آخر تحديث: السبت 20 إبريل 2024
عكام


تعـــليقـــــات

   
الشيخ الوليّ التقيّ عمر البوشي

الشيخ الوليّ التقيّ عمر البوشي

تاريخ الإضافة: 2016/09/30 | عدد المشاهدات: 1280

رجال عرفتهم وغادرونا

الكلمة الحادية عشرة

وما إن يخطر أو يتهادى اسمُه إلى سمعي أو خلدي حتى يتجلَّى أمام عيون خيالي وذاكرتي شخصيةً ملؤُها اللُّطف والرِّقة والتواضع والأريحية والروحانية والأمان. لقد رأيته أولَ ما رأيتُه وأنا في سنِّ الثالثة عشرة، وذلك في جامعِه الذي سمُّي بعدها باسمه، وهناك راح يدير جلسةَ ذِكر منورَّة ينشد المنشدون بين يديه، ويذكر الذَّاكرون في حضرته، والجميع سعيدٌ مُستَبشِر فرحٌ مُطمَئنٌّ مسرور، كنتُ أنظر إليه وأجهد في مطابقة ما جمَعَتْه ذاكرتي من أوصافٍ عنه وما أنا مُشاهده، ففي الذاكرة: الشيخ عمر البوشي وليٌّ وصاحبُ حال، مَن رآه أحبَّه، يتكلَّمُ قليلاً والدلالات وفيرة، يحبُّ الناس ويريد الخير للجميع، صوفيُّته صوفية ذكرٍ وسلوك، وهكذا، وفعلاً فقد وجدتُ ما كان في الذاكرة قائماً في الواقع من خلال لقاءاتٍ معه ولقاءاتٍ مع مُريديه، وانتهى بي المطاف بعد اللقاءات فتزوجتُ فتاةً "بوشيّةَ" الطَّريقةِ عبرَ والدها المفتون بالبوشي عمر، فلا حديثَ إلا عن الشيخ عمر، ولا إعجابَ إلا بالشيخ عمر، وها هو ذا يقول لي: إن الشيخ عمر بالنسبة إليَّ مغسلةً للتعب والوَصَب ومَطردةً للكآبة ومَجلَبةً للأُنس، ومحضر تذكيرٍ بالمنعم الخالق المتفضِّل، فلله أنت يا عبدَ الواسع أيها الوفي الودود ما أسعدك بشيخك وما أشدَّ حِرصَك على أن تُنسَب إليه، ونعودُ للشيخ عمر: فالذكر عنده حضور، والحضورُ مراقبة والمراقبة تفضي إلى إنتاجِ إنسانٍ صادقٍ أمين واعٍ أنيس مؤنس محبٍّ خيِّر يدلُّ على الخير بقالِهِ ويُسعِدُ مَن معه بحاله، يُسلِّم تسليم المتَّسع ويعمل عملَ المقتنع، راضٍ بما يرضاه ربُّه له، مُطمئنٌّ إلى مصيرٍ خطَّهُ الإله الحقُّ له.

رحمك الله يا أيها المفضال وأثابك جزاءً وفيراً، وذكرك بعد وفاتك لم يزل ينعش المجالس ويريح القلوب، وهل هذا إلا: (واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين)، ولهذا اذكُرني عند ربّك محموداً يحبُّ اللهَ ورسوله وأهل الله وآل رسوله. والسلامُ عليك وأنت مع أهل الوفاء في مقعد الصدق.

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق