آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
موقع "شهبا برس" يلتقي الدكتور عكام

موقع "شهبا برس" يلتقي الدكتور عكام

تاريخ الإضافة: 2011/03/27 | عدد المشاهدات: 3169

نشر موقع "شهبا برس" بتاريخ 27/3/2011 حواراً خاصاً مع الدكتور الشيخ محمود عكام ضمن صفحة حوار الأسبوع، تناول العديد من القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية، وفيما يلي نص الحوار:

حوار خاص لموقع شهبا برس مع سماحة الشيخ الدكتور محمود عكام مفتي حلب

شهبا برس: إن إنشاء مجتمع إسلامي هو توجّه لعمل سياسي عن طريق إيجاد حكومة إسلامية وإن أرضية الالتزام تنبثق من التربية الأخلاقية والعلمية. فما دور العمل السياسي التربوي و التعليمي في تأسيس المجتمع الإسلامي ؟

د. عكام: إن المقصود من المجتمع الإسلامي المنشود هو السعي لإيجاد مجتمع يمثل قيم الإسلام: "الأمانة, الصدق, الحرية" والسّعي يعني بذل كل الجهود في مجاله وميدانه، المعلم في مدرسته، والأب في بيته، والموظف في دائرته... والجهود المبذولة ليست كلمة وخطابات بل سلوكيات وأفعال، وأما ما يخص السياسيين أي محترفي السياسة فهؤلاء معنيون بالتزام الوسائل المشروعة من صدق واحترام للإنسان وأمانة ووفاء، وإلا فالإسلام يرفض سياسة تقوم على المناورة والدَّجل والكذب، ويرفض عملا ًسياسياً متسماً بالدهاء والفجور.

يا ناس: نحن نريد بناء الهرم بدءاً من القاعدة وانتهاء بالقمة والرأس, وعلى شاكلة القاعدة ستكون القمة, لذا فأنا أخاطب الجميع بالتوجه إلى التربية والتوجيه وفق معايير الإسلام الأخلاقية والدينية.

شهبا برس: العلم فريضة، إذ بدونه لا يتحقق المسلم بإسلامه، لكننا نرى تبايناً بمفهومه بين المسلمين. حدثنا عنه.

د. عكام: العلم فريضة هذا صحيح, وهذا العلم هو العلم الشامل لكل شؤون الحياة ومجالاتها. وللعلم مهمتان: توصيف دقيق وصحيح للواقع وتحسين وتطوير، وبعبارة أخرى: العلم الذي هو فريضة هو ذاك الذي يرتقي بالإنسان في علاقاته مع الله عبودية وولاء, ومع الإنسان تعارفاً وتعاوناً, ومع الأشياء استثماراً أفضل لتحقيق غايات وجودها, وهكذا ويشترط في العلم حتى يكون علماً: التوثيق للمنقول, والتحقق للمعقول، والتجريب والتطبيق والاختبار للأمامي, وفي النهاية شتان بين من يؤسس سلوكه وحياته وعمله على علم, وبين من لا يفعل ذلك.

شهبا برس: مصطلح التجديد في الإسلام (طبعاً نحن على اطّلاع أن القرآن أو الإسلام أصبح يطرح مفاهيم متباينة) فما مفهوم التجديد ؟

د. عكام: التجديد: إعادة التواصل المباشر مع النص الإسلامي الأساس بآلية المنطق اللغوي المتطور, والمنطق الحديث بكل وسائله المستخدمة من علوم ألسنية وأناسية وأركيولوجية وسواها. والمهم أن لا تغدو فهوم النص القديمة حاجزاً بيننا وبين النص. فالقرآن الكريم بما يحمله من دلالات ومعانٍ وفهوم قادر على مواكبة العصور والأزمنة, على عكس تلك الفهوم استنبطت منه في زمن ما فهي غير قادرة على تجاوز عصرها وزمنها, والمشكلة هو أننا نريد لهذه الفهوم التي كانت في زمن ما أن تحكم كل الأزمنة. فالإسلام ليس ذياَّك الفهم وإنما هو النص (القرآن) وما يمكن أن يصدر عنه من فهوم ودلالات في كل الأمكنة والأزمنة.

شهبا برس: نتعرض اليوم لغزو إعلامي وثقافي عبر القنوات الفضائية عامة والإنترنت بشكل موسع. والمجتمع الإسلامي كما نعلم يطالب بمواكبة مستجدات العالم، فما الأسس التي تم اعتمادها لتكون مشاركتنا إيجابية وليست سلبية ؟

د. عكام: مواجهة التحديات الثقافية تكون: بتمتين الهوية وتوقيعها، وهويتنا بكل اختصار إيمان بالله لا يعرف شكاً ولا ريباً ولا مراءاة, وتدعيم الشخصية، وشخصيتنا عروبة أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية من خلال قيمها التي هي: الشهامة والمروءة والكرامة والوفاء, والإصرار على البناء المعرفي الموثق المحقق, ونشر السلام والعدالة على أنهما غايات إنسانية أساسية, وأخيراً: تربية الجيل على الصدق السلوكي والقولي، وكلنا أمل في أن يسعى المربون في مختلف المناحي الحياتية إلى ترسيخ ذلك. ونسأل الله التوفيق في هذا.

شهبا برس: نحن نمر الآن في ظل ظروف صعبة على صعيد المجتمع العربي، فما هي الإجراءات التي اتخذتها مديرية الإفتاء في حلب للتخفيف من تساؤلات الناس ؟

د. عكام: لا شك في أن لدار الإفتاء دوراً هاماً في هذه الأوقات وفي غيرها بل في كل الأوقات، وأهم ما تقوم به بشكل عام: التوعية التي تعني معرفة الواجبات ومعرفة الحقوق, ليقوم الفرد والمجتمع بواجباته, وليطالب بعدها بحقوقه, فما الإنسان في النهاية إلا واجبات وحقوق, فما واجباتنا نحو: الله، ونحو الإنسان، ونحو الوطن، ونحو الأسرة، و...

فهياً يا أيها الإنسان إلى القيام بها ممتثلاً أمر الله في ذلك، ومقتدياً بالشخصيات العظيمة، وعلى رأسها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وها نحن أولاء في دار الإفتاء في حلب أصدرنا بياناً تحت عنوان: "نداء عاجل" يطالب في توعية الناس وما يجب أن يفعلوه في مثل هذه الأوقات, وكذلك أقمنا ندوة بعنوان: "الوطن: القيمة والسلوك", بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب، وبمشاركتي مع نيافة المطران يوحنا إبراهيم, كما نسعى للقاءات مع مختلف شرائح المجتمع للمشاورة والمداولة وتحديد وتبيان ما يجب على الجميع فعله والسعي إلى تحقيقه الآن، وارجعي أيتها الآنسة إلى موقعنا لتري ما نشرناه وما قلناه.

شهبا برس: نريد كلمة سماحة الشيخ، تدعو بها للوحدة العربية في هذه الظروف وللتآخي بين الأديان ؟

د. عكام: نحن ندعو أخيراً إلى اللقاء بين المواطنين كافة على أساس من احترام متبادل، وتقدير, وحصانة, وحماية بعضهم بعضاً, وتعاون على ما ينفع المواطن والوطن ويؤدي إلى تقدمه وتطوره وتحسينه, كما ندعو إلى مواطن أفضل، وأفضليته تتجلى في عطائه ووفائه وبذله وتضحية: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) صدق الله العظيم. والصالحون المستحقون وارثة الأرض هم الجادّون العاملون الصادقون الناشرون الأمن والسلام في جنبات الأرض.

وشكراً لك أيتها الأستاذة غيثاء مديرة التحرير، ولشهبا برس، ولإدارة الخاطر. ولكل إعلامي حر صادق.

أجرت الحوار: غيثاء كزيلك

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

التعليقات

شاركنا بتعليق