كُلُّهم يحتفلون بالعيد، وكُلُّهم يرمُقون عرفات بحبٍ وهيام، وكُلُّهم يسأل المولى عز وجل المغفرة والقبول، وكُلُّهم يصوم الفريضة والنافلة، وكلهم يتوجَّهون في صلاتهم إلى البيت العتيق "الكعبة المشرفة"، وكُلُّهم يطلبُ من الحجَّاج والعُمَّار الدعاء، وكلهم يهفو قلبه إلى زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكُلُّهم يعملُ لربِّه حتى لا يكون في الآخرة من الخاسرين، وكُلُّهم همُّه أن يقدم الخير للناس عامة ولمجتمعه خاصة. لكن المشكلة هي أن كلَّهم يُنكر كلَّهم، ويَصِلُ حدُّ الإنكار إلى الإلغاء، فها هم أولاء كلهم يقاتلون كلهم: فاعجبوا يا ناس وابحثوا عن السبب والعلة !!

وأنا أقول والذي يغلِبُ على ظنِّي أن ثمَّة من لا يريدهم: كلهم ينفع كلهم، وكلهم يتعاون مع كلهم على البر والتقوى، ولذا فهو يجتهد من أجل أن يضرب كلَّهم بكلِّهم، وينمِّم "من النميمة" لكلِّهم على كلهم، فلماذا لا يصحو بعضهم أو كلهم لماذا ؟!! وقد علموا أن المفسد لهم ولما بينهم هو المفسد قديماً وحديثاً هو مَن قتل الأنبياء وانتهك الحرمات وأحرق الأقصى وسفك الدماء وزوَّر وكذب ثم عتى واستكبر. نعم إنه هو.

فاستيقظوا يا أهل القبلة الواحدة والكتاب الواحد والرسول الخاتم، استيقظوا وأقرِّوا عيون أسلافنا بكم: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

حلب الخير

 يوم عرفة

21 ذو الحجة ١٤٣٧

23 أيلول ٢٠١٦

 محمود عكام