له رصيد في عالم الدين.
الفضائية السورية: متزوجة في التاسعة عشرة تقول إنها تزوجت في سن مبكرة، كان هناك الاختيار عاطفي فقط، فهل النضج العقلي شيء مطلوب أيضاً ؟
الدكتور عكام: لا يمكن أن أعترض على من تقول أنها تزوجت في سن مبكرة عندما تزوجت في التاسعة عشرة، لكن أعترض على من تقول أنها تزوجت في سن لا بأس بها عندما تزوجت في الثالثة عشرة، هذه أعترض عليها، يجوز للإنسان أن يعترض على نفسه في تقدير السن بعد الثامنة عشرة، أما أن يعترض على نفسه قبل الثامنة عشرة من عمره على أنه تزوج في سن جيدة فهذا غير مقبول. وبالنسبة لنا كمسلمين عندما نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج في سن الخامسة والعشرين من خديجة رضي الله عنها وهي في سن الأربعين على ما قيل، وهناك قول أنها كانت فوق الثلاثين، هناك أكثر من قول، لكن كل هذه الأقوال تتحدث عن سن أكبر من سن محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الزواج كان ناجحاً جداً ولا أجمل ولا أروع، حتى أن الرسول لما توفيت السيدة خديجة كان يتحدث عنها ويقول عن صويحباتها لما كان يكرمهن، كان يقول: "إني لأحب حبيبها، والله ما أبدلني الله خيراً منها". وهنالك احتجاج أريد أن أشير إليه هو أن الرسول تزوج من عائشة في سن السادسة، وبنى بها في سن التاسعة، وهذا بعد التحقيق الذي قمنا به، وقد درست هذه القضية دراسة مستفيضة تاريخية تراتبية، واعتمدت على دراسةٍ قام بها رجلان كبيران عالمان سابقان، تبين لنا بعد الدراسة أن سن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كانت في سن السابعة عشرة من عمرها، وهناك قول وهو أقوى كانت في سن الخامس والعشرين.
الفضائية السورية: ربما هذه المعلومة عبر خط أحمر نستمع إليها لأول مرة، وهي من مفتي حلب تحديداً، يتحدث أنه قام بدراسات تاريخية موثقة، ومن العودة إلى التاريخ تبين له أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة لم يكن في سن التاسعة.
الدكتور عكام: ونشرتُ هذا في فتوى على صفحات جريدة الجماهير منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسجلت هذه الفتوى في كتابٍ لي أصدرته بعنوان: (فتاوى الجماهير). فقد سألني سائل قائلاً: سمعت من أحد المدرسين أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب السيدة عائشة وعمرها ست سنوات، وتزوجها وهي في السابعة أو التاسعة فهل هذا صحيح أرجو الإجابة، وقد أجبته بالجواب الذي تحدثت عنه قبل قليل.
الفضائية السورية: عندما يختار الشاب قاصرة من يتحمل الإثم أو الذنب ؟
الدكتور عكام: الشاب يتحمل إثم الفعل، ويتحمل أهله إثم التشجيع إن كانت هذه الفعلة مرفوضة، وأهله يتحملون المسؤولية لأنهم يشجعونه أو على الأقل لا ينصحونه، هي لا تتحمل إثماً على الإطلاق لأنها صغيرة وقاصرة، أهلها يتحملون كل الوزر والإثم إذا كانت قاصرة.
الفضائية السورية: ذكرتَ مجموعة كبيرة من الأفكار نرجو أن تلخصها وتقدمها كخاتمة لهذه الحلقة ؟
 الدكتور عكام: نحن نقول ونتوجه إلى الناس كافة، نقول لهم: الزواج مسؤولية، والزواج حياة، والزواج مجتمع، والزواج كل هذا الكون الذي نعيشه. عليكم أن تنظروا إلى الزواج نظرة مسؤولة، كلنا مسؤول عن هذا الذي يحدث، فأنا وإن كنت في حلب فأنا مسؤول عن زواج قاصر في دمشق، لأننا لم نقدم للناس التوعية الكافية والتي تحفُّ هذه القضية أو تلك، يا هؤلاء استوعبوا مسؤولياتكم عن أنفسكم، نحن الآن نستوعب مسؤولياتنا عن أموالنا فهلا استوعبنا بنفس القدر مسؤولياتنا عن أبنائنا، عن بناتنا، عن مجتمعنا، الإنسان = مسؤولية، من لا مسؤولية عنده فلا إنسانية عنده، أنا أستشعر المسؤولية إذاً أنا موجود، وأهم مسؤولية هي المسؤولية عن الحياة، هي المسؤولية عن الأطفال القادمين، عن صحة أبنائنا، عن صحة مجتمعنا النفسية والعقلية والروحية والجمالية والقيمية والأخلاقية وعن صحة مجتمعنا المادية، لذلك أخاطب نفسي وأخاطب كل أفراد المجتمع من أجل أن ترتفع عندهم وتيرة حسّ المسؤولية، الزواج مؤسسة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" إذا كانت قاصرة فكيف يمكن أن تكون ذات دين ؟ ويقول في حديث آخر: "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" كيف يمكن للقاصر أن تكون راعية في بيت في زوجها ومسؤولة عن رعيتها ؟
نجاح الأسرة يقوم على ثلاثة أمور:
أولاً: الحب المتبادل، والقاصر لا يمكن أن تبادل ذاك الرجل الكبير أمامها الحب.
ثانياً: استشعار المسؤولية، كل فرد يستشعر المسؤولية عن الآخر وعن الحياة الزوجية معاً. المرأة تستشعر مسؤوليتها عني وعن نفسها وعني وعنها.
ثالثاً: كثرة المشتركات: وهي التي تجعل الأسرة تنجح وتفلح، ومن جملة المشتركات التقارب في السن.
الفضائية السورية: أشكر كل ما قدمته لنا، شكراً لثقتكم بهذا البرنامج الدكتور محمود عكام مفتي حلب وأستاذ الأحوال الشخصية في جامعة حلب.
الدكتور عكام: شكراً لكم، وآمل أن نلتقي دائماً على مثل هذه القضايا الهامة حتى نقدم للناس ما يجعلهم يعيشون في حالة أفضل ومجتمع أفضل.

التعليقات

أماندا

تاريخ :2010/12/18

شكراً جزيلاً للدّكتور محمود عكّام على هذا الحوار الرّائع، سأطبع هذا الحوار المهمّ وأوزّعه على كلّ معارفي بإذن الله...

شاركنا بتعليق