آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
مقوِّمات الإنسان المتكامل

مقوِّمات الإنسان المتكامل

تاريخ الإضافة: 2016/05/17 | عدد المشاهدات: 1159

هي ثلاثة وثلاثة فقط..

أما المقوِّم الأول: ففصاحة اللسان عبرَ تمكين لغة القرآن أو أيِّ كتابٍ صحَّت نسبته للدَّيان، فهل من سعيٍ وعمل لتقويم ألسنة أبنائنا ورجالنا ونسائنا في المدارس والمعاهد والمساجد والكنائس والدوائر والجامعات والمُستشفيات والمحاكم والإعلام والإعلان وفي كلِّ زمانٍ ومكان، فلسانُ الإنسان ميزانُه، والمَرء مَخبوءٌ تحت طيِّ لسانه عبارةً وتعبيراً، وأخيراً محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو أفصحُ مَن نطق الضاد، ولغة الضاد -ويقال لها الفصحى- في التجليّ الأمثل، هي أمُّ اللغات في الدنيا، وسائلوا الدنيا عن ذلك أيها المستفسرون.

وأما المقوِّم الثاني: فقوَّة العرفان التي تعني : التوثيق للمنقول، والتحقيق للمعقول؛ فلا نقلَ إلا عبر طريقٍ موثَّقة، وكذلك لا خيرَ إلا من قناة الصِّدق، ويا ويحَ الإنسان إنْ هو تساهل في النقل والإخبار، ولا سيما إذا كان المنقول عنه صاحبَ قرار: "فمن كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوّأ مقعده من النار" كما ورد عن سيد الناس محمد صلى الله عليه وسلم، وتحقيق المعقول يستوجب عقلاً وفياً للإنسانية، وعدلاً في حكمه وقوياً واضحاً في إنشاء أحكامه. (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) البقرة:111.

وأخيراً، يأتي المقوِّم الثالث: رباطة الجَنان، ولا يكون القلب قوياً فعَّالاً واعياً إلا بالصدق والإيمان، والفرق بين الصدق والإيمان كالفرق بين الطريق ومُنتهاه المنشود، ولقد صدق مَن صدق في طلب الحق من حيث الوجود فوصل إلى الإيمان بالموجِد جلَّ وعلا، وحين يصل يقوى بربِّه وخالقه حتى إذا خُوِّف أو هُدِّد قال: (لا تحزنْ إنَّ الله معنا) وقال: (والله خيراً وأبقى).

ألا إنَّ فصاحة اللسان هي البيان، وقوَّة العرفان تُفضي إلى الأمان، ورباطة الجَنان تؤدي إلى الاطمئنان، وهذا هو -يا ناس- هو ما ننشدهُ في المخلوق الأسمى الذي يُدعى بالإنسان.

حلب الخير 10 شعبان 1437

17 أيار 2016

محمود عكام

 

التعليقات

شاركنا بتعليق